عاجل

"أحمد فريد" يوضح أول وآخر ما نزل من القرآن الكريم وأرجى وأخوف آياته

  • 51
الفتح - أول ما نزل من القرآن

أشار الدكتور أحمد فريد، مستشار مجلس إدارة الدعوة السلفية، إلى بيان أول ما نزل وآخر ما نزل مِن القرآن، قائلًا: إن أول ما نزل من القرآن كما ورد في صحيح البخاري في حديث بدء الوحي {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ} [العلق: 1]، ثم المدثر، وقيل: إن أول ما نزل للرسالة {يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ} (المدثر: 1)، وللنبوة {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ}، فإن العلماء قالوا: قوله تعالى: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ} دل على نبوة محمد -صلى الله عليه وسلم-؛ لأن النبوة عبارة عن الوحي إلى شخص على لسان الملك بتكليف خاص، وقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ * قُمْ فَأَنذِرْ} [المدثر: 1-2)] دليل على رسالته صلى الله عليه وسلم؛ لأنها عبارة عن الوحي إلى الشخص على لسان الملك بتكليف عام.


آخر ما نزل من القرآن 

وأضاف "فريد" -في مقال له بعنوان "أول وآخر وأرجى وأخوف آيات القرآن" نشرته جريدة الفتح-: وأما آخره: فاختلفوا فيه فعن ابن عباس -رضي الله عنهما- أنه قول الله تعالى: {إِذَا جَاء نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ} [النصر: 1]، وعن عائشة -رضي الله عنها-: سورة المائدة، وقيل: {وَاتّقُواْ يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللهِ} [البقرة: 281]، وقال السدي: آخر ما نزل {فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ} [التوبة: 129]، وفي صحيح البخاري في سورة براءة عن البراء بن عازب -رضي الله عنهما-: آخر آية نزلت {يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلاَلَةِ} [النساء: 176]، وآخر سورة براءة.

وتابع: قال القاضي أبو بكر في "الانتصار": وهذه الأقوال ليس في شيء منها ما رفع إلى النبي -صلى الله عليه وسلم-، ويجوز أن يكون قاله قائله بضرب من الاجتهاد وتغليب الظن، وليس العلم بذلك مِن فرائض الدين حتى يلزم ما طعن به الطاعنون من عدم الضبط.

 

هل في القرآن شيء أفضل مِن شيء؟

وأوضح "فريد" أنه قد اختلف الناس في هل في القرآن شيء أفضل مِن شيء فذهب أبو الحسن الأشعري والقاضي أبو بكر وأبو حاتم ابن حبان إلى أنه لا فضل لبعض على بعض؛ لأن الكل كلام الله، وكذلك أسماؤه تعالى لا تفاضل بينها، وروي معناه عن مالك، وقال يحيى بن يحيى: تفضيل بعض القرآن على بعض خطأ، وكذلك كره مالك أن تعاد سورة أو تردد دون غيرها، واحتجوا بأن الأفضل يشعر بنقص المفضول، وكلام الله حقيقة واحدة لا نقص فيها.

وأشار إلى قول قوم بالتفضيل لظواهر الأحاديث، ثم اختلفوا فقال بعضهم: الفضل راجع إلى عظم الأجر، ومضاعفة الثواب، بحسب انفعالات النفس وخشيتها وتدبرها وتفكرها عند ورود أوصاف العلا، وقيل: بل يرجع لذات اللفظ، وأن ما تضمنه قوله تعالى: {وَإِلَـهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لاَّ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ} [البقرة: 162]، وآية الكرسي وآخر سورة الحشر وسورة الإخلاص مِن الدلالات على وحدانيته وصفاته ليس موجودًا مثلًا في {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ} [المسد: 1]، وما كان مثلها، فالتفضيل إنما هو بالمعاني العجيبة وكثرتها، لا مِن حيث الصفة وهذا هو الحق.


أرجى آية في كتاب الله

وواصل "فريد" حديثه قائلًا: وأما أرجى آية: قيل: هي قوله عز وجل: {وَهَلْ نُجَازِي إِلَّا الْكَفُورَ} [سبأ: 17]، وروى الحاكم في مستدركه عن محمد بن المنكدر قال: التقى ابن عباس وعبد الله ابن عمرو بن العاص فقال ابن عباس: أي آية في كتاب الله أرجى عندك؟ فقال عبد الله بن عمرو: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ} [الزمر: 53]، قال: لكن قول إبراهيم: {قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي} [البقرة: 260] هذا لما في الصدور مِن وسوسة الشيطان فرضي الله تعالى مِن إبراهيم {قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى}، وقال: صحيح الإسناد ولم يخرجاه.

واستطرد: وقال الناس في سورة الأحقاف: {فَهَلْ يُهْلَكُ إِلا الْقَوْمُ الْفَاسِقُونَ} [الأحقاف: 35]، فقال: إن هذه الآية مِن أرجى آية في القرآن إلا أن ابن عباس قال: أرجى آية في القرآن: {وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ لِلنَّاسِ عَلَى ظُلْمِهِمْ} [الرعد: 6].

 

أخوف آية في كتاب الله 

وأردف مستشار مجلس إدارة الدعوة السلفية: وأما أخوف آية: فعن الإمام أبي حنيفة أنه قال: هي قوله تعالى: {وَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ} [آل عمران: 131]، ولو قيل: إنها {سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَا الثَّقَلانِ} [الرحمن: 31] لكان له وجه، ولهذا قال بعضهم: لو سمعت هذه الكلمة من خفير الحارة لم أنَم.