بعد المصالحة المصرية القطرية لغة المصالح تلقي بظلالها على الشقيقتين

  • 118
أردوغان

وضعت لغة المصالح كلا من الشقيقتين مصر وقطر أن يرضخا لطموحات الشعبين، بيهما كما يقول المثل العربى: "أول الغيث قطّرٍ ثم ينهمر"، فقد تتابعت خطوات المصالحة والتقارب بين الشقيقتين، مصر وقطر ، من بعد القمة الخليجية .

بل لم تكتف قطر بذلك، بل دعا أمير قطر تميم بن حمد بن خليفة، تركيا إلى اتخاذ خطوات جادة لإصلاح العلاقات مع مصر ، قائلًا: "لا مفر من تحسين العلاقات مع الرئيس عبد الفتاح السيسي".

حيث ذكرت جريدة "توداي زمان" التركية، إن الأمير القطرى نقل رسالته إلى المسئولين الأتراك خلال زيارته للعاصمة التركية، أنقرة، الأسبوع الفائت.
من جانبه أكد الدكتور محمد حسين، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن نجاح المصالحة مع قطر لا يستلزم نفس الوصول لنفس النتيجة فى حالة تركيا، إذ يتوقف تحقيق أى تقدم فى ملف المصالحة المصرية-التركية على طبيعة الوساطة بين البلدين.

وأضاف حسين أن الولايات المتحدة والاتحاد الأووبى هما الطرفان المرشحان للقيام بدور الوساطة بين مصر وتركيا سعياً وراء تحقيق الاستقرار فى المنطقة ، مشيراً إلى أن تحقيق المصالحة سيكون فى مصلحة البلدين الكبيرين فى المنطقة، كما حدث فى المصالحة المصرية-القطرية ، معتبراً إياها تدشين لمرحلة جديدة من التعاون بين البلدين، إذ تأتى زيارة مدير المخابرات القطرية لمصر للترتيب للقمة المرتقبة بين البلدين لفتح صفحة جديدة بينهما.
من جانبه أعرب نائب رئيس الوزراء التركي، بولند أرينج، عن رغبته فى تطبيع علاقات بلاده مع مصر، ففي حوار له على قناة الجزيرة التركية قال: "علينا أن نقيم علاقاتنا مع مصر على أرضية سليمة بسرعة"، مضيفاً أن مصر قد تكون هي التي يجب أن تقدم على "الخطوة الأولى".

وأضاف أرينج: "لدينا علاقات عريقة وعميقة وتاريخية مع دول الخليج ومن غير الممكن أبدًا أن نكون بعيدين عن بعضنا، وأن نتصرف ببرود إزاء بعضنا البعض".

وأشار إلى أن مصر أجرت انتخابات وصل بها السيسي إلى الحكم، وهناك وضع قائم، والعالم بأسره تقبله،فالسيسي اليوم يمكنه زيارة أمريكا والبلدان الغربية، بالرغم من أن تركيا لا تقبل مبدئيًّا الإطاحة بشخص وبحكومة منتخبين،إلا أنها بحاجة، على صعيد السياسة الخارجية، إلى علاقات صداقة طيبة تستند إلى التفاهم المتبادل، على الأخص مع مصر ودول الخليج، ويجب تطوير حوار متبادل ،لافتاً إلى أن ذلك سيكون هو السبب وراء زيارات المسؤولين الأتراك القادمة إلى دول الخليج.

ولعل تولى أحمد داود اوغلو، منصب رئاسة الوزراء بتركيا منذ ما يقارب الثلاثة أشهر أو يزيد، قد يسهل مناخ المصالحة المصرية التركية، إذ أن أوغلو الذى كان يشغل منصب وزير الخارجية هو صاحب المبدأ الشهير "صفر مشاكل"، والذى يعنى تصفية جميع الخلافات السياسية مع دول المحيط لإقامة تعاون اقتصادى معها،خلافاً لأردوغان الذى كانت تصريحاته ضد النظام المصرى والهجوم عليه باستمرار، تزيد من اتساع الشرخ فى العلاقات بين البلدين.