شهدت الموجة الخامسة لكورونا انحسار كبير للإصابات والوفيات خاصة خلال الشهرين الأخيرين، وذلك نتيجة لطبيعة المتحور أو ميكرون سريع الانتشار وبلوغ الموجة ذروتها في شهري يناير وفبراير ثم انكسارها حتى وصلنا إلى تسجيل صفر إصابات ووفيات بعدد من المحافظات، فهل يستمر الانحسار أم نشهد موجة سادسة؟
محافظات خالية من كورونا
أعلنت وزارة الصحة والسكان، عن خلو مستشفيات محافظتي البحيرة وقنا من مرضى فيروس كورونا بالمستشفيات، بينما سجلت محافظة شمال سيناء صفر إصابات ووفيات خلال الأيام الماضية.
وأرجعت الوزارة السبب في خلو هذه المحافظات من الفيروس هو نسبة التطعيم بلقاح كورونا، وأن محافظة البحيرة أنهت المستهدف من التطعيم بنسبة فاقت الـ100٪، ما يعني أن جميع مواطنيها لديهم مناعة ضد الفيروس.
متحور أوميكرون تحت السيطرة
قال الدكتور محمد عوض تاج الدين، مستشار الرئيس للشؤون الصحية والوقائية: إن وباء كورونا موجود، مؤكدا أن الفيروس مازال موجودا في العالم وهناك دول كثيرة ترصد عددا كبيرا من الحالات، لافتا إلى أن الوضع الوبائي في مصر مستقر، وهناك انخفاض في الحالات والحالات الموجودة بسيطة "ده كرم من ربنا".
وأضاف "تاج الدين"، أن التحورات في الفيروسات شىء طبيعى، لأن التحور فى شكل الفيروس تنتج عن مقاومة جسم الإنسان أو استخدام اللقاحات، وهو ما يحدث التحور أو الشكل الجديد.
وأوضح أن متحور أوميكرون الجديد لم يثبت أنه أكثر حدة أو شدة أو هناك خطورة منه، مؤكدا أن التحورات متوقعة ولكن حتى الآن أوميكرون ومتحوراته يتم السيطرة عليها.
وأشار إلى أن هناك احتياطيا جيدا من اللقاحات في مصر، وهناك 80 مليون جرعة لقاح تم استخدامها حتى الآن، وهناك 38 مليون مواطن حصلوا على الجرعة الأولى، وهناك إقبال جيد على اللقاحات لزيادة مناعة الأفراد والمجتمع.
توقعات بموجة سادسة
قال الدكتور سمير فوزي عبد الجواد، أخصائي الأمراض الصدرية والباطنية وحساسية الصدر: إن انخفاض حالات الإشغال بالمستشفيات العامة دليل على أن الموجة الخامسة من كورونا تنتهي، مشيرًا إلى أن العيات الخاصة تلاحظ هذا الانخفاض أيضًا.
وتابع "عبد الجواد" - في تصريحات خاصة لـ"الفتح" - أنه يأمل أن تكون هذه الموجة هي آخر موجات كورونا ونصل بعدها إلى أن تكون الكورونا فيروس موسمي مثل الإنفلونزا، مشيرًا إلى أن الحديث عن موجة سادسة لن يكون الآن، ولو حدث فإنه ستكون بعد عيد الفطر أي بعد شهر من الآن.
وأضاف أخصائي الصدر، أن شدة الحالات في الصين ليس شرط أن تزداد معه الحالات في مصر، مؤكدًا أن مصر إلى الآن الأعداد فيها يتم السيطرة عليها واللقاحات ذات فاعلية.
وأوضح الدكتور حاتم عبد العزيز، رئيس لجنة الصحة بمجلس النواب، أن الوضع الحالي ليس تعايشًا نهائيًا مع فيروس كورونا وسلالاته وإنما نحن في حالة انحسار وتراجع للموجة الخامسة وهذا لا يعني أنها آخر موجات كورونا ففي أوروبا وأمريكا وحتى الصين بدأت المجتمعات تشهد موجة سادسة وزيادة في حالات الإصابة وبالنظر إلى الماضي القريب سنجد أن أوروبا وأمريكا بدأت كل موجات كورونا قبل مصر بنحو شهر أو شهر ونصف وهو ما يجعلنا نتوقع الدخول في موجة سادسة لكورونا مع نهاية شهر رمضان.
والحل لمواجهة الموجة السادسة المتوقع حدوثها يتمثل في تسريع وتيرة التطعيمات وتناول المجتمع للتطعيم واتباع الإجراءات الاحترازية، لافتا إلى أنه رغم عدم خطورة السلالة الجديدة ab2 التي رصدناها في مصر، فإن هذا ليس مؤشرًا على أن السلالات المحتمل ظهوروها ستكون بنفس المستوى من عدم الخطورة قائلًا: في أي لحظة يمكن أن نكون أمام متحور شديد الخطورة فعلينا بالتطعيم والإجراءات الاحترازية.
صفر وفيات شبه مستحيل
قال الدكتور سمير فوزي عبد الجواد، أخصائي الأمراض الصدرية والباطنية وحساسية الصدر: إن متحور أوميكرون هو أخف موجة مرت علينا منذ ظهور فيروس كورونا، ورغم إصابة الكثير من المواطنين وزيادة الأعداد إلا أن الأعراض كان خفيفة تتشابه مع الأنفلونزا الموسمية، وهو أمر مطمئن للغاية.
وتابع "عبد الجواد" - في تصريحات خاصة لـ"الفتح" - أن الوصول لصفر وفيات بكورونا علميًا شبه مستحيل حتى مع مناعة القطيع، لأن مناعة القطيع نصل لها من خلال إصابة أغلب المواطنين بالفيروس فتتشكل لديهم أجسام مضادة أو عن طريق اللقاحات، مشيرًا إلى أن الموجات السابقة أصيب بها عدد كبير سواء المعلن رسميًا أو غير المعلن، ووصلنا لنسبة تطعيم كبيرة والدولة مستمرة في التطعيم.
وأضاف أخصائي الصدر، أنه في حالة الوصول لمناعة القطيع فإننا سنسجل وفيات ولكن بصورة أقل وهذا جيد لأننا سنتعايش مع الفيروس مثل الأنفلونزا، ولو نظرنا إلى الإنفلونزا سنجد أن وفيات الإنفلونزا حول العالم سنويًا رقم كبير، موضحًا أن أصحاب الأمراض المزمنة وكبار السن وضعاف المناعة الفيروس يمثل خطرا لهم، لذلك ننصحهم دائما بتلقي اللقاحات.