اعتداء جديد يستدعي إنجاز قانون متوازن لـ "المسؤولية الطبية"

أطباء يطالبون بالحد من العنف وحفظ حقوق الفِرق الصحية والمرضى

  • 21
الفتح - أطباء أرشيفية

شهد مستشفى المطرية التعليمي، الأسبوع الماضي، اعتداءً همجيًا على طبيب أثناء تأدية عمله، نتجت عنه إصابات خطيرة استلزمت جراحة بالمخ ونقله للرعاية المركزة لاستكمال العلاج، وهو إحدى حلقات العنف العاملين في القطاع الصحي، مما يُهدد استقرار المنظومة بأكملها ويُعوق تقديم الخدمات الطبية للمواطنين.

وأعاد الحادث العديد من التساؤلات حول أسباب العنف المتصاعد ضد الأطباء، وكيفية معالجة هذه الظاهرة الخطيرة، وحماية الكوادر الطبية من الاعتداءات المتكررة.

ومن جهته، أكد الدكتور وائل سمير، استشاري الجراحة العامة بمستشفيات وزارة الصحة والسكان، أن حوادث التعدي على الأطقم الطبية من الأمور المزعجة للأطباء، وأرجعه إلى عوامل مشتركة مركبة بين الطبيب وبين المواطنين، موضحًا أن الأطباء بحاجة الى أن يتدربوا –بجانب التدريب الطبي-، على التواضع والرحمة والشفقة بالمرضى، وحسن التعامل معهم بمهارات التواصل المطلوبة للتعامل معهم بجانب الأمانة والإخلاص في العمل والمصداقية، والضوابط القانونية التي يجب أن يكونوا على وعي بها في أخبار المرضى، والتعامل معهم بحقوقهم المطلوبة.

تابع: على الجانب الآخر، ينبغي على الدولة أن تعطي الطبيب حقه ووضعه ومكانته حتى يستطيع يؤدي عمله بإخلاص وجد واجتهاد وذلك بتوفير البيئة الآمنة والحقوق المعنوية والأدبية والمادية المطلوبة.

وأوضح "سمير" في تصريح خاص لـ "الفتح" أن تنظيم عملية الدخول والخروج من وإلى المستشفيات والعيادات والتعامل مع المرافقين للمريض أمر مطلوب ضبطه في المستشفيات، وخاصة المزدحمة و"الطوارئ"، مشيرًا إلى أنه على المواطنين أن يقدروا وضع الأطباء والمصاعب التي يتعرضون لها، إذ إن العنف في التعامل بلا شك يضر الطبيب ومتلقي الخدمة الطبية في المقام الأول.

فيما يرى الدكتور أحمد رشوان، عضو مجلس نقابة الأطباء الفرعية بالفيوم، أنه طالما لا يوجد قانون رادع يحمي الطبيب والمنشأة، لن يكون هناك أمان للطاقم الطبي، مشيرًا إلى أن هذه الاعتداءات تؤدي إلى مزيد من هجرة الطاقم الطبي والذي تعاني المنظومة الصحية من نقصه.

وأوضح "رشوان" في تصريح خاص لـ "الفتح" أن الحل يكمن في إيجاد قانون مسؤولية طبية رادع، بخلاف مشروع القانون المقترح الآن، والذي يحتوي على عيوب تجعل الطاقم الطبي في يأس أكبر من إصلاح المنظومة الطبية

ولفت "رشوان" إلى أن نقص الإمكانيات والمستلزمات التي تشهدها بعض المستشفيات أحد عناصر الأزمة وجعل بيئة العمل غير آمنة للأطقم الطبية ومحفز لأهالي المرضى ضدهم مما يزيد من تكرار مثل هذه الحوادث المؤسفة، يتحملها الطاقم الطبي دون ذنب.