برامج تلفزيونية لأصحاب الأفكار المضللة تنشر الباطل وتهدم الثوابت

فتاوى منحرفة حول دخول غير المسلمين الجنة وإباحة العلاقات

  • 32
الفتح - مخاطر التلفاز أرشيفية

تكثر البرامج الدينية في رمضان، والتي من المفترض أن تُعلم المسلمين الدين الصحيح، إلا أن أصحاب المناهج المنحرفة أخذوا في نشر باطلهم من خلال فتاوى تبثها شاشات التلفاز؛ بهدف تغيير الثوابت الإسلامية، والتي منها القول بدخول غير المسلمين الجنة، وإن كذبوا بالقرآن وببعثة محمد -صلى الله عليه وسلم-، وجواز العلاقات بين الجنسين.

وردّ عدد من الدعاة عبر "الفتح" على تلك الفتاوى المنحرفة؛ لتوضيح الحق للمسلمين بالأدلة من كتاب الله، وسنة نبيه محمد -صلى الله عليه وسلم-.

من جهته، قال الدكتور ياسر برهامي، نائب رئيس الدعوة السلفية: إن الله تعالى جعل "الإسلام" هذا الاسم الشريف المكرَّم عنده عَلَمًا على الدين المقبول الذي لا يَقبل الله -عز وجل- دينًا سواه، قال تعالى: {إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الإِسْلامُ} [آل عمران: 19]، وقال: {وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ} [آل عمران: 85]، مؤكدًا أن الله -عز وجل- أوجب على جميع خلقه أن يسلموا له -سبحانه وتعالى-: {أَفَغَيْرَ دِينِ اللَّهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ} [آل عمران: 83]، وقال: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} [آل عمران: 102].

وشدد نائب رئيس الدعوة السلفية على أنه ليس هناك إلا دين الإسلام الذي يقبله الله -عز وجل- بأن يسلم الإنسان وجهته وعبادته لله وحده لا شريك له، وأن يشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الذي دعا الناس إلى هذه الكلمة مجدِّدًا دعوة الأنبياء جميعًا؛ فإنهم دعوا إلى هذه الكلمة كلهم، قال -سبحانه وتعالى-: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ} [الأنبياء: 25]، مؤكدًا أنه لا يكون إسلام إلا باتباع محمد كما قال -صلى الله عليه وسلم-: "وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لَا يَسْمَعُ بِي أَحَدٌ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ يَهُودِيٌّ، وَلَا نَصْرَانِيٌّ، ثُمَّ يَمُوتُ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِالَّذِي أُرْسِلْتُ بِهِ، إِلَّا كَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ" [متفق عليه]، موضحًا أن هذا أمر لا يختلف فيه أهل الإسلام والإيمان، في أنه لا يُقبل صرفٌ ولا عدلٌ ممن كذَّب النبي، أو ممن أبى متابعته ورضي بدين غير ما جاء به مِن دين الإسلام.

واستنكر المهندس سامح بسيوني، الداعية الإسلامي، استدلال البعض من دعاة وحدة الأديان بقول الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَىٰ وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ} [البقرة: 62] على أن الآية تسوي بين الملل والأديان في المآل على كل حال، مؤكدًا أنها محاولات ومزاعم وتفسيرات مشبوهة باطلة، موضحًا أن الآية جاءت في سياق دعوة اليهود إلى الإسلام، ودعوتهم للإيمان بالنبي الخاتم محمد -صلى الله عليه وسلم- وبعد بيان مخالفتهم لأوامر الله وانتهاك محارمه وكفرهم بآياته وتكذيبهم أنبيائه والعمل على قتلهم.

وأشار الداعية الإسلامي إلى أن الذين آمنوا المقصود بهم أهل الإسلام المؤمنون بالنبي محمد وبسائر الأنبياء والمرسلين من قبله، والذين هادوا من اتبعوا موسى -عليه السلام- وكانوا على شرعه قبل التحريف للتوراة والنسخ لها والذين لم ينسبوا لله الولد ويقولون "إن عزيرًا ابن الله"، والنصارى من اتبعوا المسيح عيسى -عليه السلام- في زمانه، وأقروا أنه عبد الله ورسوله ولم ينسبوا له أنه ابن الله أو أنه هو الله أو أنه ثالث ثلاثة، وأنهم هم الذين كانوا على شرعه قبل التحريف للإنجيل والنسخ له، والصابئون من كانوا على الفطرة موحدين لله بلا شريعة أو كانوا ممن يقرأون في الزبور ولم يكونوا على دين اليهود ولا النصارى ولا المجوس.

وفيما يتعلق بالترويج لجواز العلاقات بين الشباب والفتيات، قال الدكتور بلال عبد الجواد، الداعية الإسلامي: إن بها مجموعة من المحرمات والمحاذير الشرعية والأخلاقية، ولا يتردد عاقل في تحريم هذه العلاقة؛ إذ فيها: خلوة الرجل بالمرأة الأجنبية، ونظره إليها، والكلام المليء بالحب والإعجاب؛ مما يثير الغرائز ويحرّك الشهوات، بل قد تصل هذه العلاقة إلى ما هو أعظم من ذلك، كما هو واقع ومشاهد الآن.

وأكد الداعية الإسلامي أن هذه المحرمات معلومة بأدلة الكتاب والسنة، قال تعالى: {قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ} [النور: 30]، وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "أَلا، لا يَخْلُوَنَّ رَجُلٌ بِامْرَأَةٍ إِلا كَانَ ثَالِثَهُمَا الشَّيْطَانُ" [رواه الترمذي وصححه الألباني]، وقال: "لأن يطعن في رأس أحدكم بمخيط من حديد خير له من أن يمس امرأة لا تحل له" [رواه الطبراني وصححه الألباني]، مشددًا على أنه ليس هناك استثناء لما كان بعلم والدها أو لمن عزم على الزواج، بل ولا لمن خطب بالفعل؛ لأن الخاطب يظل أجنبيًا عن المرأة حتى يعقد النكاح عليها.