ميثاق الشرف وضغوط الأفاعي

  • 166

صدمة كبيرة يعيشها اليوم شيوخ ودعاة الدعوة السلفية في مصر فور صدور ما يسمى بـ"ميثاق الشرف"، الذي كان من نتائجه منع رموز الدعوة السلفية وشيوخها الكبار ودعاتها – حفظهم الله -  من اعتلاء منابرهم لأداء خطبة الجمعة الأسبوع الماضي، لقد فزعنا عندما عرفنا أن فقيه الإسكندرية الشيخ أحمد حطيبه كما يلقبه شيخ الشيوخ الدكتور محمد إسماعيل المقدم لم يمكن من أداء تلك الخطبة، الشيخ الدكتور أحمد حطيبة الذي ارتحل إلى الأردن لا لشيئ إلا أن يناقش الشيخ الألباني – رحمه الله – في سند حديث من الأحاديث المنسوبة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، الشيخ الدكتور أحمد حطيبة الذي قدم لزيارته الدكتور أحمد عمر هاشم وزير الأوقاف الأسبق- حفظه الله – في مسجد النور بباكوس تلك القلعة العلمية التي أسسها الشيخ أحمد حطيبه والذي امتلأ عن آخره في استقبال الضيف، وقد شرفني الشيخ حطيبه لأجلس وقتا طويلا أتحدث للحاضرين حتى يأتي الضيف ولما حضر رأى الجميع كيف تعامل الدكتور أحمد عمر هاشم بأساليب أدهشت جميع الحاضرين مع الشيخ أحمد، وكيف حاول أن يقبل يده والآن اسأل الدكتور أحمد عمر هاشم هل ترضى أن يمنع فقيه الإسكندرية من أداء خطبة الجمعة امتثالا لميثاق الشرف، وأن يصعد مكانه ابن من أبناء وزارة الأوقاف؟! وهل ترضى أن يخضع الشيخ حطيبة للاختبار من بعض موظفي وزارة الأوقاف طبقا لمبادئ ميثاق الشرف؟!
 يا لها من مأساة! وهذا عالم مصر الكبير الذي يعرفه ويقدر قدره شيوخ العالم الإسلامي من أقصاه إلى اقصاه الشيخ الدكتور محمد إسماعيل المقدم والمفترض أيضا أنه يخضع للمقابلة والاختبار، يا لها من مأساة كبيرة منع الدكتور الشيخ أحمد فريد والشيح الدكتور ياسر برهامي والشيخ الدكتور سيد عفاني وغيرهم أساتذة الفقه والعقيدة والحديث الذين حاربوا الفكر التكفيري وتصدوا له وقهروه، وأنا أتساءل: من الذي سيقابلهم، وما هي الأسئلة التي سيألها لهم؟! مَن سيسأل مَن؟!

أصبح الآن هؤلاء ممكمي الأفواه وترك التكفيريون يبثون سمومهم في كل مكان ولا أحد يتصدى لأفكارهم التكفيرية التخريبية، ولما ذل إنه من أجل الاستجابة لضغوط الأفاعي من  بعض الإعلاميين الممولين من جهات خارجية أجنبية وعربية، وكذلك من جهات داخلية من أجل الانقضاض على الدعوة السلفية والقضاء عليها وقهر شيوخها، وأنا أناشد كل المسئولين على مختلف الأصعدة وأناشد وزارة الأوقاف ومشيخة الأزهر ألا يستجيبوا لتلك الضغوط ، وأن ينتبهوا لها؛ فإن نتائجها في الأمد القصير والطويل على مصر ستكون وخيمة.