العطاء والمنع بيده.. داعية: الله غالب على أمره والخلق لا يملكون لأنفسهم نفعًا ولا ضرًا

  • 59
الفتح - الله غالب على أمره

أشار محمد خلف الكاتب والداعية الإسلامي، إلى قول الله سبحانه وبحمده: (مَا ‌يَفْتَحِ ‌اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلَا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) (فاطر: 2)، لافتًا إلى قول ابن كثير رحمه الله: "يُخْبِرُ تَعَالَى أَنَّهُ مَا شَاءَ كَانَ، وَمَا لَمْ يَشَأْ لَمْ يَكُنْ، وَأَنَّهُ لَا مَانِعَ لِمَا أَعْطَى، وَلَا مُعْطِيَ لِمَا مَنَعَ". 

وأوضح الداعية في مقال له نشرته الفتح، إلى ضرورة أن يعلم ويوقن كل إنسان أن الأمر كله بيده، وأنه تعالى العزيز القدير، وهو سبحانه غالب على أمره، وأن الخلق لا يملكون لأنفسهم نفعًا ولا ضرًّا؛ فضلًا عن أن يملكوا ذلك لغيرهم، فلا ترجوا العطاء إلا منه، ولا تخشى المنع إلا منه؛ فإنه لا مانع لما أعطى، ولا معطي لما منع، وأن الناس أسباب لوصول الخير إليك بإذن الله، وتيسيره وتوفيقه، وليس معنى ذلك ترك شكرهم إن هم أحسنوا إليك أو ساعدوك أو شفعوا لك لوصول الخير إليك، بل كما قال صلى الله عليه وسلم: (لا يَشْكُرُ اللهَ مَن لا يَشْكُرُ الناسَ) (رواه أحمد وأبو داود، وصححه الألباني).

وأكد أن في هذا حث وتعليم من النبي صلى الله عليه وسلم على شكر مَن أحسن إليك لوصول نعمة الله على يديه في ذلك من حسن الخلق وحفظ المعروف لأهله، وتشجيع الغير على الإحسان، وفيه تنبيه لطيف، والله أعلم أنك إذا شكرت من تسبب في وصول النعمة والخير إليك؛ فكيف بشكر المنعم على الحقيقة الكريم سبحانه وبحمده الذي تفضل وأنعم عليك بالنعمة؟!  

وتابع: "لذلك كثيرًا ما يُقرن بين العلم والحكمة في خواتيم الآيات؛ لا سيما المتعلقة بالأحكام لتثمر تسليم العباد وخضوعهم وقبولهم لأوامره تعالى ونواهيه، فسبحان مَن منعه عطاء، وهو الحكيم الحميد، والله أعلم".