خدعة أم تعايش؟!

  • 65

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

فإن ما يدفع إليه النظام العالمي الآن ويقوم على بذر نواته بترويج نموذج ما يسمَّى: "البيت الإبراهيمي" ليست دعوة للتعايش السلمي -كما يزعم الداعمون، أو يردد المخدوعون!-، بل هي على الحقيقة خطوة مرحلية تكتيكية لتدجين الأجيال القادمة عن طريق شعائر تعبدية متعددة ومتباينة في مجمع واحد تحت خداع الشعار الإبراهيمي الموحَّد تمهيدًا لتذويب مفهوم العقيدة والهوية والمرجعية الإسلامية في البلدان العربية الإسلامية، ثم بعد ذلك الدفع بناءً على ذلك لعمل اتحاد للولايات الإبراهيمية المزعومة في المنطقة تذوب معها مفاهيم وحدة الوطن وتماسكه، فينفتح الباب على مصراعيه لتحقيق المخططات الصهيونية الإستراتيجية الثابتة لتنفيذ الحلم التلمودي لدولة يهود "من النيل إلى الفرات" بلا ممانعة من الأجيال القادمة في البلاد العربية الإسلامية.

وقد صَدَق الله وكَذَب الذين مِن دونه مهما حاولوا تزييف الواقع، فقد قال -تعالى-: (‌مَا ‌كَانَ ‌إِبْرَاهِيمُ ‌يَهُودِيًّا ‌وَلَا ‌نَصْرَانِيًّا وَلَكِنْ كَانَ حَنِيفًا مُسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ) (آل عمران: 67)، وقال أيضًا: (‌يَا أَهْلَ ‌الْكِتَابِ ‌لِمَ ‌تُحَاجُّونَ فِي إِبْرَاهِيمَ وَمَا أُنْزِلَتِ التَّوْرَاةُ وَالْإِنْجِيلُ إِلَّا مِنْ بَعْدِهِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ) (آل عمران: 65).

وقال -عز وجل-: (‌إِنَّ ‌أَوْلَى ‌النَّاسِ ‌بِإِبْرَاهِيمَ ‌لَلَّذِينَ ‌اتَّبَعُوهُ وَهَذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ . وَدَّتْ طَائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يُضِلُّونَكُمْ وَمَا يُضِلُّونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ) (آل عمران: 68-69).

فتحقيق التعايش لا يلزم منه أبدًا عند المسلم العاقل أن تميع عقيدته، بل إن العقيدة الإسلامية الصحيحة والحفاظ عليها واضحة نقية هي التي تحفظ للناس أجمعين العيش في أمن وأمان، وكرامة إنسانية حقيقية كما أرادها ربُّ البرية بلا إكراهٍ أو تدجينٍ.