مصر تتأهب لدخول عصر الفضاء والطاقة النووية سالسلمية عبر الدب الروسي

  • 116
السيسي وبوتين

القاهرة وموسكو توقعان مذكرة تفاهم لإحياء المشروعات الكبرى
حصاد القمة: تعاون عسكري ونووي.. ومنطقة صناعية والمشاركة الفعالة في المؤتمر الاقتصادي العالمي.. وتفعيل العملة المحلية بين البلدين
القمة ناقشت تطورالأوضاع في سوريا والقدس المحتلة بعد توقف مفاوضات "جون كيري"

أثمرت قمة "القاهرة/موسكو" التي شهدتها العاصمة خلال الساعات القليلة الماضية بين الرئيسين عبد الفتاح السيسي وفلاديمير بوتين، بحثا خلالها تعزيز سبل التعاون وتحسين العلاقات بين البلدين.
شهدت القمة توقيع عدة اتفاقيات لتحديث منظومة الصناعة المصرية، وإقامة منطقة صناعية جديدة، وتفعيل العملة المحلية"الروبل والجنيه"، إضافة لتبادل الوفود السياحية بين البلدين، ورفع معدل التبادل التجاري لـ5مليارات دولار.
كذلك الاتفاق مبدئيا على إنشاء محطة الطاقة النووية السلمية المزمع إقامتها في الضبعة.
التعاون العسكري والاستراتيجي
هذا ويستحوذ التعاون العسكري والسياسي أهمية خاصة لما تشهده المنطقة من تطور سريع للأحداث على الساحتين الداخلية والخارجية؛ حيث تعد مجالات التعاون في القضايا الاستراتيجية والعسكرية على رأس الأولويات.
وأكدت مصادر عسكرية أن روسيا ستمد مصر بمنظومة تسليح على مستوى تقني وعسكري رفيع المستوى من بينها مقاتلات من طراز"ميج 29"وأنظمة صورايخ "كورنيت" المضادة للدبابات "والمروحيات الهجومية- كاموًف - كا -25" و"ميل مي 25".
وأكدت المصادر أن التعاون بين الجانبين سيتجه إلى الناحية الفنية حيث المناورات العسكرية المشتركة، وإتاحة الفرص لتدريب القيادات العسكرية في المدارس العسكرية الروسية المختلفة وكذلك مكافحة الإرهاب.
أما من الناحية الاقتصادية فقد أكد صالح سالم الخبير الاقتصادي أن حجم التعاون التجاري بين البلدين وصل لـ3مليارات دولار، وسيتم مضاعفته ليقفز لـ5مليارات دولار سنويا.
القضايا الاقتصادية
وأضاف الخبير الاقتصادي أن القاهرة وموسكو قد توصلا لإنشاء وتحديث المنظومة الصناعية وعلى رأسها المنطقة الصناعية الروسية المعد إقامتها ضمن مشروع قناة السويس، وتم الاتفاق على إنشاء منطقة تجارة حرة بين البلدين، وضم مصر إلى الاتحاد الجمركي الأوروآسيوي؛ ومن المنتظر توقيع مذكرة تفاهم بين البلدين، وزيادة حجم الشركات الروسية التي تعمل في مجال البنية التحتية للمساهمة في المشروعات العملاقة المزمع إقامتها في مصر خلال الفترة المقبلة.
بدوره أكد الدكتور طارق فهمي الخبير بمركز دراسات الشرق الأوسط، أن القمة أثمرت عن اتفاق لأهم القضايا الإقليمية مثل القضية السورية؛ حيث تم الاتفاق مع جميع الأطراف للجلوس على مائدة المفاوضات أبريل المقبل لوضع حلول ترضي الجميع، كذلك الصراع العربي/الصهيوني بعد توقف المفاوضات مع جون كيري.
التعاون في مجال الطاقة
وأكدت مصادر مسئولة بوزارة الكهرباء "رفضت ذكر اسمها" أن موسكو سوف تساعد مصر في تحديث المشروعات القومية وعلى رأسها مشروعات الطاقة النووية السلمية، من بينها تحديث مفاعل أنشاص وبناء محطة نووية سلمية بالضبعة.
وأشارت المصادر إلى أن العرض الروسي سيتم دراسته جيدا حيث يعد من أفضل العروض التي تلقتها القاهرة خلال الفترة الأخيرة لعدة أسباب.
من بينها أن المكون الرئيسي للمحطة النووية الروسية يتميز عن غيره بأنه العرض الوحيد الذي يصل نسبة الإنتاج فيه إلى 100% بخلاف باقي العروض الأخرى التي يصل الإنتاج فيها ما بين "60-90%"، والباقي إنتاج مستورد من الدول الأخرى.
وأكدت المصادر أن المحطة النووية السلمية المزمع إقامتها في الضبعة سوف يتم إنشائها على مدار 10سنوات، وسيتم البدء فيها فور الانتهاء من المناقشات مع الجهات المسئولة وتحديد باقي العروض الأخرى.
في الوقت الذي أكد فيه محللون أن مصر أصبحت مؤهلة للدخول في عصر الفضاء؛ إذ صاحب الرئيس الروسي أثناء زيارته للقاهرة وفدا مرافقا من وكالة الفضاء الروسية "روس كوسموس" ووكالة الطاقة النووية الروسية"روس أتوم"؛ فمن المقرر أن تدخل الاتفاقيات عصر التنفيذ الفعلي خاصة بعد أن تقرر إنشاء بنية تحتية نووية للطاقة السلمية على غرار محطات الطاقة الكهروذرية في روسيا.
هذا وأعرب الرئيسان السيسي وبوتين خلال المؤتمر الصحفي عن أنه رغم الصعوبات التي واجهت مصر خلال المرحلة السابقة، فقد استطاع البلدان الحفاظ على مستوى علاقات ثنائية وتعاون مثمر وبناء.
ولفت فلاديميربوتين إلى رغبة بلاده في توسيع التعاون في مجال الشركات الصغيرة والمتوسطة، لافتا الانتباه إلى أن عدد الشركات الروسية العاملة في مصر حاليا يتجاوز الـ400 شركة.
وتطرق بوتين إلى ملف توليد الطاقة في مصر، مؤكدا موافقة الجانبين على إقامة محطة روسية في مصر، مبينا أن هناك دراسات موسعة يعدها خبراء روس للمشروع المتكامل للمحطة، مؤكدا أن الاستخدام السلمي للطاقة النووية يؤمن احتياجات مصر من الطاقة.
وعلى صعيد التكنولوجيا، أكد أن هناك مجالات أخرى في تأمين الملاحة ومراقبتها باستخدام تقنيات الأقمار الصناعية، لافتا إلى أن هناك آفاقا واسعة للاستثمارات الروسية والمشروعات المشتركة بين مصر وروسيا في العديد من المجالات منها البنية التحتية والنقل والمواصلات.
وتطرق بوتين في كلمته إلى الأوضاع الإقليمية، وتلك المتعلقة بالشؤون الدولية، مبرزا توافق وجهات نظر الدولتين حيال العديد من القضايا خاصة بشأن تكثيف الجهود المشتركة لمكافحة الإرهاب، والنقاشات المستفيضة حول الأزمة السورية، والتسوية الشرق أوسطية
وآثر الرئيس الروسي توجيه كلمته إلى الشعب المصري بصفة عامة، قائلا: "روسيا ستبقى شريكا حقيقيا لمصر وصديقا موثوقا به".