أسامة العبد في حواره لـ"الفتح" لن تنهض مصر إلا بالاهتمام بالتعليم

  • 117
محرر الفتح مع رئيس جامعة الأزهر السابق وعضو مجلس النواب أسامة العبد

الإرهاب آفة الزمان ولا دين أو وطن له
أنا المرشح الوحيد على رئاسة اللجنة الدينية
يجب على الحكومة محاولة حل مشاكل الشعب بواقعية
المواطن سيشعر بدور مجلس النواب خلال الفترة المقبلة
الأزهر موجود منذ 1000 عام وخرَّج الرؤساء والعلماء والهجوم عليه لن يأتي بفائدة
لن تنهض مصر إلا بالاهتمام بالتعليم
زيارة الملك سلمان جاءت في وقتها وصلاته في الأزهر رسالة دعم

قال الدكتور أسامة العبد -عضو مجلس النواب، ورئيس جامعة الأزهر السابق-: "إن الأزهر كان وسيظل ممثل الإسلام الوسطي في العالم الإسلامي"، مؤكدًا أن مواجهة الأفكار المنحرفة تأتي من خلال نشر العلم والوسطية بين الناس.

وأكد أن الإرهاب لا دين له، وأصحاب الأفكار المنحرفة والمتطرفة لا يعرفون وسطية الإسلام، ولا يفهمون نصوص الشريعة، مضيفًا أن دور العلماء والأزهر هو منع انضمام الشباب لهذه الأفكار المتطرفة.


وأشار العبد إلى أن الدور الحقيقي للمجلس بدأ من خلال مناقشة بيان الحكومة، مؤكدًا أن المواطن سيشعر بدور البرلمان خلال الفترة المقبلة.

مؤكدا أن زيارة الملك سلمان لمصر كانت لخدمة العالم العربي والإسلامي كله، والسعودية تقدم الدعم الحقيقي لمصر من خلال الوقوف خلفها في كل أزماتها.. وإلى نص الحوار:

• كيف ترى الانتقادات التي توجه لمجلس النواب بأنه لم يقم بدوره حتى الآن ولم يشعر المواطنون بتأثيره؟


- البرلمان الحالي جاء بعد غياب 5 سنوات للمجالس النيابية والمحلية، ومنذ بدأ وهو يناقش اللائحة الداخلية وبعض القوانين التي شُرِّعت في عهد الرئيس السابق عدلي منصور، والرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي، ويبدأ الآن في مناقشة بيان الحكومة وهو الدور الفعلي والحقيقي للمجلس، والفترة المقبلة سيكون مجلس النواب على قدر المسئولية وسيلبي أهداف ومطالب الشعب بإذن الله.


• عرضت الحكومة بيانها على مجلس النواب في 27 مارس الماضي.. ما رأيك فيه، خاصة ما يتعلق بالبحث العلمي؟


- التعليم في حاجة إلى وقفة جادة، وينبغي على الحكومة أن تولي أهمية قصوى للتعليم، سواء العام أو الأزهري؛ فازدهار الدولة وتنميتها في كل المجالات لن يتم إلا من خلال التعليم، ونهوض أي دولة لن يأتي إلا من خلال النهوض بالتعليم والعملية التعليمة.


• لكن كيف ندعم العملية التعليمة من وجهة نظرك؟


- العملية التعلمية تشمل المدرسين والطلاب والمناهج والمدارس والكتاب، وهي منظومة متكاملة، ينبغي على الحكومة دعم كل عناصرها، ولن تسطيع بناء مصر إلا من خلال التعليم، فيجب توفير الدعم للمدرسين والمناهج والطلاب بكل السبل من أجل النهوض بالدولة.


• هل تكفي الميزانية الموضوعة للتعليم في الموازنة العامة للدولة للنهوض بالتعليم؟


- بيان الحكومة نصَّ على تدعيم ميزانية التعليم بـ 6 مليارات جنيه، وهناك توزيع لهذا المبلغ وفق تفصيلات متعددة لكن لا نستطيع التحدث فيها إلا بعد الانتهاء من بيان الحكومة.


