عاجل

بسبب الإسراف.. "داعية": مِن المؤسف أن يتحول الزواج إلى هموم وديون على الطرفين ربما تنتهي بالسجون

  • 41
الفتح - أرشيفية

قال الدكتور عبد العزيز خير الدين، الكاتب والداعية الإسلامي، إن الزواج من أعظم الروابط البشرية التي تقوم على الرغبة والاختيار والرضا المشترك، وأحد أركان بناء المجتمعات، وعماد الأسرة القويم الذي يؤدي إلى الاستقرار، والشعور بالانتماء، والتعاون، وتدبير المصالح، وتبادل المنافع.

وأكد خير الدين في مقال له نشرته "الفتح"، أن الزواج هو من أجلِّ النعم التي تدخل السرور على المجتمع؛ مستشهدا بقول الله -تعالى-: (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) (الروم: 21).

وتابع خير الدين قائلا: ولكن مِن المؤسف جدًّا والمحزن، أن تتحول هذه النعمة وهذه الفرحة إلى تعاسة، وهموم، وديون على الطرفين، بسبب عادات لا هي دينية، ولا أخلاقية، ولا حتى إنسانية، بل هي تقاليد عمياء ورثناها كابرًا عن كابر، الغرض منها التفاخر، والتباهي، ومظاهر كاذبة، ظاهرها أمام الناس الفرحة، وباطنها الحقيقي الديون، والهموم، والغموم، ربما تؤدي إلى الاكتئاب وتنتهي أحيانًا بالسجون.

وواصل الداعية الإسلامي قائلا: تبدأ من طلب المهور العالية أو الأجهزة الكهربائية، والمنزلية التي تشترى بأكثر من صنف، وفي كل صنف عدد من الأنواع، والتي أقول بلا مبالغة لو وضعوها في محل سيصلح أن يكون مشروعًا لبيع الأدوات المنزلية، وكأن المقصود من الزواج الحصول على صفقة تجارية!

وأضاف: وحدّث ولا حرج عن الإنفاق ما قبل العرس، وأثناء العرس، وبعده، من إسراف وتبذير، ليته يصل إلى الأرحام والفقراء، بل كله مجاملات بغرض الوجاهة والغيرة من الآخرين، رغم التحذير الشديد من رب العزة، قال -تعالى-: (وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلَا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا . إِنَّ ‌الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا) (الإسراء:27).

وأفاد قائلا: والأعجب من ذلك: حينما يقام العرس في القصور، أو الحفلات الغالية المصحوبة بالموسيقى، والرقص، والغناء، والطرب، ولا أدري مع إقبالهما على أسرة وحياة جديدة، كيف لها أن تبنى على السكن والمودة والرحمة وقد افتتحوها بمعصية الله؟! والخطورة أن تكون المبالغ المصروفة كلها ديون يتحملها الجميع.