عاجل

الفوضى الخلاقة والشرق الأوسط الجديد

  • 134
رسم كاركاتير

حين تحدثت كوندليزا رايس عن سياسة الفوضى الخلاقة والشرق الأوسط الجديد، ثم بدأ تنفيذها على أرض الواقع بغزو أفغانستان ثم العراق، وفي البلدين تورطت أمريكا وخسرت خسائر فادحة لكنها تركت واقعا جديدا على الأرض، وهو واقع الدولة الرخوة التي تتساوى فيها جميع الأطراف، وتتصارع ويسيل فيها الدم حتى إذا احتدم الصراع ذهبوا جميعا إلى ماما أمريكا لتفصل بينهم !

الدولة الرخوة تلك هي الدولة التي توجود بداخلها كيانات مختلفة ومخابرات عالمية وكل يعمل وفق أجندته وليذهب الوطن إلى الجحيم !

فأمريكا خسرت عسكريا في نطاق حربها في أفغانستان وفي العراق أيضا, وضريبة القتلى في جنودها كانت أكبر من احتمالها؛ لذا فقد غيرت سياستها التكنيكية، مع بقاء الهدف والاستراتيجية؛ هي تحويل الدولة إلى دويلات أو حتى إلى كيان واحد لكنه رخو, وهنا فرض القوة والسيطرة بالطرق الناعمه وحرب اللاعنف.

ومن الواضح تماما أن ثورات الربيع العربي قد آتت أكلها هناك في واشنطن وفي طهران؛ لأن القارئ للمشهد السياسي وللمفاوضات الأمريكية الإيرانية يدرك أن ثمة واقع على الأرض فرضته الأزمة السورية وفرضه السلاح والدعم الإيراني؛ فالدعم الإيراني في سوريا والعراق والوجود بقوة على الأرض جعلها تفاوض من موقع قوة, والحقيقة أن الوجود السني في المنطقة مهدد بقوة لأن الدول العربية الكبرى مشغولة بلملمة أجزائها واحتواء أزماتها؛ فمصر تعاني فعلا من شبح الحرب الأهلية والتفكك بسبب حكومه عاجزة واحتجاجات وفعاليات قوية كل يوم في أرجاء المحروسة، إلى أن وصل الوضع إلى ما وصلنا اليوم وأصبحت المعادلة صفرية ولا يوجد من لديه قابلية للتنازل قليلا من أجل مصلحة الكيان المصري القوي, فالسياسة الغربية تجاه الشرق الأوسط الجديد تتبلور كما يريدونه رويدا رويدا، ولكن في النهاية الأقدار بيد الله فهل نقف حائط صد ضد المخططات المعادية لوطننا والعالم العربي والإسلامي؟ أم ننجر وراء المخطط وننفذ ما يريدون بحذافيره ؟!