• الرئيسية
  • منوعات
  • آفاق دعوية
  • عبادة ترقي العبد لدرجة المراقبة.. أحمد فريد: الصيام يوصل إلى تقوى الله لأنه يتكون من نية باطنة لا يطلع عليها أحد إلا الله

عبادة ترقي العبد لدرجة المراقبة.. أحمد فريد: الصيام يوصل إلى تقوى الله لأنه يتكون من نية باطنة لا يطلع عليها أحد إلا الله

  • 11
الفتح - الدكتور أحمد فريد مستشار مجلس إدارة الدعوة السلفية

قال الدكتور أحمد فريد مستشار مجلس إدارة الدعوة السلفية: من صام حق الصيام كما أمر الله عز وجل لا بد أن يصل إلى درجة التقوى، والتقوى هي: علم القلب بقرب الرب، وهي: أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه، فإن الله عز وجل يراك، وكذلك: ألا يراك الله حيث نهاك، ولا يفتقدك حيث أمرك.


أضاف "فريد" في محاضرة له بعنوان" الصيام مدرسة التقوى" الصيام يوصل إلى تقوى الله عز وجل؛ لأنه يتكون من نية باطنة لا يطلع عليها أحد إلا الله عز وجل، وترك لشهوات يستخفى بتناولها عادة، فلا نستطيع أن نجزم في شخص بأنه صائم؛ لأنه قد يخلو ولو للحظات فينتهك حرمة الصيام، فهو إنما يترك الطعام والشراب والشهوة لأنه يحس بأن الله عز وجل يراه، وبأن الله عز وجل مطلع على قلبه، وعلى سر أمره وعلانيته، فالصيام يدرب العبد على مراقبة الله عز وجل، وهذه المراقبة هي التقوى المقصودة، والدرة المفقودة: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [البقرة:183].


وأشار"فريد" إلى أن الله عز وجل قد شرف هذه العبادة بإضافتها إلى نفسه الشريفة عز وجل فقال تعالى في الحديث القدسي: "كل عمل ابن آدم له، الحسنة بعشر أمثالها، إلا الصيام فإنه لي، وأنا أجزي به" فأضاف الله عز وجل كل أعمال ابن آدم إلى نفس ابن آدم، وشرف عبادة الصيام بأن أضافها إلى نفسه الشريفة فقال: "إلا الصيام، فإنه لي وأنا أجزي به".


تابع: فلما كان الصيام سرًا بين العبد وربه تكفل الله عز وجل بتحديد أجر الصيام، فليس له تسعيرة محددة: "فكل عمل ابن آدم له، الحسنة بعشرة أمثالها" فكل عمل من الأعمال له ثواب محدد، أما الصيام فالله تعالى يتكفل بتحديد أجره.


واستطرد مستشار مجلس إدارة الدعوة السلفية: والصيام من الصبر وقد قال الله عز وجل: {إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ} [الزمر:10] فالصيام عبادة ترقى بالعبد إلى درجة المراقبة وإلى درجة التقوى، كما أن الصائم يلتزم بأخلاق معينة هي أخلاق المتقين وأخلاق المحسنين، فلا يسفه على السفيه بمثل سفهه، ولا يجهل على الجاهل بمثل جهله.


وأوضح قول النبي صلى الله عليه وسلم: "فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث"ولا يتكلم كلاماً فاحشاً: (ولا يصخب) أي: لا يرفع صوته بغير حاجة أو ضرورة: (وإن سابه أحد أو قاتله، فليقل: إني صائم، إني صائم) أي: يدفعه على أن يواجه السيئة بالسيئة أنه صائم، فينبغي عليه أن يلتزم بأخلاق الصائمين، وأخلاق المحسنين، فيدفع بالحسنة السيئة، فيقول: (إني صائم إني صائم).