عاجل

صلوا عليه وسلموا تسليماً

  • 180

يقول الله تعالى : ( إِنَّ اللَّـهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ) سورة الأحزاب آية 56 .

وروى البخارى ومسلم رحمهما الله تعالى عن كعب بن عُجرة رضى الله عنه قال خرج علينا النبى صلى الله عليه وسلم فقلنا يا رسولَ اللَّهِ قد علمنا السَّلامَ عليكَ فَكيفَ الصَّلاةُ عليكَ قال صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ قولوا اللَّهمَّ صلِّ على محمَّدٍ وعلى آلِ محمَّدٍ كما صلَّيتَ على آلِ إبراهيمَ إنَّكَ حميدٌ مجيدٌ وبارِك على محمَّدٍ وعلى آلِ محمَّدٍ كما بارَكتَ على آلِ إبراهيمَ إنَّكَ حميدٌ مجيدٌ .

ومن معانى الصلاة في اللغة الدعاء ، وهو على نوعين : دعاء عبادة ، ودعاء مسألة . ويختلف معنى الصلاة بحسب المُصِلي والمُصلَى عليه ، فقد روى البخارى عن أبى العالية أن صلاة الله على نبيه ثناؤه عليه عند ملائكته ، وصلاة الملائكة عليه الدعاء له .

وقد بدأت الأية بالتأكيد بإنَّ ، ولفظ الجلالة الله الذى لم يُسم به أحد غيره ، وقيل إنه اسم الله الأعظم ، ثم قال يُصلون بصيغة المضارعة الدالة على الدوام والاستمرار ، ولم يقل على محمد بل قال على النبي إشعاراً بعلو مقداره ، ثم أمر المؤمنين بالصلاة والسلام عليه ليجتمع له الثناء في السماء والأرض .

وهذا التشريف أتم وأكمل من تشريف آدم عليه السلام بأمر الملائكة بالسجود له ، لأنه لا يجوز أن يكون الله سبحانه وتعالى معهم في ذلك ، بينما في الصلاة على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم بدأ الله عزَّ وجلَّ فيها بنفسه .

والعبد لا يقول صليت على محمد ، بل يسأل ربه أن يُصلى عليه ، لأن ذلك أفضل ، فالمُصِلى في الحقيقة هو الله تعالى ، ونسبة الصلاة إلى العبد مجازية بمعنى السؤال .

وآل محمد صلى الله عليه وسلم مَن حُرِمت عليهم الصدقة ، ويدخل فيهم الأزواج والذرية ، وقيل يشمل أمة الإجابة .

وخص إبراهيم عليه السلام بالتشبيه دون غيره من الأنبياء لأنه خليل الرحمن ، والبركة هي الزيادة والنمو في الخير والكرامة ، والمراد بالعالمين الإنس والجن .

والحكمة من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم التقرب إلى الله تعالى بامتثال أمره ، وقضاء حق النبي صلى الله عليه وسلم علينا إذ أخرجنا الله به من الظلمات إلى النور .

وقد روى مسلم عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضى الله عنهما أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول مَن صلَّى عليَّ صلاةً صلَّى اللهُ عليه بها عَشْرًا .  

وروى الترمذى عن عبد الله بن مسعود رضى الله عنه - وقال حديث حسن - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أَوْلَى الناسِ بي يومَ القيامةِ أكثرُهم عليَّ صلاةً .

اللَّهمَّ صلِّ على محمَّدٍ وعلى آلِ محمَّدٍ كما صلَّيتَ على آلِ إبراهيمَ إنَّكَ حميدٌ مجيدٌ وبارِك على محمَّدٍ وعلى آلِ محمَّدٍ كما بارَكتَ على آلِ إبراهيمَ إنَّكَ حميدٌ مجيدٌ .