عاجل

من طلب الرياسة ناطحته الكباش

  • 197

قال شعيب بن حرب رحمه الله تعالى "وهو من الزهاد والعباد القدامى": { من طلب الرياسة ناطحته الكباش، ومن رضى أن يكون ذنبًا أبى الله إلا أن يجعله رأسًا}.
 
من طلب الرياسة .. أو السلطة .. أو الحكم  .. أو الصدارة .. ناطحته الكباش يعنى: الأقوياء سيهجمون عليه ..  ويضربونه .. ويخبطونه .. لن يتركوا له المجال .. ولن يتركونه فى حاله .. إنما سيصارعونه .. ويدفعونه ويؤذونه .. وربما يقتلونه .. أو على الأقل يجرحوه أو يكسروه .
 
هذه طبيعة وصفات المخلوقين من البشر وغيرهم.
 
فإذا عدنا إلى الحالة المصرية وإلى واقعنا الحالى؛ نجد مصداق هذه المقولة مع بعض الفوارق .
 
فحزب النور مشارك فى العملية السياسية منذ مدة .. كل الفعاليات والاستحقاقات شارك فيها بإيجابية وفاعلية . وهناك استحقاق قادم ألا وهو انتخابات مجلس الشعب .. وأعلن حزب النور أنه سيشارك فيها ويخوض المنافسات عليها .
 
فبدأت الكباش تناطحه وتخبطه ويضربونه ويجرحون، بل ويحاولون قتله  ـ  قتله كحزب وليس قتل أفراده ـ  يحاولون التخلص منه أو تشويهه أو تلويثه أو تلطيخه؛ لإبعاد الناس عنه حتى لا يفوز بنسبة مؤثرة .
 
وبدأنا نشكو من الضرب تحت الحزام وفوق الحزام، والممارسات اللاأخلاقية فى التنافس . ونتوقع أن تزداد هذه الممارسات تدريجيا، وتتنوع وتتصاعد كلما اقتربنا من موعد الانتخابات (إن تمت).
 
وكل الاتجاهات صوبت سهامها نحو حزب النور؛ فهو الحزب الأكبر على الساحة، وهو الحزب الأكثر أعضاءً والأكثر شعبية .. الكل صوَّب سهامه نحو حزب النور لإزاحته عن المشهد؛ لأن بقاءه يمثل عقبة كبيرة أمامهم، ويرون أنه سيحرمهم من جزء مما يريدون أن يصلون إليه، أو على الأقل سيزاحمهم، وهم يريدون الاستفراد والانفراد .
 
ولكن هنا توضيح وتنبيه وإشارة: هل حزب النور يريد الرياسة؟! هل يريد الوصول للسلطة أو الحكم أو التحكم فى صنع القرار؟!
 
الإجابة فيها تفصيل وتوضيح لابد منه...
 
إن حزب النور لا يريد الرياسة والسلطة والحكم .. لا يريد الانفراد بالقرارات . لقد عُرضت على حزب النور وزارات فى حكومات متعاقبة سابقة ..عدة مرات، وعرضت عليه مناصب أكثر من ذلك وأعلى ولكنه رفض .. ونوعيات الحزب وصفات أفراده ونشأتهم تجعلهم من أبعد الناس حرصا على رئاسة أو سلطة أو حكم .
 
إذن لماذا ينافسون على مقاعد مجلس الشعب؟ أليس هذا طلبا لرياسة أو سلطة أو منصب؟!
 
أقول: لا .. نوايا حزب النور ليست كذلك .. إنما ينافس فعلا على عدد من المقاعد لا من أجل الرئاسة لذاتها، ولا من أجل التحكم لذاته، وإنما من أجل الإصلاح وحرصا على مصلحة هذا الوطن .. وتقديما لنماذج جديدة من النواب مختلفة عن النماذج التى يعرفها الناس وتعودوا عليها، ولا نزكى رجال الحزب ولا نمدح الشخصيات بما ليس فيهم، ولا نذم الآخرين بما ليس فيهم أيضا .. وإنما يريد الحزب أن يقدم نماذج صالحة ليس عندها فساد ولا محسوبية ولا رشوه ولا ذمم خربة، ولا منتفعين من المجلس على حساب الشعب ولا مصفقين .
 
وإنما يريد الحزب أن يقدم رجالا لخدمة الشعب بلا مقابل .. رجالا يصلحون ما أمكن فى كل المجالات .
 
المنافسون لا يصدقون هذا .. يحسبونها منافسة على تركة أو مكاسب أو سلطة أو دنيا، يظنون أن الحزب يريد أن يستحوذ على الحياة السياسية ويحرم غيره .. وينفرد إلى الأبد  بالقرارات .. وبعضهم يعتقد أن وصول حزب النور إلى أى قدر من الحياة السياسية معناه حرمان الناس، وتكبيل الناس، وتقييد الناس.. حزب النور عندهم معناه كل الممنوعات .. سيمنع الناس من كل شيء . للأسف هذه فكرة بعض الناس فى حزب النور لا يرون فيه إلا التشدد والتخلف والجمود والتعصب والتجهم والانغلاق والشدة .. و .. و .. ولا يريدون أن يصدقوا أن الحزب شيء آخر عما يعتقدونه .. ومصلحتهم الحقيقية فى وصول حزب النور إلى أماكن الخدمات والتأثير، على أى الأحوال يجب أن يعرف الناس أن الحزب لا يبحث عن سلطة ولا رئاسة .. وإنما يبحث عن الإصلاح والخير . ولا يريد دنيا ومنافع ضيقة، وإنما يريد الخير للناس .
 
وأن الحزب لا يبحث عن الاستحواذ ولا الاستفراد ولا المصادرة، وإنما يريد المشاركة البناءة .
 
بعض الناس لا يصدق هذاويعتبره كلاما مكررا للاستهلاك الإعلامى فقط.
 
و التطبيق مختلف .. ربما يكونون معذورين فهم لم يجربوا حزب النور .
 
على أى الأحوال علينا أن نوضح .. فمن صدقنا شكرناه، ومن كذبنا عذرناه .. ونمضى فى طريقنا ونتوقع المناطحة القوية، ولكن نقول لكل الناس: عليكم بالمنافسة الشريفة.
 
قدموا أحسن ما عندكم .. لا تنشغلوا بنا .. نافسونا بشرف وأخلاق .. لا تتجاوزوا الحدود .. شيء من الأخلاق.. قليل من الحياء .. أفيقوا .. غيروا أنفسكم.
 
الدنيا تغيرت والأحوال تغيرت .. لا تَفجُروا فى خصومتكم مع الحزب وأبنائه ... واستفيدوا من هذا الحزب بدلا من إبعاده ..
 
ستخسرون وتندمون عند فقدانه.
 
وأقول لقادة الحزب ومسئوليه وأفراده: وطنوا أنفسكم وتهيئوا للحملات الشرسة، وأعدوا الردود للدفاع عن أنفسكم ؛ فقدموا أحسن ما عندكم، فإن وصلتم فاستمروا فى العطاء، وإن حرمتم تكونوا قد أديتم ما عليكم وحاولتم الإصلاح ..لا تحزنوا .. واستمروا .. وأكملوا المشوار إلى آخر الطريق .
 
الناس لا يفهمونكم ولا يعرفونكم؛ وهذا كله لا يضركم إن شاء الله .