التعليم الجامعي في مصر.. مشاكل لا حصر لها ولا حلول

  • 99
صورة جامعه عين شمس

شهدت المرحلة الماضية والحالية مشكلات عدة فى التعليم الأكاديمى المصرى، فهناك تقصير واضح من المجلس الأعلى للجامعات نتج عنه شكاوى الطلاب المستمرة وانخفاض معنوياتهم لمتابعة المرحلة التعليمية الخاصة بهم بصورة جيدة.

فكانت هناك أسباب قدمها المجلس الأعلى للجامعات فى الإدارة الخاصة به، وأسباب أخرى تعترف بها الجامعات المصرية وتحاول جاهدة حلها بدون أى فائدة أو تقدم.

وقال الدكتور سمير عبد الفتاح عميد المعهد العالى للخدمة الاجتماعية، وأستاذ علم النفس والبحث العلمى بجامعة عين شمس، هناك مشكلات كثيرة جدا فى نظام التعليم الحالى، أولاها مشكلة التعليم الخاص فهو يلعب دور كبير جدا فى المجتمع المصرى والمسئولون لا يستطيعون إدارته بالطريقة النموذجية الصحيحة.

والقائمين على نظام التعليم الخاص )أصحاب الجامعات) الربح عندهم فى المقام الأول ثم التعليم بعد ذلك، وهذه كارثة فى حد ذاتها، ولايمتلكون خلفية كافية للإشراف أو الإدارة على الجامعات الخاصة، ثانيتها التعليم الحكومى، بالنسبة للجامعات الحكومية فهى مستقلة والذى يربطها المجلس الأعلى للجامعات، ومشكلاتها أكثر صعوبة وتعقيدا من غيرها، مثل تولى بعض الإخوان المسلمين مناصب عليا فى وزارة التعليم العالى، فهم يسعون الآن إلى إحباط أى محاولة إنجاز لإظهار فشل الوزارة أمام المجتمع؛ بالإضافة للأعداد الهائلة التى يحددها مركز التنسيق ويرسلها للكليات حيث ينتج عنها تكدسات طلابية فى مدرجات الكليات يستفيد معظمهم بالمادة العلمية المعروضة داخل الجامعة.

وأضاف عبد الفتاح أن الدكتور الدجوى رئيس قطاع التعليم العالى سابقا ونائبه المنتميان لجماعة الإخوان كانا سببا رئيسيا فى تدهور الحالة العامة للتعليم العالى، والكثير من الحاصلين على الماجستير والدكتوراه أفراد غير مؤهلين.

وأشار عميد المعهد العالى للخدمة الاجتماعية إلى أن هناك كليات عدة لم تحصل على الجودة وتعين منها العديد من المناصب الوزارية فى عهد مبارك، والهدف من الحصول على مناصب بالوزارة يُدرج تحت الحصول على مرتبات عالية؛ لذلك نوه الدكتور سمير إلى قرار الرئيس السيسى فى تحديده للمرتبات التى لن تزيد عن 42 ألف جنية مصرى تحسبا للمسئولين الذين تكمن الماديات عندهم فى المقام الأول.

ومن جانبه، قال الدكتور عبد الرازق بركات عميد كلية الآداب جامعة عين شمس فى عرض قصير لأساسيات مشكلات التعليم الحكومى بالجامعات، إن قلة الموارد تشكل مشكلة خطيرة جدا على مستوى التعليم لدينا، ووجود لوائح قديمة بالمؤسسة يعوق التقدم والنهوض بالمستوى التعليمى الذى يجب أن يواكب التطور الواضح؛ لأن المؤسسة تمتلك لوائح من السبعينات، والجهاز الإدارى المتعفن الذى اعتاد عند خروجه من المنزل أن يتقاضى المال، وعندما يقوم بشيء إضافى أو يؤدى عمله يطلب مكافآت.

وأضاف بركات توجد ترقيات سنوية لكل هيئات الإدارة والتدريس فى جميع المؤسسات التعليمية على مستوى العالم، وعند التقصير فى العمل يتم إلغاء العقد مباشرة، كما أن وجود منشآت مجهزة بمعامل ومدرجات حديثة وأماكن للتدريب شىء أساسى لابد منه، وختم بقوله نحن نحتاج إلى ثورة للنهوض بنظام التعليم الجامعى المصرى.

