عاجل

"داعية" يوضح علامات محبة الله لعبده وأهم الأسباب الجالبة لمحبته سبحانه وتعالى

  • 13
الفتح - علامات محبة الله للعبد

قال الداعية الإسلامي حسن حسونة: إن محبة الله واجبة على العبد ولازمة، فيجب عليه أن يتقرَّب إليه بصنوف الطاعات الظاهرة والباطنة، فصفة المحبة ثابتة لله عز وجل فالله يُحبُ ويُحَبُ، فالله يحب المؤمنين، ويحب المحسنين، ويحب المتقين، وغيرها من الصفات الطيبة، وأهل السنة يثبتون هذه الصفة بلا تكييف ولا تعطيل، ومن غير تأويل ولا تمثيل {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِير} [الشورى: 11].


علامات محبة الله لعبده

وأضاف "حسونة" -في مقال له بعنوان "محبة الله غاية المؤمنين (3) ثمرات محبة الله لعبده" نشرته جريدة الفتح-: وعلامات محبة الله لعبده كثيرة، منها:

أولًا: وضع القبول في الأرض، كما في الحديث: "إِنَّ اللهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى إِذَا أَحَبَّ عَبْدًا نَادَى جِبْرِيلَ: إِنَّ اللهَ قَدْ ‌أَحَبَّ ‌فُلَانًا ‌فَأَحِبَّهُ، ‌فَيُحِبُّهُ جِبْرِيلُ، ثُمَّ يُنَادِي جِبْرِيلُ فِي السَّمَاءِ: إِنَّ اللهَ قَدْ أَحَبَّ فُلَانًا فَأَحِبُّوهُ، فَيُحِبُّهُ أَهْلُ السَّمَاءِ، وَيُوضَعُ لَهُ الْقَبُولُ فِي أَهْلِ الْأَرْضِ" [رواه البخاري].

وأشار إلى أن هذه منحة عظيمة تأتي من المنحة الأعظم، محبة الله، فمحبة جبريل الأمين فمحبة الملأ الأعلى، فلا يُذكر في السماء إلا بصفات المدح والثناء عليه، وعلى أثر هذه المحبة يوضع له القبول في الأرض وتنشأ له محبة أهل الأرض وبخاصة الصالحين منهم، كلما رآه أحد أحبه، ولربما لم يتعامل معه؛ إلا أن القبول يلاحقه، وتأمل قوله تعالى عن كليمه موسى عليه السلام: "وألقيت عليك محبة مني" .

ثانيًا: التوفيق والسداد في أموره كلها، فإن سَمِعَ فبتوفيقه له، وإن نظر فتوفيق الله يلاحقه، ولئن مشى بقدمه فيسدده الله، ولئن لجأ إلى الله في شيء أعطاه ما تمني، ولئن استعاذ بالله أعاذه الله من كلِّ مكروه وسوء، كما في الحديث القدسي، قال الله: "كنتُ سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ورجله التي يمشي بها، ويده التي يبطش بها".

ثالثًا: مِن علامات محبة الله لعبده يحفظه ويرعاه من شياطين الإنس والجن، ويرعاه في ماله وأولاده.

رابعًا: يديم عليه نعمة الطاعة ويرزقه الشكر على نعمه والصبر عند الضراء، ويرزقه الاستقامة، وعملًا صالحًا قبل موته ليقبضه عليه، ويرزقه قلبًا مخبتًا منيبًا إليه، "يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ" [الشعراء: 88-89].


أسباب محبة الله لعبده

وأوضح "حسونة" أن هناك عشرة أسباب لمحبة الله وموصلة إليها، منها ما ذكره ابن القيم رحمه الله:

أولها: قراءة القرآن، وتدبره، قال الله تعالى: "كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ ‌لِيَدَّبَّرُوا ‌آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ" [ص: 29].

ثانيها: التقرب إلى الله بالنوافل بعد الفرائض.

ثالثها: دوام ذِكْر الله على كل حال بالقلب واللسان.

رابعها: إيثار محاب الله على محاب النفس.

خامسها: مطالعة القلب لأسماء الله وصفاته، ومشاهدتها، وتقلبه في رياض هذه المعرفة، وكذلك النظر في الكون، "ربنا ما خلقت هذا باطلًا سبحانك فقنا عذاب النار".

سادسها: مشاهدة بره وإحسانه، ونعمه الظاهرة والباطنة.

سابعها: انكسار القلب بين يديه.

ثامنها: الخلوة وقت النزول الإلهي وتلاوة كتابه ثم ختم ذلك بالاستغفار.

تاسعها: مجالسة المحبين الصادقين والتقاط أطيب ثمرات كلامهم.

عاشرها: مباعدة كل سبب يحول بين القلب وبين الله عز وجل.