بعد نجاح مبادرة خادم الحرمين الشريفين برعاية سعودية.. قمة مصرية قطرية الشهر المقبل

  • 113
أمير قطر الشيخ تميم بن حمد

فى مسيرة بدأت فى قمة دول الخليج العربي قبل أسبوعين في العاصمة القطرية، الدوحة، اتفق زعماء دول الخليج على أن يضعوا خلافاتهم جانبا لأجل التغلب على تحديات "الأمن الإقليمي المشترك"، وتم الاتفاق على أن توقف قطر دعمها للرئيس المصري المعزول محمد مرسي وجماعة الإخوان المسلمين ووقف الدعاية المعادية للسعودية ومصر على قناة "الجزيرة"، ليتم فى المقابل تطبيع العلاقات مع دول مجلس التعاون الخليجى وإعادة السفراء و التعاون الأمني،وأعلن فيها الأمير القطرى أن "أمن مصر من أمن قطر"، معترفا بمكانة مصر الخاصة في العالم العربي.
وأعلن بيان أصدره الديوان الملكي السعودي استجابة القاهرة والدوحة لدعوة المصالحة السعودية تقديرا لمبادرة خادم الحرمين الشريفين، التي دعا فيها أشقاءه في كلتا الدولتين لتوطيد العلاقات بينهما وتوحيد الكلمة وإزالة ما يدعو إلى إثارة النزاع والخلاف بينهما.
وقد استقبل الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، خالد بن عبد العزيز التويجري، المبعوث الخاص للملك السعودي، و رئيس الديوان الملكي السكرتير الخاص لخادم الحرمين الشريفين، والشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، المبعوث الخاص للشيخ تميم ، أمير قطر.
وأعلنت الرئاسة المصرية إن الرئيس عبدالفتاح السيسي ثمَّن خلال لقائه المبعوثين، ما وصفها بـ"الجهود الصادقة" لخادم الحرمين الشريفين، وتطلع مصر إلى "حقبة جديدة."

من جانبها, أكدت الحكومة القطرية ترحيبها بالبيان الصادر عن الديوان الملكي السعودي، و "بالمبادرة الكريمة" لخادم الحرمين الشريفين،مشيرةً إلى حرص قطر على "دور قيادي لمصر في العالمين العربي والإسلامي"، وعلى علاقات "وثيقة" معها .

و بدأت قطر فى كبح جماح الأصوات المناوئة للنظام المصرى على أراضيها، حيث قال مساعد وزير الخارجية القطري للتعاون الدولي الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني لقناة الجزيرة: "الإخوة المعارضون الذين تستضيفهم قطر مرَّحب بهم طالما أنهم لا يمارسون العمل السياسي".

من جانبه أشاد السفير عمرو معوض، مساعد وزير الخارجية للشؤون القنصلية، بدور المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين، الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، في محاولات رأب الصدع بين الدول العربية.
ونقلت وكالة أنباء "الشرق الأوسط" المصرية عن معوض، خلال لقائه ليلة الأحد الماضى بالصحافيين بمقر السفارة المصرية بالرياض ، إنه أشاد خلال لقائه الأمير تركي بن عبدالله بن عبدالعزيز، أمير الرياض، بدور المملكة في محاولات رأب الصدع بين الدول العربية.
ونوه معوض بتأكيد أمير الرياض على قوة ومتانة العلاقات الثنائية بين مصر والسعودية، ووصف الأمير تركي مصر بـ"القوية التي تحطمت على جدرانها الأمواج العاتية".

واستكمالاً لخطوات التقارب، دخل التعاون الأمنى بين البلدين مرحلة جديدة، فقد التقى رئيس المخابرات القطرية، بعدد من المسؤولين المصريين، أمس الثلاثاء بالقاهرة، للإعداد لقمة مرتقبة تجمع الرئيس المصري عبد الفتاح ?‏السيسي بأمير? ‏قطر تميم بن حمد آل ثان، والتي لم يحدد لها موعد بعد، حسب تقارير إعلامية.
وقالت التقارير أن رئيس المخابرات القطرية، أحمد بن ناصر بن جاسم، عقد لقاءات مع مسؤولين مصريين فى القاهرة، التى وصل إليها مساء الاثنين ، بناء على تكليفات من أمير دولة قطر، تميم بن حمد آل ثان، تمهيداً لعقد لقاء مرتقب بين الرئيس المصري وأمير قطر للاتفاق على بنود المصالحة بين البلدين، حيث تطرق اللقاء لمسألة استغلال جماعة الإخوان دولة قطر وقناة الجزيرة لـ"محاولة قلب نظام الحكم فى مصر، والتحريض على أعمال العنف".
وفي وقت سابق قال أحمد الجار الله، رئيس تحرير صحيفة "السياسة" الكويتية، لـ"الأناضول" إن الرياض ستستضيف، خلال الأسبوع الأول من يناير المقبل، قمة بين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وأمير قطر، تميم بن حمد آل تاني.
وشهدت العلاقات المصرية القطرية تسارعا باتجاه إزالة التوتر القائم بين البلدين ، السبت الماضي، عقب استقبال السيسي لمبعوث أمير قطر، وصاحبه في اللقاء مبعوث للعاهل السعودي، وصدرت في نفس اليوم بيانات منفرده من القاهرة والدوحة والرياض، ترحب بالتقارب والمصالحة بين مصر وقطر.
و أعلنت قناة "‏الجزيرة ? ‏مباشر مصر"، التي تبث من الدوحة، وتختص بالشأن المصري، مساء الاثنين الماضي وقف البث "مؤقتا" من الدوحة لحين توافر "الظروف المناسبة لعودة البث من القاهرة".
ويرى المراقبون أن العلاقات المصرية القطرية قد تشهد إنفراجة من خلال اتمام عملية المصالحة لاسيما بعد خطوة وقف بث القناة والتى كانت من أبرز أسباب توتر العلاقات بين البلدين.
ومن المنتظر أن تتحسن العلاقات الاقتصادية بين البلدين، انعكاساً للعلاقات السياسية، التى مازالت لم تتضح بعد صورتها النهائية، حيث لم يتضح إلى الآن درجة التوافق بين البلدين حول عدد من الملفات كالموقف من الوضع فى سوريا أو حركة حماس بقطاع غزة أو درجة التعاون الأمنى بين البلدين.