مراقبون دوليون يؤكدون ضرورة الانفتاح على الخارج وتحقيق الاستقلالية

  • 47
أرشيفية

تباينت آراء عدد من المراقبين الدوليين حول السياسة الخارجية المصرية والتعامل مع الأزمات الخارجية المرتبطة بالدول الكبرى، مؤكدين ضرورة اتسام السياسة المصرية تجاه الخارج بالاستقلالية والتنوع.


وحذر المراقبون من العودة إلى الانغلاق نحو الداخل، مشددين على ضرورة السعي نحو تحقيق التقارب مع دول الاتحاد الأوروبي وعلى رأسها ألمانيا.


قال محمود علام، سفير مصر السابق في بكين، إن مصر تسعى في ظل القيادة الحالية للعب دور رئيسي في منطقة الشرق الأوسط، بقضاياه المتعددة والملحة، وقد تجلى ذلك البعد منذ ولادة الجمهورية الثالثة من خلال بروز توجهات جديدة في السياسة الخارجية المصرية أفصحت عنها الزيارات الخارجية للرئيس عبد الفتاح السيسي، بدءًا بزيارته لعدد من الدول الإفريقية مرورًا بزيارة المملكة العربية السعودية ثم روسيا الاتحادية، وذلك بعد زيارة سابقة لها عندما كان وزيرًا للدفاع.


وأشار علام، إلى أن مصر تتجه نحو تنويع علاقاتها الخارجية مع القوى الدولية كروسيا والصين والهند والبرازيل من أجل تعظيم الاستفادة وتحقيق المصالح، كما تسعى مصر إلى تحقيق الاستقلالية في السياسة الخارجية واستعادة الدور الريادي، فهي التي بادرت إلى لعب دور حاسم في وقف العدوان الصهيوني على القدس من خلال إحياء المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي.


ونوه إلى أن المصلحة أحيانًا تقتضي محاولة استغلال النظام الدولي، والعمل على تحقيق أكبر المكاسب الممكنة في هذا الإطار، مع الأخذ في الاعتبار كيفية تحقيق التوازن في السياسة الخارجية مع الدول العظمى والتكتلات، ما يعزز من مكانة مصر دوليًّا.


واستطرد السفير السابق: "رغم محيط تفاعل السياسة المصرية مع العالم الخارجي، فإن هناك بعض المحددات الأساسية التي تعتمد عليها السياسة الخارجية في ضوء تعاطيها مع القوى العظمى"، واضعًا التطورات التي تحدث من وقت لآخر في عين الاعتبار، وتمثل ساحة لاختبار حجم وطبيعة العلاقات على الأرض ومدى تأثيرها في تغيير المسار.


وأوضح أنه لا يمكن الحكم على السياسة الخارجية المصرية من خلال موقف واحد أو حادثة بعينها، لا سيما مع كل من روسيا والاتحاد الأوروبي، خاصة أن روسيا ما زالت تسعى لاستعادة مكانتها بقوة في النظام الدولي الحالي.


وأكد "علام" أن العلاقات مع دول الاتحاد الأوروبي وفي مقدمتها ألمانيا لا تقل أهمية عن العلاقات مع روسيا؛ وبالتالي لا بد أن تسعى الخارجية المصرية إلى محاولة تحقيق التقارب بين دول الاتحاد ومصر رغم الصعوبات العديدة.


وشدد على أنَّ مصر قوية باستمرار وصامدة راسخة، مضيفًا: "هذا مهم للعالم لدعم العلاقات، ولابد أن يتفهم المسئولون أن الانغلاق على النفس لا يجدي نفعًا، ولا بد من إعادة النظر في الانفتاح على العالم بالطريقة التي تناسب مكانة مصر، ولديها القدرة على إدارة الأمور بسياسة حكيمة.


وذكر حسين هريدي، مساعد وزير الخارجية سابقًا، أنه لا يخفى على أحد الدور الذى قامت به الدبلوماسية المصرية من تحركات دولية وإقليمية وأممية لتسليط الأضواء على ما تقوم به مصر من جهود لمكافحة الإرهاب، والسعى للحصول على الدعم الدولي لما تمر به من مرحلة دقيقة في تاريخها? ولإيضاح الصورة أمام الرأى العالمي.


وقال هريدي، إن الإعلام لعب دورًا خبيثًا في توجيه الدفة على حسب التوجهات التي ينتمي إليه فقط، وكل ما نطلبه من الإعلام هو الموضوعية التي ينبني عليها الرأي المعتدل الموضوعي المبني على دراسة تحليلية، مشيرًا إلى أن البعض يروجون الأكاذيب ويستبقون الأحداث على حساب العلاقات الخارجية؛ فهذا لا يجدي لأن الخارجية تسير بخطى واضحة وعاقلة وسياسة موزونة، ليس فيها خور أو عيب.


بدوره، قال السفير ناجي الغطريفي، مساعد وزير الخارجية السابق وخبير العلاقات الدولية، إن العلاقات الحالية بنَّاءة وتحقق طابع المصالح الذي يوفر المناخ السلمي لمصر، وما تواجهه الدولة بعد حادث الطائرة موجة عادية من التكهنات على الصعيد الإعلامي.


وعن تقييم الموقف الدولي، قال الغطريفي: "آراء الدول الغربية متخبطة، وليس هناك دليل ملموس على كل الأقاويل التي تنشر حاليًا."


وأشار إلى أن الخارجية تتعامل بوضوح وحنكة مع الوضع الخارجي للبلاد، وتسير عبر سياستها المحددة لها التي لا تُفرض من أحد عليها، مؤكدًا أن مصر كيان قوي ورمانة ميزان لتحقيق السلم في المنطقة، وهذا يوضع في عين الاعتبار من قبل الدول العظمى، ونحن نعمل على تحقيق المصالح الدولية لمصر من خلال رؤى واضحة وثاقبة.