لن تكون أفضل من اجتماعات جوبا والقاهرة.. عيسى مضوي لـ"الفتح": مؤتمر باريس لم يدعُ طرفي الصراع الرئيسين

  • 17
الفتح - عيسى أحمد مضوي المحلل السياسي السوداني

قال عيسى أحمد مضوي، الكاتب الصحفي والمحلل السياسي السوداني: إنه بخصوص مؤتمر باريس اليوم كان بإمكان القائمين عليه قبل كل شيء أن يكونوا صادقين مع أنفسهم؛ فطرفي الحرب المباشرين هما (القوات المسلحة السودانية التي تمثل رمزية معظم الشعب السوداني إن لم يكن كله إلا القليل جدًّا الذي لا يكاد يذكر، ومليشيا "الدعم السريع" المتمردة)، وحتى ينجح هذا المؤتمر يجب أن يمثلا فيه، فلماذا لم يدعوا السودان الذي يأتمرون من أجله عبر وزارة الخارجية السودانية؟! أما الطرف الذي دعي له وهي قيادة "تقدم" فلا شرعية لهم تجعلهم يمثلون الشعب السوداني؛ فحتى شرعيتهم الثورية التي كانوا يتحدثون عنها ويتشدقون بها أسقطتها الحرب؛ فهم مكون سياسي يتكون من حزبين وانشقاقات صغيرة جدًّا جدًّا لحزبين آخرين، في ظل وجود أكثر من 176 حزبًا بما فيهم أغلبية عظمى من الحزبين التي خرجت منها تلك الانشقاقات، وأهم شئ في الموضوع أن أمر السياسة لم يبلغ مرحلة النضج؛ لأنه لا مجال في ظل الحرب للتعاطي معه، فإن كان هنالك ما لا بد منه فيجب أن يكون المؤتمرون في باريس أكثر صدقًا ويتركوا للشعب السوداني حرية اختيار من يمثلوهم.

وأضاف مضوي في تصريح خاص لـ"الفتح": لكن باريس معلومة الأهداف منذ زمن، ولن يكون مؤتمرها من حيث النتائج بأفضل من اجتماعات (أديس أبابا، وكمبالا، وجوبا، والقاهرة)؛ فهي اجتماعات تنفق فيها الأموال الأممية ولن تجدي نفعًا في الداخل السوداني، والسؤال الذي سيظل قائمًا: من الذي دعا لهذا المؤتمر، وبأي حق دعا له، وما هي أهداف دعوته من قبل الحرب؟ باريس مؤتمر لأصدقاء السودان لدعم الشعب السوداني، وحصدت أموال قاربت مليارات الدولارات، أين ذهبت تلك الأموال؟ وماذا أسهمت في حل مشكلة الشعب السوداني؟ أسئلة عديدة تُطرح لأن الظاهر أن أهل السياسة في السودان كلما أفلسوا أقاموا مأدبة ودفتر ويستجدون باسم الشعب، ولا نملك إلا أن نقول "حسبنا الله ونعم الوكيل".