• ما تعليقكم على نتائج زيارة الملك سلمان؟


- الزيارة جمعت بين مصر والسعودية، وهما جناحا الأمة العربية، وقد جاءت في وقتها؛ لأننا نريد أن نجتمع على الأرض ونتفق ونتوحد ضد أي عدو غادر سواء كان في الداخل أو الخارج، وقد أتت ثمارها السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وتأتي أيضًا لتقدم الدول العربية بأكملها.


• كيف ترى زيارته للجامع الأزهر، ولقائه بالدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر؟


- دعم للأزهر ورسالته؛ فالأزهر ينشر الوسطية والاعتدال في العالم الإسلامي كله، وزيارة سلمان تأتي امتداد لزيارة الملك عبد الله، الذي كان أيضًا محبا لمصر والأزهر، والسعودية لها دور كبير في دعم مصر ليس بالكلام فقط ولكن بالفعل والتطبيق.


وعندما كنت رئيسا لجامعة الأزهر منحنا الدكتوراه الفخرية للملك عبد الله بن عبد العزيز، وأنا أحب أن أشكر الملك سلمان ورجال السعودية على زيارته للبرلمان المصري؛ الذي لقي فيه ترحيبا من أعضاء المجلس بكل حب وود وإخلاص، وظهر ذلك واضحًا على وجوه أعضاء المجلس خلال لقائهم بالملك.


• العاهل السعودي تحدث عن ضرورة اتحاد مصر والسعودية ضد الإرهاب.. كيف ترى هذا الأمر؟


- الإرهاب آفة ابتلينا بها، والإرهاب لا وطن له ولا دين له، ونحن في حاجة إلى أن نتكاتف في سبيل مواجهته؛ لكي نستأصله من البلاد العربية والغربية.

· العالم كله يعاني من ظاهرة الجماعات المتطرفة.. كيف نمنع انضمام الشباب إليهم؟


- الجماعات الإرهابية لا يفكرون من الأساس، أو لديهم تفكير عقيم، ولا يفهمون الشريعة الإسلامية على وجهها الصحيح، فالإسلام لا يعرف التطرف وإنما هو دين وسطي، وينبغي علينا أنّ نحافظ على أبنائنا من الدخول في هذا الجماعات المتطرفة، وعلينا مسئوليات كثيرة في المحافظة على أبنائنا من خلال المؤسسات الدينية ومنها الأزهر الشريف، والتربية السليمة ونشر العلم النافع؛ حتى لا يذهبوا إلى هذه الأفكار المتطرفة.


• لكن هناك هجوم شديد على الأزهر من بعض الكتاب ووسائل الإعلام.. فهل هذا الهجوم يخدم أصحاب الأفكار المتطرفة؟


- الأزهر الشريف يخدم الشريعة الإسلامية والعالم كله، ومهما قال القائلون وتحدثوا وهاجموا فلن يؤثر ذلك فيه بأي شيء؛ فالأزهر منذ 100 عام علم العالم الإسلامي وغير الإسلامي، ولن ينال من الأزهر الذي خرّج العلماء والرؤساء والوزراء.


• لا يخفى على أحد التقسيم الذي تتعرض له المنطقة العربية كما حدث في العراق واليمن وليبيا وسوريا.. كيف نواجه هذه المخططات؟


- ما يحدث في المنطقة العربية من تقسيمات يستدعي ترابط الشعب المصري مع الجيش والشرطة، والشعب يشكر الجيش للمحافظة على أمن مصر من السقوط في مستنقع التقسيم كما يحدث في ليبيا والعراق وغيرها.


• ما هي "الروشتة" للحفاظ على هذا التماسك بين الشعب ومؤسسات الدولة المختلفة؟


- على الشعب أن يصبر فالمشاكل الموجودة المتراكمة لن تحل بين يوم وليلة، وكذلك على الحكومة النظر بواقعية لمشاكل المواطنين وتعمل على حلها، وعلى كل عامل ومسئول أن يقوم بواجبه تجاه وطنه وبلده فالتركة ثقيلة والأعباء كثيرة، ونسأل الله أن يوفق المسئولين في النهوض بالبلاد.


• هل ستترشح لرئاسة اللجنة الدينية، ومن هم المنافسون لك؟


- نعم بالفعل ترشحت لرئاسة اللجنة الدينية، ولا يوجد أي منافس لي حتى الآن.