عاجل

حلب مدينة الثروة وقلعة التاريخ

  • 107

تقع حلب في الشمال السوري وتشترك بحدود برية مع تركيا، وتقع شمال غربي سوريا على بعد 310 كم من دمشق . وتعتبر مدينة من اكبر المدن السورية وأكثرها ثراء وهي اهم مركز صناعي في سوريا.

تعد حلب من أقدم مدن في العالم، وكانت عاصمة لمملكة يمحاض الامورية في نهاية الالف الثالث قبل الميلاد .

تعاقبت عليها الحضاراتٌ الآرامية والآشورية والفارسية والهيلينية والرومانية والبيزنطية والإسلامية، وفي العصر العباسي، برزت حلب كعاصمة للدولة الحمدانية التي امتدت من حلب إلى الجزيرة الفراتية والموصل.

وتعد حلب واحدة من أقدم المدن المأهولة في العالم حيث أنها كانت مأهولة بالسكان في بداية الألفية السادسة قبل الميلاد ،حيث أظهرت الحفريات في تل السودة وتل الأنصاري الواقعتين جنوب المدينة القديمة أن المنطقة كانت قد احتلت في الجزء الأخير من الألفية الثالثة على الأقل ويظهر هذا في أول ذكر لحلب في الألواح المسمارية المكتشفة في مملكة إيبلا وبلاد ما بين النهرين حيث لوحظ التفوق العسكري والتجاري.

وشكلت حلب عبر التاريخ نقطة تجارية إستراتيجية في منتصف الطريق بين البحر الأبيض المتوسط وبلاد ما بين النهرين وكانت تقع في نهاية طريق الحرير الذي يمر عبر آسيا الوسطى وبلاد ما بين النهرين. وبقيت حلب لقرون أكبر المدن السورية وثالث مدينة في الدولة العثمانية بعد إسطنبول والقاهرة، تحولت التجارة إلى البحر عندما تم افتتاح قناة السويس عام 1869 وبدأت حلب بالتراجع بشكل بطيء.

تلقت حلب أكبر الضربات عند بداية القرن العشرين عند سقوط الخلافة العثمانية بعد الحرب العالمية الأولى. حينها سلخت عن حلب أجزاؤها الشمالية وتم ضمها إلى تركيا عام 1920 بالاتفاق بين أتاتورك وسلطات الانتداب الفرنسي، فخسرت حلب التجارة مع مدن هذه الأقاليم خاصة المدن التي كانت تابعة لولاية حلب تاريخيا كعنتاب ومرعش وأضنة ومرسين.

أدت اتفاقية سايكس بيكو وفصل العراق عن سورية إلى كساد وتدهور كبير في اقتصاد حلب. وفي عام 1940 فقدت حلب إمكانية وصولها إلى البحر بعد خسارتها لمنفذها الرئيسي على البحر المتوسط في الإسكندرونة. تراجع موقع حلب السياسي لصالح دمشق عاصمة سورية. رغم كل هذه الضربات، بقيت هذه المدينة عاصمة اقتصادية لسوريا، فهي تضم أهم المعامل الصناعية وهي أيضا تشكل مركزا للمناطق الزراعية في سورية، وخاصة زراعة القطن الضرورية لمعامل النسيج المزدهرة في المدينة. كانت حلب وريفها تعطي معظم الناتج الإجمالي السوري حتى نهاية خمسينات القرن الماضي.

تشتهر حلب بمزاراتها التاريخية الكثيرة مثل قلعتها الشهيرة المسماة باسمها وهي من أكبر قلاع العالم وأقدمها وأحصنها، ولا يعرف تاريخ بنائها لقدمها.

ولم تُفتح أبداً بالقوة بل بالحيلة والخداع.، كما أن أبواب المدينة وأسواقها من أعرق أسواق الشرق، وكنائسها ومساجدها ومدارس العلم فيها وصناعاتها ذائعة الصيت منذ زمن بعيد.

وتحمل هذه المدينة تراثا متميزا في كافة المجالات العلمية والفنية والأدبية والثقافية. نظرا للأهمية التاريخية والعمرانية التي تتمتع بها مدينة حلب فقد اعتبرتها منظمة اليونسكو مدينة تاريخية هامة نظرا لتنوع وغنى التراث الإنساني الذي تشمله خاصة وأن فيها أكثر من 150 معلما أثريا هاما تمثل مختلف الحضارات الإنسانية والعصور. حيث أصبحت الاحياء القديمة في مدينة حلب من مواقع التراث العالمي اليونسكو في عام 1986.

ويعد الجامع الأموى الكبير وجامع الخسراوية وكنيستى الأربعين شهيد والشيانى من أبرز المعالم الدينية للمدينة، إلى جانب قلاع "حلب ودير سمعان والنبى هورى" وقرية براد الأثرية ومدن مار مارون وقصر البريج.

وقد نالت المدينة لقب عاصمة الثقافة الإسلامية عن الوطن العربي في عام 2006. وخلال أحداث الثورة السورية، تضررت حلب بشكل كبير إنسانيا واقتصاديا بفعل القتال والقصف ونقل المعامل إلى تركيا، وتوقفت عجلة الاقتصاد في المدينة وتعرض الكثير من معالمها الأثرية للدمار مثل قلعة حلب.

ومدينة حلب مدينة مليونية ومعظم سكانها عرب من المسلمين السنة ومعظمهم من العرب مع أقلية سنية كردية وتركمانية، كما حوت المدينة أكبر جالية مسيحية في سوريا، إضافة إلى أقليات شيعية وعلوية.