عاجل

"برهامي": الإيمان والعمل الصالح شرط التمكين والطريق يبدأ من التربية على عقيدة السلف رضوان الله عليهم

  • 16
الفتح - الدكتور ياسر برهامي، نائب رئيس الدعوة السلفية

قال الدكتور ياسر برهامي، نائب رئيس الدعوة السلفية: جعل الله سبحانه شرط التمكين للمؤمنين عبر العصور هو الإيمان والعمل الصالح، الذي لايكون إلا بسلامة القلب وتحقيق التوحيد؛ قال تعالى: "وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَىٰ لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا ۚ يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا".

وأضاف "برهامي" -في مقال له بعنوان "محنُ المسلمين.. وأمراض القلوب" نشرته جريدة الفتح-: لو طهُرت القلوب وسلمت من أمراضها لجَاهَد أصحابُها في سبيل الله لإقامة العبودية له وحده، كما قال ربعي بن عامر: "الله ابتعثَنا لنُخرِج من شاء من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد، ومن جورِ الأديان إلى عَدْل الإسلام، ومن ضيق الدنيا إلى سعة الآخرة"؛ متابعاً: وإذاً لاستحقوا -إن كانوا طائفة مؤمنة- نُصرةَ الله تعالى والتمكين في الأرض، قال تعالى: "وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ ۗ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ".

وتابع: أما إذا كانت النفوس بعدُ لم تُزَكّى والقلوب لم تُصلح؛ أوشكت الغاية أن تتبدل والوسائل أن تنحرف؛ فبدلًا من أن يكون التمكين في الأرض وسيلة لإقامة العبودية لله، صار غايةً أو وسيلةً لتحصيل حظوظ النفس أو الانتقام لها، وبدلًا من أن تكون أهم الوسائل لهذا التمكين هي الحرص على متابعة الرسول -صلى الله عليه وسلم- في الصغير قبل الكبير، صارت الوسائل هي المداهنة في أساسيات العقيدة وثوابت الدين، متسائلاً: فأيّ تمكين يحصل لأمثال هؤلاء؟! مجيبًا: ولو تمكنوا لما غَيّروا شيئًا، ولصار الدينُ مجرد شعار أو طلاء يُطلى به الباطل دون تغيير.

وأكد نائب رئيس الدعوة السلفية، على أن طريق التمكين يبدأ من التربية على العقيدة الصافية "عقيدة  السلف" -رضوان الله عليهم- التي بها تصلح القلوب وتسلم من أدرانها؛ فتُسلم قِيادَها لله تعالى، وتتعلق بالدار الآخرة، متابعاً: فإذا تمكنت لم ترَ في كمالها وسعيها وما صنعته ما يصيبها بالعُجب، بل تستقِلّ سعيَها -ترى سعيها قليلًا- في سبيل الله؛ لأن الله لايقبل إلا ما كان خالصًا لوجهه، ولم تكن متعلّقة بالدنيا أو برؤية الناس؛ فإن هذا أمر لايحصل معه الخير، ولا يحصل معه المقصود من التمكين للمؤمنين