قوات الاحتلال تدفع الأراضي المحتلة إلى حرب دينية مسعورة

المسجد الأقصى يتعرض لمحاولات التهويد وبسط السيادة.. ومسيرة الأعلام عدوان جديد

  • 33
الفتح - الاعتداء على الاقصى

عدوان جديد وجزء من معركة السيادة على القدس والمسجد الأقصى المبارك ترتكبه باستفزاز مهين حكومة العدو الصهيوني تجاه الأراضي المقدسة، حيث يعتزم عدد كبير من المستوطنين التجمع وتنظيم ما يعرف بـ "مسيرة الأعلام" حول أسوار القدس والمسجد الأقصى المبارك تحت حماية قوات شرطة الاحتلال المناوئة للإرهابيين، الذين يريدون تكريس إرادة باطلة بكون ‏المسجد "حقًا للصهاينة" الغاصبين ومحو هويته الإسلامية وتدنيسه.

 يظن الصهاينة الغاصبون أن معركة الحفاظ على المقدسات الإسلامية والمسجد الأقصى المبارك مسرى رسول الله صلى الله عليه وسلّم ستمر؛ لكن عليهم أن يعوا ويدركوا أن المعركة ليست مع الفلسطينيين والفصائل وحدهم، بل تمس شرف وجهاد الأمة العربية والإسلامية والتي ستهب يومًا ما في استرداد مقدساتها المغتصبة من تحت براثن هؤلاء الملاعين.

 وعلى ما يبدو أن حكومة بنيامين نتنياهو المأزومة سياسيًا واقتصاديًا تسعى بشتى الطرق للفت الانتباه عن الاحتجاجات والأزمات الداخلية ضد الإصلاحات القضائية بعدما هددت مجموعة من كبار علماء الطاقة النووية بالاستقالة وصاروا يشككون في صوابية خدمة تل أبيب "بحسب وكالات أنباء والقناة الـ13 الإسرائيلية".

 اقتصاديًا حذّرت وكالة التصنيف الائتماني الدولي "موديز"، من "خطر كبير" بسبب استمرار التوترات السياسية والاجتماعية في "إسرائيل"، بشأن تقليص "حجة المعقولية"، مشيرةً إلى العواقب السلبية على الاقتصاد الإسرائيلي، وانخفاض الاستثمار في شركات التكنولوجيا الفائقة الإسرائيلية بشكل كبير، إذ جمع القطاع 3.7 مليارات دولار في النصف الأول من العام الحالي، وهو الرقم الأدنى منذ عام 2019 بانخفاض بلغ 65% خلال الربع الثاني من العام الجاري 2023 وتراجعت قيمة العملة المحلية بنسبة 1.4 % أمام الدولار مسجلاً 3.7083 شيكل.

 من ناحية أخرى ردمت القوات الإسرائيلية الأربعاء الماضي، عددًا من ينابيع المياه والآبار الارتوازية في منطقة الهجرة جنوب مدينة الخليل، كما جرفت أراضي زراعية، كما داهمت قوات الاحتلال منطقة الهجرة، مصطحبة جرافة وخلاطات باطون (خرسانة) ومضخة، حيث باشرت بتجريف أراضٍ زراعية ودمرت عددًا من المحاصيل الصيفية .

 قال الدكتور محمود سعيد الشجراوي، عضو هيئة علماء فلسطين: دائمًا ما يحاول الاحتلال الصهيوني استغلال ما يسمى بالأعياد سواء كانت وطنية (كما يسمونها) أو دينية لاقتحام المسجد الأقصى المبارك، والحقيقة أنه توجد أربعة مواسم أعياد يستفيد منها الاحتلال، وبالذات ما يسمى بمنظمات الهيكل المزعوم لتكثيف اقتحامات المسجد الأقصى المبارك ومضاعفة أعداد المقتحمين الذين يدخلون المسجد الأقصى المبارك، هذه المواسم الأربعة هي موسم الأعياد اليهودية الطويل الذي يتضمن ما يسمى كذبًا عيد التوبة، وعيد الغفران، ورأس السنة العبرية، وهذا يأتي دائما في شهر 9 أو 10 ويوم احتلال القدس الذي يزعمون أنه يوم توحيد القدس العبري ويأتي في شهر مايو، وذكرى خراب الهيكل الأول والثاني، وهذه الذكرى وهذا العيد مختلق أصلا وهو يوم 27/7 وهذا أقرب الأعياد إلينا الآن وموسم رابع وهو عيد الفصح العبري وهو موسم طويل سبعة أيام، ويأتي استغلال الأعياد سواء كانت دينية أو وطنية في تحشيد المقتحمين للمسجد الأقصى المبارك في سياق معركة السيادة على القدس والمسجد الأقصى المبارك.

