أعداد وأحوال المسلمين في "بلجيكا وهولندا ولوكسمبورج" وكيف وصل الإسلام إليها؟

  • 44
الفتح - الأقليات المسلمة في بعض دول أوروبا

تتفاوت أعداد المسلمين في دول أوروبا الغربية، والتي يغلب عليها كثرة عدد السكان مقارنة بمساحتها الصغيرة، ومن بين تلك الدول (بلجيكا، وهولندا، ولوكسمبورج)، والتي سنتناول الوجود الإسلامي فيها خلال هذا التقرير.

وتواجه الأجيال المسلمة الجديدة الموجودة في قارة أوروبا خطرًا داهمًا جراء تعرضها لمسخ الهوية الإسلامية والانسلاخ من الدين.


عدد المسلمين في بلجيكا:

تعد بلجيكا مملكة صغيرة المساحة كثيفة السكان؛ إذ تبلغ مساحتها 30,510 کیلو متر مربع، بينما يبلغ عدد سكانها نحو 10,081,880 نسمة، منهم 75% نصارى كاثوليك، فيما تشمل النسبة الباقية المسلمين البالغ عددهم حوالي 500 ألف نسمة ونسبتهم حوالي 5% من مجموع السكان، وذلك حسب إحصائية ترجع لعام 1996م.


وصول الإسلام إلى بلجيكا:

وصل الإسلام إلى بلجيكا عن طريق الهجرة من تركيا والمغرب العربي بعد الحرب العالمية الثانية، كما نزح إليها آلاف من الأسر الألبانية المسلمة؛ هربًا من جحيم الشيوعية، بالإضافة إلى بعض الطلاب من الدول الإسلامية الذين يدرسون في بلجيكا، وقد ازداد عدد المسلمين في بلجيكا بعد حرب البلقان؛ إذ نزح إليها آلاف من البوسنيين.


متى اعترفت الحكومة البلجيكية بالإسلام؟

اعترفت الحكومة البلجيكية بالإسلام عام 1974م؛ إذ يعد الإسلام الدين الثاني بعد النصرانية، وقد أقرت الحكومة إدخال التربية الإسلامية ضمن البرامج المدرسية لأبناء المسلمين وتكفلت بدفع تكاليف نفقات المعلمين، وهذا أعطى المسلمين حق التعليم في المدارس الحكومية وكذلك حق إنشاء المدارس الإسلامية بصورة نظامية.


أهم المؤسسات الإسلامية في بلجيكا:

من أهم المؤسسات الإسلامية في بلجيكا المركز الثقافي الإسلامي في بروكسل الملحق به مدرسة نظامية، وكذلك الاتحاد الإسلامي للطلبة.


عدد المسلمين في هولندا:

أما عن هولندا فهي دولة صغيرة لا تزيد مساحتها عن 41,500 كيلو متر مربع، فيما يعدد عدد سكانها كبيرًا بالنسبة لمساحتها؛ إذ يقطنها أكثر من 15,452,903 نسمة حسب تقديرات عام 1995م، يتوزعون على النصاري (59%) والمسلمين (3%) مع نسبة كبيرة من غير المنتمين إلى ديانة معينة.

ويقدر عدد المسلمين في هولندا بحوالي 460,000 نسمة حسب تقديرات عام 1996م، وتعد هولندا من أكثر مناطق غرب أوروبا ازدحامًا بالسكان، وقد كانت دولة قوية واحتلت مناطق عديدة في القرنين السابع عشر والثامن عشر الميلاديين، وقد احتلتها ألمانيا أثناء الحرب العالمية الثانية.


بداية صلة الإسلام بهولندا:

بدأت صلة هولندا بالإسلام والمسلمين أثناء الحروب الصليبية، خصوصًا عن طريق الزيارات التي قام بها النصارى الهولنديون إلى مدينة القدس الإسلامية.


الوجود الإسلامي الحديث في هولندا:

بدأ الوجود الإسلامي الحديث في هولندا عن طريق الهجرة، خصوصًا بعد أن احتلت هولندا بعض البلدان الإسلامية، مثل: إندونيسيا، ومع بداية الستينيات من القرن العشرين الميلادي هاجرت موجات من المسلمين المغاربة والأتراك إلى هولندا، ثم تبع ذلك مهاجرون من باكستان وتونس ودول أخرى.

وقد استطاع المسلمون أن يبنوا بعض المساجد والمدارس ويؤسسوا بعض الجمعيات الإسلامية، وتقدم الحكومة الهولندية بعض التسهيلات للمسلمين وتوفر لهم الحرية اللازمة لإقامة شعائر دينهم، بل إن الحكومة خصصت عام 1976م مبلغًا لمساعدة بعض المراكز والجمعيات، وقد استمر ذلك لفترة كما يمارس المسلمون الذبح الحلال وإجراء مراسم الدفن على الطريقة الإسلامية.


المؤسسات الإسلامية في هولندا:

يوجد في هولندا من الجمعيات الإسلامية المركز الإسلامي للإعلام، ومؤسسة النساء المسلمات الهولنديات، واتحاد الجمعيات الإسلامية في هولندا.

جدير بالذكر أن لهولندا اهتمام كبير بالعالم الإسلامي من خلال مراكز الاستشراق فيها، وتوجد بها إحدى دور النشر المعروفة باسم "بول" التي تسهم باستمرار في تزويد المكتبة الاستشراقية بعدد من الكتب بالإنجليزية والفرنسية والهولندية عن الإسلام والعالم الإسلامي.


الأقليات المسلمة في لوكسمبورج:

أما لوكسمبورج، فهي دويلة صغيرة تقع في أوروبا الغربية لا تزيد مساحتها عن 2586 كيلو متربع، وعدد سكانها أقل من نصف مليون، منهم 97% من غير المسلمين، أما المسلمون فلا يتجاوز عددهم 10 آلاف نسمة، معظمهم مهاجرون من دول شمال أفريقيا.