ما حكم من أفطر في رمضان بسبب مرض مزمن؟ وما حكم من عجز عن الصيام؟ وما ضابط المشقة التي يجوز معها الفطر؟

  • 35

سائل يسأل: شخص مريض مرضًا مزمنًا عندما يشتد عليه المرض يذهب للطبيب فيكتب له دواءً، ويقول له عند شفائك لا توقف هذا الدواء يعني يأخذه بصفة مستمرة، ويحتاج إلى ماء كثير طول النهار وفي رمضان أفطر ستة أيام بسبب أنه لا يستطيع أن يستغني عن الماء، وقد أطعم مساكين، وهو الآن قد شفي ومستمر على العلاج هل كان عليه أن يصوم بدلًا من الإطعام؟
وأجاب عن هذا السؤال، الدكتور ياسر برهامي، نائب رئيس الدعوة السلفية -في فتوى له عبر موقع "صوت السلف"- قائلًا: فيظهر من هذا الوصف أنه مريض مرضًا مزمنًا والدواء لا يستغني عنه وهو لا يستغني عن الماء، فله أن يطعم ولا يلزمه الصيام.

وعن العجز عن الصيام بسبب المرض المزمن، سأل سائل:
والدتي لم تصم أيام الحيض تمامًا وهي مريضة بالتهابات مزمنة في الكلى، هل تصوم كل ما فاتها؟ وهل يجوز أن أصوم عنها في حياتها وما حكم صيامها أيامًا قبل البلوغ هل تعوض هذه الأيام؟
وأجاب "برهامي": يجب عليها الصيام إذا قدرت على ذلك، ولو صامت في أيام الشتاء مع شرب الماء الكافي بين المغرب والفجر فإنها تقدر -إن شاء الله- ما لم يمنعها الطبيب، فإن منعها وأخبر أنها لا تشفى منه إلى الممات فعليها الفدية عن كل يوم إطعام مسكين ربع صاع من طعام أهل البلد (وهي عندنا: 700 جم أرز لكل مسكين عن اليوم)، وليس لك أن تصوم عنها في حياتها لحديث "مَنْ مَاتَ وَعَلَيْهِ صِيَامٌ صَامَ عَنْهُ وَلِيُّهُ" [متفق عليه]، فمفهومه أن من لم يمت لم يصم عنه أحد.
وأضاف: وأما صيامها قبل البلوغ فهو في حكم التطوع، وقبل وجوب ما وجب عليها قضاؤها فلا تعوض هذه الأيام اتفاقًا.

وعن ضابط المشقة التي يجوز معها الفطر في رمضان، سأل سائل:
ما ضابط المشقة التي يجوز لها الفطر في رمضان، هل هي زيادة المرض وتأخر الشفاء أم هي الضرورة؟ لأن البعض يقول "إن المشقة المعتبرة هي حالة الضرورة فقط"، وبالتالي لا يجوز لأصحاب المهن الشاقة الفطر إلا إذا خافوا على أنفسهم مِن الهلاك، ومعلوم أن الفطر يجوز للشيخ الكبير والمرأة العجوز، وإن لم يصل الحال إلى الضرورة التي يُخشى معها الهلاك، فما الضابط إذن لكلمة المشقة التي نقرؤها في باب الفطر في رمضان؟ وبعضهم يفسِّر هذه المشقة بأنها عجز الإنسان عن ممارسات أنشطة يومه المعتادة مِن المشي أو الحركة ونحو هذا، فما الراجح في ذلك؟
وأجاب "برهامي": ففرق بيْن المشقة مِن الصيام على شخص سليم، وبيْن مريض؛ فزيادة المرض أو تأخر الشفاء هذه في حالة الشخص المريض، وأما أصحاب المهن الشاقة؛ فلا بد أن يصل الأمر إلى المرض أو الضرورة.