• الرئيسية
  • منوعات
  • آفاق دعوية
  • "بداية وانطلاقة جديدة".. "داعية": في العشر الأواخر تتعاظم الحاجات في نفس العبد وتكثر الأمنيات ويسعي الصادق إلى التعرض لرحمات الله

"بداية وانطلاقة جديدة".. "داعية": في العشر الأواخر تتعاظم الحاجات في نفس العبد وتكثر الأمنيات ويسعي الصادق إلى التعرض لرحمات الله

  • 20
الفتح - العشر الأواخر

قال المهندس سامح بسيوني، الكاتب والداعية الإسلامي: إنه  مع بداية العشر الأواخر من رمضان وتحري ليلة القدر في ليلة منها تتعاظم الحاجات في نفس العبد وتكثر الأمنيات ويسعي الصادق إلى التعرض لرحمات الله وفضله، مشيرًا إلى أن النبي -صلى الله عليه وسلم- جمع لنا جوامع الدعاء في كلمات علمها للأمة جمعاء من أجل الفوز في تلك الأيام ومن ذلك ما جاء في الحديث الحسن الصحيح الذي رواه الترمذي عن أم المؤمنين عائشة -رَضِيَ اللهُ عَنْها وأرضاها- قَالَتْ: "قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَرَأَيْتَ إِن عَلِمْتُ أَيَّ لَيْلَةٍ لَيْلَةُ القَدْرِ مَا أَقُولُ فِيهَا؟ قَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: قُولي: "اللَّهُمَّ إِنَّكَ عَفُوٌّ تُحِبُّ العفْوَ فاعْفُ عنّا".

وأوضح "بسيوني" أن هذَا الدعاء الذي علمنا إياه النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- وعلم أمنّا عائشة إياه وأمرها أن تقوله هو من جوامع دعاء النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- نحتاح أن نتعلمه ونفقه معاني كلماته العظيمة لندعو به ونحن مستحضرين لمعنى ما نطلب؛ مبينًا أن أول الدعاء ثناء: "اللهم إنك عفو" وأنه افتتاحية للدعاء بتوسل لله َعزَّ وَجَلَّ بألوهيته وأسمائه الحسنى.

ونبَّه إلى الفرق في دعاء النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- بين طلب العفو وطلب المغفرة، موضحًا أن طلب المغفرة يعني ألا يؤاخذك الله -عَزَّ وَجَلَّ- بالذنب وأن يغفر الله الذنب فيبقى الذنب لكن لا يؤاخذك الله -عَزَّ وَجَلَّ- عليه، أما طلب العفو: فهو أعلى، فهو أن يتجاوز الله عن الذنب ولا يعاقب عليه، بل ويمحوه تمامًا من سجل الأعمال، وأننا بطلب العفو "اللَّهُمَّ إِنَّكَ عَفُوٌّ تُحِبُّ العفْوَ" فإننا نريد أن يكون لنا بداية وانطلاقة جديدة".

وأشار "بسيوني" إلى أن طلب العفو بهذا المعنى -محو الذنوب ومغفرتها وعدم المؤاخذة بها- هو مطلب من أعظم المطالب في الدُنيا وفي الآخرة يُحصل به الإنسان خيري الدُنيا والآخرة لأن محو الذنوب سبب في الانطلاق الحقيقي إلى الله -عَزَّ وَجَلَّ- لأن الذنوب مُقيدة للإنسان عن كل أبواب الخير؛ فهو طلب لفك قيدك -قيد الذنوب والمعاصي التي تُعيق الإنسان عن الانطلاق إلى مرضاة الرب سبحانه وتعالى-. 

وتابع: طلب العفو يتضمن طلب السلامة من كل سوء، ففي الدنيا؛ طلب معافاة الأبدان من الأمراض والأسقام؛ فعفو الله عن بدنك أن يمنع أو يُعافي بدنك من الأسقام، والأمراض، ومن الرزايا التي تُعيقك عن الطاعات، وتُعيقك عن الأعمال التي تعملها؛ فهذا أمرٌ آخر من طلب العفو.. وفي الآخرة؛ يترتب عليه النجاة من عذاب القبر وعذاب النار، والنجاة من العقاب.

وسلط "بسيوني" الضوء على أن خلاصة الدعاء أن طلب العفو في الآخرة نجاةٌ من النار، وطلبٌ لدخول الجنة، وطلبٌ في رفعة الدرجات ومرافقة الأنبياء، وطلبٌ في التلذذ بالنظر إلى وجه الكريم العفو سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، وأن طلب العفو في الدُنيا يعني محوٌ الذنوب والمعاصي وفكُ القيد الذي يلفُ حول عنق الإنسان ويمنعه من الترقي في الطاعات أو يجلب له البلايا.

وأضاف الداعية الإسلامي: لا ننسى هذَا الدعاء، ما جاءت العشر وما زالت ليالي رمضان باقية، وما زلنا نرجو عفو الرب -سبحانه وتعالى- لعله ينظر إلى أحدنا نظرة رحمة، ويوفقنا إلى أن نكون ممن قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا، وأن نكون ممن يدعوة دعوة في جوف الليل فيتقبلها بكرمه وعفوه؛ فهو العفو -سبحانه وتعالى-، وهو الكريم -سبحانه وتعالى-.