تعلُّم الإيمان

  • 257

عن عمير بن حبيب قال: الإيمان يزيد وينقص؛ قيل له: وما زيادته وما نقصانه؟ قال: إذا ذكرنا الله وحمدناه وسبحناه فتلك زيادته؛ وإذا غفلنا ونسينا فذلك نقصانه.

ويجب على كل مؤمن أن يتعلم كيف يزيد إيمانه، وماهي أسباب نقصانه؟ لذلك كان أبو الدرداء رضي الله عنه يقول : إن من فقه العبد أن يتعاهد إيمانه وما نقص معه ، ومن فقه العبد أن يعلم أيزداد الإيمان أم ينقص ؟ وإن من فقه الرجل أن يعلم نزغات الشيطان أنَّى تأتيه.

ومن أكبر أسباب زيادة الإيمان هو تعلّم القرآن، وهذا هو منهج الصحابة رضوان الله عليهم؛ فلقد قال جندب بن عبد الله وابن عمر وغيرهما : تعلمنا الإيمان ثم تعلمنا القرآن فازددنا إيمانا.

وسلفنا الصالح كذلك كانوا يسيرون على درب الصحابة رضوان الله عليهم فى الاهتمام بزيادة الإيمان والخوف من نقصانه، فإن هذا حرفة الصادقين.

قال مالك بن دينار : الإيمان يبدو في القلب ضعيفا ضئيلا كالبقلة ؛ فإن صاحبه تعاهده فسقاه بالعلوم النافعة والأعمال الصالحة، وأماط عنه الدغل وما يضعفه ويوهنه؛ أوشك أن ينمو أو يزداد ويصير له أصل وفروع وثمرة وظل إلى ما لا يتناهى، حتى يصير أمثال الجبال . وإن صاحبه أهمله ولم يتعاهده جاءه عنز فنتفتها أو صبي فذهب بها، وأكثر عليها الدغل فأضعفها أو أهلكها أو أيبسها كذلك الإيمان.

وقال خيثمة بن عبد الرحمن : الإيمان يسمُن في الخصْب ويهزُل في الجدْب فخصبه العمل الصالح وجدبه الذنوب والمعاصي . 

فهذا اختصار لطريقة الصحابة والتابعين فى تعلّم الإيمان ومعرفة كيفية زيادته وأسباب نقصانه ، ونسأل الله العظيم أن يرزقنا فهم هذا الباب والعمل به على مراد الله عز وجل.