كشف الدكتور محمد إسماعيل أبو جميل، آخر وصايا الشيخ محمد عبد الفتاح أبو إدريس - رحمه الله -، إذ قال له الشيخ: "أوصيكم بالمنهج، وأوصيكم بالسنة فإنها النجاة".
وقال "أبو جميل": أكرمني الله أن كنت في عون فضيلة الشيخ -رحمه الله- لبعض شأنه الصحي قبل وفاته بأسبوعين تقريبًا، فكان قد ابتلي -رحمه الله- باضطرابات نوم شديدة كانت تؤثر على راحة جسده وتسبب له إرهاقا شديدا من قلة النوم، وكان لذلك أكثر من تفسير طبي لعدد من الأطباء الأفاضل كلٌ في تخصصه، وكل معه حجته ودليله العلمي، مشيرًا إل أن الشيخ لما دخل -رحمه الله- العناية المركزة قبيل وفاته بأسابيع تقريبا أثبتت بعض الإجراءات الطبية واقعية أحد هذه الاستدلالات الطبية دون غيرها.
ويروي "أبو جميل" حوارا دار بينه وبين الشيخ محمد عبد الفتاح في بيت الشيخ، ما جعله يقف مدهوشا من ذلك الرجل الذي اختلطت السنة ومنهج السلف ومنهج الاستدلال بلحمه ودمه وعقله في كل حياته، بدرجة تعجزك وتجعلك فعلا تستشعر منة الله على هذا الرجل، ومنة الله على المنهج وعلى الدعوة بمثله، قائلًا:
فكان مما قال -رحمه الله-: "سبحان الله، المنهج السلفي في الاستدلال موافق للفطرة وللعقل الصحيح وللعلم والواقع، لا يكفي فقط أن تكون معك حجة، بل لابد من دليل، ولا يكفي أن يكون معك دليل، بل لابد أن يكون هذا الدليل صحيحا. وهذا ما حدث معي فعلا، كل طبيب في تخصصه ينافح ويدافع عن رأيه باستدلالاته من أعراض ونتائج تحاليل وغيرها، لكن الواقع أثبت صحة واحد فقط، هو الذي أتى بالنتيجة الصحيحة فقط. وهكذا الشرع وهكذا المنهج، ليس فقط أن يكون معك دليل، بل لابد أن تثبت أن دليلك صحيحا، فالحمد لله على نعمة المنهج ونعمة السنة، وأوصيكم بالمنهج، وأوصيكم بالسنة فإنها النجاة".
وعقب" أبو جميل"على الحوار بقوله: فلا أملك إلا نقل كلماته لكم دون تعليق ولا تعقيب، إلا أن أقول لي ولكم "احفظوا الوصية .. وسيروا على الدرب .. واستكملوا ما بدأه أولئك الأفاضل". داعيا الله أن يحفظ علمائنا ومشايخنا ومسكنا الإسلام والسنة حتى نلقاه عليه.