كاتب سوداني لـ"الفتح": سلة الغذاء وغرامات التأخير كذبة دعَّامية.. وإعلام المليشيا يحسن استغلال المساحات الفارغة

  • 25
الفتح - عمار العركي الكاتب والمحلل السياسي السوداني

قال عمار العركي، الكاتب الصحفي والمحلل السياسي السوداني: إن إعلام مليشيا "الدعم السريع" يواصل تكثيف حربه الإعلامية الخارجية بعدما تكشفت حربه الداخلية، مستغلًّا المساحة الفارغة بسب غياب الإعلام الخارجي المضاد الذي يتأثر بأداء وزارة الخارجية. 

وأضاف العركي في تصريح خاص لـ"الفتح": أن الحرب الإعلامية للمليشيا كانت بلغت ذروتها خلال الأسبوع الماضي للتغطية على خسائرها في الحرب العسكرية؛ عبر إثارة الجدل الموجه والمكثف بالوسائط الإعلامية المحلية والمصرية والإثيوبية حول قضية سلة غذاء المليشيا المقدَّمة للفارين إلى مصر والغرامات المالية للإقامة في إثيوبيا.

وأردف عمار العركي أن قضيتي سلة الغذاء التي قدمتها المليشيا الإرهابية للسودانيين الفارين من جرائمها وبطشها إلى مصر، ورسوم الإقامة ومتأخرات غرامات مخالفتها في إثيوبيا- كانتا محور اهتمام كبير لغرف ومنصات إعلام المليشيا المتمردة، وبقراءة وتحليل مخرجات هذا الاهتمام والتناول يتضح أن الآلة الإعلامية للمليشيا الإرهابية اجتهدت لتحسين صورة وسمعة المليشيا الإرهابية، وخلق فتنة بين البلدين من خلال استفزاز السودانيين المتضررين منها وإظهار مصر -رغم موقفها الواضح الداعم للحكومة والجيش السودانيَّين- في مظهر المتواطئة والمتماهية مع وجود ونشاط المليشيا الإرهابي (فقد كذبت تلك المليشيا ونشرت أخبارًا عن تقديمها سلة غذاء لبعض الأسر السودانية المقيمة الآن في مصر، بل وزعمت أن لها مكتبًا في القاهرة وأنه اختار -هو وبعض مستشاري حميدتي- منطقة فيصل بالجيزة لتوزيع سلة الغذاء).

ولفت إلى أن المليشيا عمدت إلى سيناريو الحرب الإعلامية في إثيوبيا كذلك بهدف الفتنة والوقيعة، لكن هذه المرة بين الشعبين الإثيوبي والسوداني بعد ضمان انحياز الموقف الحكومي الإثيوبي لها؛ حيث كان الفخ وتركيز السم ودسِّه في العسل عبر استخدام حقيقة أريد بها باطل و(هي معاملة السودانيين الإنسانية والكريمة لأربعة ملايين إثيوبي) عاشوا وأقاموا في السودان، ونُكران الإثيوبيين هذا الجميل الآن بالتعامل الفذ والاستغلالي تجاه السودانيين الفارين إلى إثيوبيا حاليًّا. 

وأشار المحلل السياسي إلى سعي المليشيا المتمردة لتحسين صورة قائدها الإرهابي "حميدتي" وتلميعها ثم تسويقها من خلال سيناريو إعلامي كاذب متداول داخل إثيوبيا بأن (السودانيين التقوا به عقب اجتماعه مع حمدوك في أديس أبابا، وتحدثوا عن معاناتهم وشكوا له السلطات الإثيوبية، وقد وعدهم بمعجالة الأزمة). وإمعانًا في الكذب والتضليل أذاع إعلام المليشيا أن (حميدتي التقى آبي أحمد وناقش معه الأمر؛ وعلى الفور وجه رئيس الوزراء الإثيوبي بمعالجة الأمر عبر إصدار سلطات الهجرة الإثيوبية قرارَ إعفاء غير المقيمين من الغرامات مع التمديد المجاني للإقامة).

واستطرد أن الشاهد في أمر القضيتين هو أن إعلام المليشيا يحسن استغلال المساحات الفارغة والغياب المُحير والغريب للإعلام الرسمي الإخباري العادي وتوفير المعلومات المطلوبة، ناهيا عن الإعلام المضاد والمساند ومعلوماته المطلوبة. لكن المؤسف حقًّا هو أن وزارة الخارجية السودانية في مقدورها كشف هذا الكذب بكل سهولة ويسر عبر بيان توضيحي تصدره توضح فيه كل الحقائق.