المعارضة الجنوب سودانية تستنكر فرض رسوم باهظة للتسجيل لخوض الانتخابات

  • 16
الفتح - أرشيفية

استنكرت أحزاب المعارضة في جنوب السودان دفع رسوم "باهظة" تبلغ 50 ألف دولار من أجل التسجيل قبل الانتخابات الأولى في البلاد التي تشهد أعمال عنف ذات طابع سياسي-عرقي وعدم استقرار مزمن.

وتجري انتخابات في جنوب السودان التي نالت استقلالها عن السودان في عام 2011 للمرة الأولى بحلول نهاية العام الحالي، في إطار اتفاق سلام مبرم في عام 2018، لكن الأمم المتحدة والعديدمن الشركاء الدوليين يرون أن هناك عقبات كبيرة لا تزال قائمة.

وفرض مجلس الأحزاب السياسية في جنوب السودان وهو هيئة تم تشكيلها من أجل التحضير للانتخابات الأسبوع الماضي على الأحزاب دفع 50 ألف دولار أو ما يعادلها بالعملة المحلية للتسجيل والمشاركة في الانتخابات. بينما كان يتعين في السابق دفع 20 ألف جنيه جنوب سوداني (نحو 140 يورو).

وقال رئيس "منتدى الشعب المتحد" غاي شول بول، خلال تجمع أمام مجلس الأحزاب السياسية في جوبا عاصمة جنوب السودان: "نعتقد أن هذه الرسوم الباهظة ليس لها أي أساس، وتتناقض بصورة مباشرة مع مبدأ الديمقراطية والمشاركة السياسية العادلة".

وشارك عشرات من أعضاء 14 حزبًا سياسيًّا معارضًا في الوقفة الاحتجاجية قبل تقديم شكاواهم إلى مجلس الأحزاب السياسية للمطالبة برسوم عادلة. وأضاف غاي شول بول: "أن هذه الرسوم لن تؤدي إلا إلى تقييد المواطنين وثنيهم عن ممارسة حقهم في المشاركة بالانتخابات المقبلة".

ويحاول البلد الفتي أحد أفقر بلدان العالم الخروج من تبعات حرب أهلية بين العدوين اللدودين الرئيس الحالي سلفا كير ميارديت ونائبه السابق رياك مشار خلال عامي 2013 و2018؛ أدت إلى مقتل 400 ألف شخص ونزوح الملايين.

وينص اتفاق سلام توصل إليه في عام 2018 على تشكيل حكومة وحدة وطنية لتقاسم السلطة، على أن يصبح سلفا كير رئيسًا وخصمه في الحرب مشار نائبًا له، لكن حكومة الوحدة الهشة أخفقت إلى حد كبير في الوفاء بوعود اتفاق السلام بسبب استمرار الخلافات بين المتنافسين.

وهدد حزب مشار بمقاطعة الانتخابات ما لم تُنفذ المبادئ الأساسية للاتفاق.

وقال مشار على موقع (إكس): "لسنا ضد الانتخابات، نعتقد فقط أن الانتخابات المتسرعة لن تحقق أي استقرار ملموس".

والتقى سلفا كير الأسبوع الماضي موفد الأمم المتحدة نيكولاس هياسوم للبحث في الانتخابات، وفق ما ذكرت الحكومة على "إكس".

وخلال اللقاء "أكد كير أهمية الانتخابات في تحديد مصير جنوب السودان، وشدد على ضرورة تعاون جميع الأطراف المعنيين لضمان عملية انتخابية سلسة ونزيهة".