شرع الله جاء لنا بأعدل القيام.. "برهامي": كان النبي ﷺ إذا دخل العشر أحيا ليله وأيقظ أهله وشد المئزر

  • 21
الفتح - الدكتور ياسر برهامي، نائب رئيس الدعوة السلفية

قال الدكتور ياسر برهامي، نائب رئيس الدعوة السلفية: إن الله شَرَعَ لنا أعدل القيام، كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم-، لعبد الله بن عمرو بن العاص، في الحديث "وَأَحَبَّ الصَّلَاةِ إلى اللهِ، صَلَاةُ دَاوُدَ عليه السَّلَام، كانَ يَنَامُ نِصْفَ اللَّيْلِ، ويقومُ ثُلُثَهُ، وَيَنَامُ سُدُسَهُ" [متفق عليه]، مضيفًا: فمن اجتهد في أن يقوم ثلث الليل فقد أتى أحسن القيام، إلا إذا كان في العشر الأواخر، فإن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- "كان إذا دخل العشر أحيا ليله وأيقظ أهله وشد المئزر"، أي: اعتزل النساء.

وأوضح "برهامي" -في مقطع مرئي له عبر موقع "أنا السلفي"- أن الاعتزال للنساء في العشر الأواخر متواصلًا، حتى ولو لم يعتكف؛ فإن الرسول -صلى الله عليه وسلم- في بعض السنين لم يعتكف العشر الأواخر للحديث "كانَ النَّبيُّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- يَعْتَكِفُ  العَشْرِ الأوَاخِرِ مِن رَمَضَانَ، فَكُنْتُ أضْرِبُ له خِبَاءً فيُصَلِّي الصُّبْحَ ثُمَّ يَدْخُلُهُ، فَاسْتَأْذَنَتْ حَفْصَةُ عَائِشَةَ أنْ تَضْرِبَ خِبَاءً، فأذِنَتْ لَهَا، فَضَرَبَتْ خِبَاءً، فَلَمَّا رَأَتْهُ زَيْنَبُ ابْنَةُ جَحْشٍ ضَرَبَتْ خِبَاءً آخَرَ، فَلَمَّا أصْبَحَ النَّبيُّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- رَأَى الأخْبِيَةَ، فَقالَ: ما هذا؟ فَأُخْبِرَ، فَقالَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: ألْبِرَّ تُرَوْنَ بهِنَّ؟ فَتَرَكَ الِاعْتِكَافَ ذلكَ الشَّهْرَ، ثُمَّ اعْتَكَفَ عَشْرًا مِن شَوَّالٍ" [صحيح البخاري]، فدل ذلك على أنه أحيانا لم يعتكف فيها، ومع ذلك كان إذا دخل العشر شد المئزر، أي: اعتزل النساء؛ للتحكم في الشهوة الجنسية أكثر.

وتابع نائب رئيس الدعوة السلفية: فكثرة ممارسة الجنس، ككثرة الأكل وككثرة تخزين المال، كل ذلك يؤدي بالإنسان إلى ألا ينطلق، ويظل مخلدًا إلى الأرض، مرتبطًا بها؛ لأنها كلها حاجات البدن، متابعًا: كما أن ذلك يهيؤه لو أخلد إلى الأرض أن يتبع الهوى ويتبع الشيطان، فينزل لأسفل؛ لأن الشيطان أسفل من ذلك، موضحًا أن الإرادات الفاسدة -إرادات العلو والفساد- أسوء من إرادات الطعام والشراب والجنس والمال والكلام والخلطة.