عبدالمنعم الشحات: نريد أن نرث من الشيخ "أبي إدريس" عقله المؤسسي وحبه العميق لدعوته

وصية الشيخ أبو إدريس رحمه الله للمهندس عبد المنعم الشحات

  • 54
الفتح - المهندس عبد المنعم الشحات، متحدث الدعوة السلفية

قال المهندس عبد المنعم الشحات، المتحدث الرسمي باسم الدعوة السلفية: إن الشيخ أبو إدريس رحمه الله، كان له شغفه بالعلم دراسة وتدريسًا؛ لا سيما الفقه، حتى لقَّبه أقرانه بـ"أبي إدريس" من فرط حبه للشافعي -رحمه الله-، ولكنه في تصاعد أحداث الانفصال عن "الجماعة الإسلامية" بعد سيطرة "الإخوان" عليها، قرَّر أن يكون الحارس الأول لأهمية العمل الجماعي، وهو أمر تبنته "الدعوة السلفية" منذ نشأتها -بفضل الله-، وتجنَّبت ما وقع فيه كثيرٌ غيرها بمقابلة غلو الإخوان في التنظيم، بالجنوح إلى بدعية العمل الجماعي.

وأضاف "الشحات" -في مقال له بعنوان "الشيخ أبو إدريس.. عقل مؤسسي وقلب نابض بحب الدعوة وزهد في الظهور" نشرته جريدة الفتح- أن الدعوة كلها -بفضل الله- تبنت القول بمشروعية العمل الجماعي، بينما قرر الشيخ "أبو إدريس" أن يكون هذا هو ميدان بذله الأكبر، متابعاً: ثم لما سنحت الفرصة وأُسِّس كيان قانوني للدعوة السلفية، وإن كان في النهاية -لأسباب يطول شرحها- حمل اسم: "جمعية الدعاة الخيرية"، كرَّس الشيخ أبو إدريس وقته للعمل المؤسسي في كيان الدعوة، والذي كان من أهم مظاهره: "القيادة الجماعية، والشورى، والقرار الجماعي" الذي يتساوى فيه صوت رئيس مجلس الإدارة مع أي عضو فيه؛ بثَّ ذلك في هيكل المؤسسة من مجلس الإدارة العام وحتى آخر وحدة في هيكل المؤسسة، متابعاً: هذا العقل المؤسسي كان معه قلب نابض بحبِّ الدعوة الإسلامية ككل، وبحب الكيان الذي انتمى إليه وشرف بقيادته.

وصية الشيخ أبو إدريس للمهندس عبد المنعم الشحات

وتابع: زرت الشيخ في مرض موته الأخير بعد حدوث تحسن نسبي في حالته الصحية، وهي حالة يتراءى أمام الفرد فيها دنو أجله، وإن صبَّره مَن حوله أو طمأنه الأطباء، وحينئذٍ يظهر بأي شيء يتعلق القلب؛ فكان أن أوصاني قائلًا: منذ أن تطورت الاتصالات ووجدت الاجتماعات "الأون لاين" وكثير من أعضاء مجلس الإدارة تراودهم فكرة: ولماذا يأتي الشيخ عادل نصر من الفيوم، والشيخ جلال من السويس، والشيخ يونس من البحيرة، و... ولماذا لا نجتمع أون لاين؟! قال: ولذلك وجدتني حريصًا على حضور الاجتماعات رغم مرضي؛ لأني أتقرب إلى الله أن أبقي هذا الكيان فيه القدر المناسب من الإدارة، وإذا لم يتم الاجتماع الفعلي فلن يتم التشاور الفعلي، ولا المتابعة الكاملة، ويوشك بعدها أن ينفك عقد هذه الإدارة، فوصيتي لكم إن جاءني أجلي أن تحافظوا على لقائكم واجتماعكم وتشاوركم، وكذلك من وصاياه: قال: ومثلك لا يحتاج أن يوصَّى على الشيخ ياسر، ولكني سأوصيك أنت وكل أعضاء مجلس الإدارة: اهتموا به، واعتنوا بحالته الصحية، بارك الله لكم فيه.

وأكمل متحدث الدعوة السلفية قائلاً: عاش الشيخ بهذا الحب للدعوة، ولكل مَن ينبغ فيها صغيرًا أو كبيرًا، ولا أدري في أي مرحلة من تاريخه قرَّر أنه بحسبه أن ينكفأ على داخل الدعوة، ولا يكون له دروس ولا فاعليات؛ إلا مشاركات في الفاعليات التي تخص إدارة الكيان، ليلقي فيها توجيهاته،  وكان اجتهاده أن كل الميادين الأخرى يوجد مَن يقوم بها ويكفيه إياها، فتفرغ لإدارة الكيان داخليًّا، مضيفاً: ونحن نريد أن نرث مِن شيخنا عقله المؤسسي وحبه العميق لدعوته، ولكل مَن يبذل فيها، ولكل من يعطي فيها بأي عطاء؛ صغيرًا كان أو كبيرًا، بل وأن نجاهد أنفسنا أننا لا نريد من إظهار عمل أو إخفائه إلا مرضاة الله -تعالى-، وما ترجح لدينا أنه هو المصلحة الشرعية.