الصبر.. المعرفة.. تحمل المسئولية.. ثلاثية التنشئة الناجحة في التربية

تقرير محمد علاء الدين

  • 17
التنشئة الناجحة

 يتحدث الكثيرون عن التربية بين سائل أو معلم أو استشاري، لكن الجميع في بعض الأحيان يجهل أننا في حاجة لإعادة المفاهيم الخاصة بنا، نحتاج إلى تعديل سلوكياتنا نحن المربون، نحتاج إلى تطوير أساليبنا التربوية واتخاذ خطوات جادة نحو تربية فعالة، نحتاج إلى وضع خطط لمستقبل أبنائنا على وجه صحيح.

 

في السطور المقبلة حاولت "الفتح" عبر عدد من المتخصصين في التربية أن تصل إلى استراتيجية مبنية على أسس تربوية وعلمية تسهم في إنجاح العملية التربوية.

 جلال: بناء الثقة واصطياد الإيجابيات وإعادة توجيه السلبيات أمور مهمة


في البداية.. قال الدكتور جلال أحمد، الاستشاري التربوي: "علينا قبل أن نبدأ في العملية التربوية معرفة ودراسة سلوك مراحل نمو الإنسان حتى نتمكن من معرفة الطبيعة الإنسانية، وتحسين العلاقات الإنسانية في البيئة التي نعيش فيها؛ مما يزيد قدرتنا على توجيه الأطفال والمراهقين وحتى الراشدين والشيوخ من خلال فهمنا لطبيعة كل مرحلة عمرية".

وأكد أحمد في تصريحات خاصة لـ "الفتح" أن معرفة الاطلاع على علم نفس النمو ضروري أيضًا لمساعدة المربين على معرفة خصائص الأطفال والمراهقين وتوجيههم التوجيه السليم في جميع المراحل، كما يساعد على فهم ومعرفة الفروق الفردية بين الأطفال وتفهم مراحل النمو، وكذلك الانتقال من مرحلة إلى أخرى.

 

وأضاف: "معرفة علم نفس النمو يساعد كل فرد على أن يفهم طبيعة المرحلة العمرية التي يعيشها؛ وبناء على ذلك لا يجب أن نطلب من الطفل أن يضحي بطفولته من أجل رشده؛ بل يجب أن يحيا في كل مرحلة على أحسن وجه، كما يعين على فهم المشكلات الاجتماعية والعوامل المحددة لها من مشكلات النمو، وكذلك كيفية الوقاية منها وعلاجها".

 

وشدد الاستشاري الأسري على أن الاستراتيجية المثلى والفعالة في التربية تتمثل في: أولًا بناء الثقة ويتم من خلالها إزالة الخوف، واختيار القدوات، والكف عن التحكم والتسلط والتنمر. ثانيًا اصطياد الإيجابيات وهي نقطة في غاية الأهمية؛ فكثير منا يعرف طرقًا كثيرة للعقاب، لكننا لا نعرف أكثر عن طرق المكافأة بأنواعها. ثالثًا إعادة توجيه السلبيات، ويتم من خلالها الفصل بين السلوك الخاطئ والقصد الإيجابي، وفهم الدوافع التي أدت إلى ذلك السلوك".

 الشاعر: على المربي أن يعي جيدًا الفرق الكبير بين التربية والرعاية


من جهته، قال هيثم الشاعر، استشاري تعديل سلوك وتخاطب، إن هناك عوامل كثيرة تؤثر في العملية التربوية، منها عوامل وراثية وتشمل كل العوامل الداخلية التي كانت موجودة عند بدء الحياة بداية من تخصيب البويضة، وفيها تنتقل السمات من الوالدين إلى أبنائهم، وعوامل أخرى بيئية وتشمل كل العوامل الخارجية التي تؤثر تأثيرًا مباشرًا أو غير مباشر في الفرد، من عوامل مادية واجتماعية وثقافية وحضارية، وكذلك المعايير العامة للمجتمع الذي يعيش فيه".

 

وأشار الشاعر في تصريحات خاصة لـ "الفتح" إلى ضرورة التفرقة بين الرعاية والتربية، قائلًا: "التربية هي العمل على بناء القناعات مثل العقيدة، والمبادئ، والقيم، والطموحات، وفهم الحياة، وتنمية المهارات بأنواعها المختلفة كحب القدرات سواء أكانت رياضية، أو عقلية، أو اجتماعية، وغير ذلك".

 

وأضاف: "كما يُعنى بالتربية العمل على توجيه الاهتمامات، ويشمل كل ما يشغل الإنسان وكيفية قضاء وقت فراغه فيما يفيد، وكذلك فهم العلاقات وكيفية بنائها، وتشمل من يصاحَب ومن يتجنب، وكيف يتعامل مع الآخرين، كذلك اختيار القدوات "من هو قدوتي ومثلي الأعلى الذي أريد أن أكون مثله". 

 

واختتم بالقول: "أيضًا التربية تشمل العمل على تعليم الفرد منهجية التفكير السليم كطرح الأسئلة الصحيحة، ونقد الأفكار التي يتعرض لها والتحقق من المعلومات، وتمييز العلم الحقيقي من العلم الزائف".  

  • كلمات دليلية
  • الفتح الورقي