عاجل

أبشروا ولا تحزنوا

  • 164

يشعر المرء أحيانًا بمرارة الهزيمة والخسارة، ولكن هذا الشعور لا يدفع إلى الإحباط أو اليأس؛ قال تعالى: "ولا تيأسوا من روح الله"، وينبغي أن يعلم كل واحد منا أن الأجر مكتوب، وأن الله لن يضيع ثواب هذا البذل والتضحية إن صدقت النية، سواء رأيت النصر أو التمكين أو لم ترَه، سواء استجاب الناس أو لم يستجيبوا، وكذلك ينبغي أن نعلم أن الأيام دول، يوم لك ويوم عليك، وهذه ليست نهاية العالم، ولكل جواد كبوة، ويكفيك شرفًا أنك وقفت أمام كل القوى بثبات وشرف مِن غير تجاوز أو استجابة للاستفزاز أو الانجرار لنفس طريقهم.
 
وينبغي أن نعلم أن الأمور تجري بمقادير، وأن ما أصابك لم يكن ليخطئك وما أخطأك لم يكن ليصيبك، وأن النصر مع الصبر والفرج مع الكرب، وأن مع العسر يسرًا، أو كما قال تعالى: "وَعَسَى أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى، أَن تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ"؛ فالله له الحكمة البالغة.
 
وأخيرًا نقول لجميع أبناء الدعوة:

جزاكم الله خيرًا على بذلكم، ومَن لم يشكر الناس لم يشكر الله، والاستمرار في الجد والعمل والمثابرة أيًّا كانت النتائج.
 
وعسى الله أن يفرغ بعضنا لمهمة أعظم في مكان آخر نخدم فيه دين الله، والأهم أن يتوفانا الله ونحن على طاعة وعلى  طريق الرسل والأنبياء، وأن يلقى العبد ربه وهو راضٍ عنه، وليس مِن الضروري أن نرى التمكين بأعيننا.
قال تعالى: ?فَإِمَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِلَيْنَا يُرْجَعُونَ?.