نشطاء: السودانيين تُركوا بلا طعام ولا أمل وحياد القوى المدنية غير مفهوم رغم جرائم الدعم السريع

  • 11
الفتح - السودان

يجد السودانيون أنفسهم بعد عام من الحرب بين الجيش وميليشيا الدعم السريع أمام مأزق حقيقي، بينما العالم لا يتحرك لتقديم العون بالسرعة المطلوبة، بهذه العبارات لخص الناشط في لجان المقاومة بمدينة عطبرة عبد المنعم "مأساة الحرب" بعد مرور عام عليها، والذي يصادف الذكرى الأولى.

ويقول عبد المنعم بحسب"ألترا سودان" وهو يتسوق مستلزمات غرفة الطوارئ لسد احتياجات النازحين، والذين فروا من حرب الخرطوم وودمدني ونيالا وغيرها من المدن، إن الناس تركوا بلا طعام وبلا أمل وبلا أفق للحل "السياسي المسؤول".

ويرى عبد المنعم في حديث لـ"الترا سودان"، أن وقوف بعض القوى المدنية ضمن "خانة الحياد"  خلال النزاع المسلح دون توجيه "اللوم علنًا"، بحق ميليشيا الدعم السريع التي هاجمت نحو (16) مدينة آمنة، كانت بمعزل عن القتال وجرتها إلى دائرة الحرب، مضيفًا أن الحرب إذا فرضت عليها لماذا لم تمتنع عن توسيع دائرتها رأفة بالسودانيين.

ولم يتوان عبد المنعم في توجيه الانتقادات إلى القوى المدنية، قائلًا إنها عاجزة بالكامل عن صنع أي شئ يعيد الأمل إلى السودانيين لأنها بمعزل عن الالتصاق بمعاناة المدنيين أو البحث عن حلول لمعاناتهم على الأرض، وأردف: "دائمًا ما يربطون الحل بالمجتمع الدولي، وكأن ثورة ديسمبر قام بها المبعوثون الدوليون، لا أجيال جديدة تبحث عن الديمقراطية والحكم المدني".

بينما يبحر النزاع المسلح اليوم في عامه الأول،  تتراوح الأزمة ما بين تشريد (10) ملايين شخص، ووضع البلاد على حافة مجاعة، إلى جانب السيناريوهات المرعبة التي يتنبأ بها الفاعلون الدوليون بشأن توسع الصراع إلى الإقليم، ومع ذلك يعتقد فاعلون في غرف الطوارئ العاملة، وهم شبان مستقلون سياسيًا، أن العالم لم يتحرك بما يكفي لوقف النزاع المسلح من خلال نظرته للأزمة بشكل رأسي.

وبعد مرور عام على الحرب، لم تعد البنية التحتية في العاصمة الخرطوم كما كانت وتأثرت بالمعارك العسكرية، ويكاد السودان يفقد أصوله الرئيسية في قطاع الكهرباء والمياه والاتصالات والخدمات المصرفية، وفي هذا البلد الذي يعاني مسبقًا قبيل النزاع المسلح من ضعف البنية التحتية، فإن استعادتها قد تكلف البلاد (200) مليار دولار وفقًا لتقديرات غير رسمية.