كما يقول محمد عزالي، طالب بكلية الآداب شعبة الإعلام، التعليم في مصر وضعه حرج؛ إذ أنه جزء من منظومة ينخر فيها سوس الفساد إداريا واجتماعيا وقيميا وثقافيا؛ فالتعليم في مصر لا يُخرج منتجًا (وهو الطالب) يلبي أغراض سوق العمل، كما أن سوق العمل نفسه لا يستطيع أن يستوعب هؤلاء الخريجين.

وأضاف عزالي في الوقت الذي نرى أنظمة التعليم في الدول المتقدمة تتطور لتتناسب مع التقدم الذي وصل إليه العالم، نجد التعليم الجامعي المصري يقف محلك سر بنفس الأساليب ونفس المناهج التي لم تُحدث منذ 15 سنة أو أكثر.

وتابع: أنا مثلا كطالب في الفرقة الرابعة بقسم الإعلام لم أتلقَ حتى الآن أي تدريب في الجامعة، بالإضافة إلى عدم وجود معامل للإعلام تدرب الطالب على التعامل مع الفنون الإعلامية المختلفة من صحافة وتلفزيون وراديو وعلاقات عامة؛ فيتخرج طالب الإعلام بعد أربع سنوات نجح فيهم بملخص في المادة ذاكره أثناء فترة الامتحانات دون وجود وسائل تعليمية تكسبه التعامل مع تخصصه من ناحية وسوق العمل من ناحية أخرى، فيتخرج وهو بحاجة إلى تأهيل من جديد، أو يجلس في طابور البطالة، أو يبحث عن مكان يتدرب فيه بمقابل يدفعه، أو مكان يعمل فيه بدون مقابل حتى يتدرب؛ مما يتطلب ذلك منه توفير نفقات لينفق على نفسه أثناء فترة التدريب.

وقال مصطفى هنداوى، طالب بكلية الهندسة جامعة الفيوم، تخصص معظم هيئة التدريس يختلف تماما عن المواد المكلفين بتدريسها فى الجامعة؛ وهذا يعود بالتأثير السلبى على الشرح والتلقى؛ وبالتالى على نتيجة الامتحانات.

وأضاف هنداوى أن صغر حجم المدرجات والعدد الهائل للطلبة شيء صعب جدا يصعب تحمله أو التعامل معه.ومن جانبه، قال محمود الشخيبى، طالب بكلية حقوق جامعة بنى سويف، إن كثرة الحفر فى الحرم الجامعى والتجديدات المستمرة أصبح شيئا مبالغا فيه، وبناء كلية فى حديقة الجامعة جعلها ضيقة جدا وأصبح هناك تكدسات طلابية بالحرم.

وألمح الشخيبي إلى أن هناك جامعة جديدة بنيت بالفعل وجارى إعدادها ودخلت بها بعض الكليات، ولم تحتسب الإدارة ذلك وما زالت تقوم ببناء الجامعة القديمة وعمل إصلاحات بملايين الجنيهات.وعرض محمود باختصار مشكلة كلية تربية رياضية المتمثل في وجودها بمكان بعيد جدا عن الطلاب والمواصلات العامة، ومعاناة الطلاب فى الحياة الجامعية وممارسة البرنامج التعليمى الخاص بهم.

وقال مصعب فرج، طالب بكلية دار علوم جامعة القاهرة، هناك حالة إهمال تنتاب الخدمات التي تُقدم للطلاب وعلى رأس ذلك خدمات المدن الجامعية؛ حيث يتم تقديم وجبات غير صحية.وأضاف فرج أن البوابات الإلكترونية التي وضعتها شركة "فالكون "خلقت أزمة فوق المشاكل التي يواجهها الطلاب؛ حيث تسببت في تكدسات للطلبة على بوابات الجامعة؛ مما يتسبب في تأخر حضور الطلاب إلى محاضراتهم.وأشار مصعب فرج إلى سوء المعاملة التي يواجهها الطلاب من المسئولين، لافتا إلى الموقف الذي حدث خلال زيارة رئيس الوزراء لجامعة القاهرة؛ حيث تم إلغاء المحاضرات المسائية مع تشديد الخناق على الطلاب.