محلل سياسي سوداني لـ"الفتح": نعاني من أزمة غذاء حادة.. وشبح المجاعة يهدد البلاد

القيادة السياسية تسعى لإنهاء تلك المعضلة.. والحل في يد المتجمع الدولي والمنظمات المعنية

  • 68
الفتح - عمار العركي الكاتب والمحلل السياسي السوداني

في ضوء تحذير برنامج الغذاء العالمي من الوضع الكارثي في السودان وما يواجهه نحو 18 مليون شخص خطر الجوع الحاد، وما ذكره البرنامج التابع للأمم المتحدة عبر حسابه في موقع "إكس" بخصوص أن عدد الجياع ارتفع إلى ما يزيد على الضعف مقارنة بالعام الماضي.. قال عمار العركي، الكاتب الصحفي والمحلل السياسي السوداني: ما نشره برنامج الغذاء العالمي من نتائج وأرقام أمر متوقع في ظل ما يعيشه السودان من أزمة الآن، لكنه تحدث عن الأرقام والنتائج وأغفل الأسباب التي أدت إلى هذه الأرقام المخيفة، وكان للأمم المتحدة كذلك نشرات سابقة في هذا الشأن بعضها قبل الحرب لفتت عبرها إلى احتمال تأثر السودان بالتغيرات المناخية، علاوة على النزاعات والحروب والنزوح وقلة أو ندرة الموارد.

وأضاف العركي في تصريح خاص لـ"الفتح" أن السودان قدم للأمم المتحدة منذ سنوات تصورًا لحل مشكلة الغذاء على المستوى الإقليمي والدولي، وليس السودان فقط، وقدم مقترحًا يتضمن منح السودان مساعدات في مقدمتها التكنولوجيا وما يتعلق بها وتوفير البنية التحتية اللازمة لإنتاج الغذاء، وذلك خلال دورة الجمعية العامة للأمم المتحدة الـ77 في عام 2022م التي ناقشت أزمة الغذاء والطاقة حينذاك. منوهًا بأن السودان لديه كل العوامل التي لا يمكن معها تخيل أنه يعاني أو سيعاني ذات يوم من الجوع. مؤكدًا أن حل هذه الأزمة بيد المجتمع الدولي والدول المانحة والمنظمات المعنية بما فيها برنامج الغذاء العالمي من خلال توفير ما يحتاجه السودان.

وأشار إلى وجود بعض الحلول السياسية والاستحقاقات التي يمكن منحها للسودان من المنظمات الدولية، منها على سبيل المثال حل مشكلات الديون، وتقديم المنح، والعمل على تحقيق التنمية المستدامة داخل الأراضي السودانية، لكن يظل هذا الأمر مرهونًا باشتراطات سياسية.

وبسؤاله عن دور القيادة السياسي في هذا الصدد، قال الكاتب والمحلل السياسي إن الوضع الإنساني عمومًا وأعداد الجوعى خصوصًا محل تقدير ومراعاة من القيادة السياسية السودانية؛ وهو ما دفع  بالجيش إلى الانفتاح على كل المبادرات المطروحة مع تقديم  تنازلات والجلوس على طاولة المفاوضات لإنهاء الأزمة الإنسانية، لكن يوجد تعنت من  مليشيا "الدعم السريع" التي لا تراعي تلك الأزمة الإنسانية ومنها نقص الغذاء وشبح المجاعة الذي يهدد البلاد، بل تنظر هذه المليشيا للموضوع من وجهة نظر سياسية، وتتفاوض من أجل تحقيق مكاسب سياسية ضيقة خاصة بها.