 ولفت الدكتور "الشجراوي" أن  المعركة عمرها أكثر من 56 سنة اليوم ولكنها في السنوات الثلاث الأخيرة كانت أوضح ما تكون حين حدث تقاطع عيد الفصح العبري مرتين، في شهر رمضان،  وكان من نتائجه معركة سيف القدس، وما زالت معارك الاحتلال الصهيوني المدفوع بالمقتحمين ومع من يستطيعون الوصول إلى المسجد الأقصى المبارك من الشعب الفلسطيني ومن الأمة قائمة.

 وشدد عضو هيئة علماء فلسطين على أن تصعيد الإجراءات من قبل حكومة العدو الإسرائيلي تأتي ضمن إجراءات تهويد المدينة المقدسة، وضمن إجراءات إظهار سيادة الاحتلال على مدينة القدس المحتلة ما يسمونه بمسيرة الأعلام التي تجتذب عددًا كبيرًا من الشباب اليهودي للمشاركة في هذه المسيرات، حيث يتم جلبهم من خارج مدينة القدس لأجل تنفيذ هذه المسيرات، كما يتم تجنيد آلاف من أفراد الشرطة والمخابرات والمستعربين والحراس لتأمين هذه المسيرات بحيث إنه أحيانًا يكون عدد الجنود الذين يؤمنون المسيرة بالآلاف وأحيانا يزيد عدد الجنود والمخابرات الذين يؤمنون المسيرة على عدد الأعلام المرفوعة في مسيرات الأعلام، لإظهار انطباع أن قوات الاحتلال قد سيطرت أو لها سيادة على مدينة القدس طوال الوقت حتى ولو أثناء المسيرة فقط.

 لكن بمجرد انتهاء المسيرة يعود القادمون من خارج المدينة المقدسة إلى منازلهم وتعود مدينة القدس القديمة عربية إسلامية كما كانت قبل بدء مسيرة الأعلام أما طريقة المواجهة سواء كانت اقتحامات للمسجد الأقصى المبارك أو مسيرات الأعلام، فبالطبع الذين يواجهون كل الاعتداءات هم أهلنا القادرون على الوصول إلى القدس وإلى المسجد الأقصى المبارك.

 ومنذ تدنيس قوات العدو وقيامهم باحتلال مدينة القدس في عام 1967 حدثت عدة معارك من بينها معركة الاعتكاف، والرباط  وتبقى هي كلمة السر في الحفاظ  على قدسية المسجد الأقصى المبارك، وحتى نكون منصفين فإن عدد المعتكفين وعدد المرابطين في المسجد الأقصى المبارك دائماً دون المأمول، وإن كان من فرصة لدعوة أهلنا في القدس المحتلة وأهلنا في الداخل الفلسطيني المحتل عام 1948 وأهلنا في الضفة الغربية أن نوجه الدعوة لكل من يستطيع الوصول إلى المسجد الأقصى المبارك في هذه الأيام ألا يتردد أبدًا، لأن وجوده في القدس ووجوده في المسجد الأقصى المبارك في هذه الأيام هو رباطٌ وهو اعتكافٌ وهو غزوٌ في سبيل الله عز وجل وهو مراغمةٌ لأعداء الله عز وجل وهو حفظٌ لمقدسات الأمة فالتواجد في هذه الأيام في القدس يكون خمس عبادات في وقت واحد يؤجر صاحبها إن شاء الله.

 وتابع الدكتور محمود سعيد الشجراوي حديثه قائلاً: إن كان من فرصة أيضًا أن نوجه الدعوة ليس فقط لشعبنا الفلسطيني بل لكل من يستطيع الوصول إلى المسجد الأقصى المبارك من أي جنسية كان، كل من لديه جواز سفر يمكنه من دخول فلسطين أنا أوجه له الدعوة لأن يتواجد هذه الأيام في القدس وفي المسجد الأقصى المبارك، ولكن يذهب زائرًا مرابطًا بهذه النية، ولا يذهب أبدًا بنية التطبيع أو الاعتراف للاحتلال بسيادته على القدس والمسجد الأقصى المبارك، وأدعو هذا القادم إلى القدس أن يقضي أطول فترة ممكنة في داخل المسجد الأقصى المبارك وفي القدس القديمة حماية وحفظا لهما من اعتداءات الاحتلال، كما أدعوه أيضًا أن يقطن في الفندق العربي وأن يستخدم المواصلات العربية وأن يشتري ويتعامل مع المحال والمنتجات العربية وأن يشتري وأن يستحضر النية الرباط والاعتكاف ولحفظ المسجد الأقصى المبارك، داعيًا الله عز وجل أن يكتب لنا زيارة القدس والمسجد الأقصى المبارك وهو حر عزيز طاهر من رجس اليهود ومن رجس المطبعين.