سباق محموم في إعلان الترشح للانتخابات الرئاسية الأمريكية

خبراء: الأمن القومي الأمريكي يحافظ دومًا على علاقاته بمصر.. وسياسات واشنطن لن تتغير تجاه الشرق الأوسط

  • 37
الفتح - أرشيفية

نحن على موعد مع سباق رئاسي أمريكي جديد أواخر العام المقبل، وقد بدأ المتنافسون يتوافدون على إعلان ترشحهم، وبات لدينا أكثر من اسم؛ فعلى سبيل المثال يوجد دونالد ترامب الرئيس السابق، ومايك بنس نائبه، ورون ديسانتس حاكم ولاية فلوريدا، وتيم سكوت، ونيكي هايلي حاكمة ولاية جنوبية، بالإضافة إلى الرئيس الحالي جو بايدن، وربما تحمل الأيام المقبلة أسماء آخرين.

وفي ظل ما يواجهه ترامب من اتهامات في عدد من القضايا، وحالة تبادل الاتهامات والتراشق بينه وبين منافسه الجمهوري ديسانتس، وكذلك حظوظ الرئيس الحالي فإلى أي من هؤلاء تميل الكفة الشعبية الأمريكية؟ وهل هناك تعيرات فيما يخص قضايا الوطن العربي حال تغير جو بايدن؟

الجمهوريون والديمقراطيون

في هذا الصدد، قال السفير جمال بيومي، مساعد وزير الخارجية الأسبق للشؤون الأوروبية، إن المنافسة على طبقيتن أولا فيما بين الجهمهوريين وبعضهم البعض، وفي الناحية الثانية الديمقراطيون يواجهون منافسة داخلية أيضًا، وكلا من بايدن وترامب سيترشحان، فكلا الحزبان الديمقراطي والجمهوري سيقرران من يمثلهما في هذا السباق الرئاسي، وفي النهاية سيرسو البر على اثنين من المتنافسين أحدهما جمهوري والآخر ديمقراطي.

وأضاف بيومي لـ"الفتح" أنه في التاريخ الأمريكي نادر ما لا يُعاد ترشيح الرئيس مرة أخرى؛ فهذا معناه أن حزبه لم يقرأ المشهد الأمريكي جيدًا، وستكون هناك تصفيات داخلية في كلا الحزبين، ثم بعد ذلك المنافسة النهائية بين مرشحي الحزبين الجمهوري والديمقراطي، وبخصوص ترامب فإنه يواجه مشكلات قضائية جمة ومحتمل تقييد حريته وحبسه بسببها، وهو رجل رأس مالي يلعب بماله؛ فهو يرى إنه باستطاعته شراء أي شيء بماله وأحيانًا المال يكون له بالفعل تأثير في مثل هذا السباق الانتخابي، وهناك من يدعمه لأنهم مستفيدون، واستفادتهم هنا مادية بحتة.

وأردف أن تبادل الاتهامات بين ترامب وديسانتس شيء طبيعي وليس جديدًا على الانتخابات الأمريكية، وأحيانًا هذه الاتهامات تصل لحد التجريح الشخصي، وكل هذا متوقع. لافتًا إلى أن التاريخ الأمريكي نادر ما لا يفوز الرئيس في الجولة الثانية إلا في حالة ترامب.

وأكد أن السياسة الأمريكية في خطوطها العريضة لن تتغير بخصوص قضايا المنطقة العربية، لكن فيما يتعلق بالعلاقات المصرية الأمريكية فلا أحد في العالم يجرؤ على معاداة مصر؛ لما لها من مصالح مشتركة معها؛ فسيكون ذلك خسارة كبرى، إضافة إلى علاقات القاهرة الجيدة بجميع دول العالم وانتشار سفاراتها في أنحا ءالعالم أجمع ولها أكبر نصيب من السفارات الخارجية، فلا يفرق معنا رئيس أمريكي جمهوري أو ديمقراطي ففي النهاية الأمن القومي الأمريكي يحافظ دومًا على علاقاته الجيدة مع مصر.

بايدن وترامب

من جهته، قال الدكتور مختار غباشي، الأمين العالم لمركز الفارابي للدراسات السياسية، إن تتابع ترشيح العديد من الأسماء حاليًّا نابع من عضويتهم في الأحزاب المنتمين إليها، وفي النهاية كل من الحزبين الجمهوري والديمقراطي سيدفعان بمرشحَين باسميهما.

وأضاف غباشي لـ"الفتح" أن المرشحَين الأكثر أهمية هما ترامب وبايدن، أما بقية المرشحين فهذا يعد نوعًا من صفصفة الحزب داخليًّا، لكن في النهاية هل يستطيع أحد هؤلاء المرشحون –غير ترامب وبايدن- نيل ثقة أحزابهم في مساندتهم في تلك الانتخابات؟ هذا أمر غير وارد في المشهد الحالي؛ فترامب حظه أوفر في الحزب الجمهوري وكذلك بايدن –رغم كبر سنه- في حزبه الديمقراطي، وربما يظهر مرشح مستقل مغمور خلال الأيام المقبلة.

وتابع أن ترامب شخص فج في تصريحاته وغناؤه وثراؤه يمثلان له شكلًا من أشكال الحماية إلى حد كبير، وحتى إنه عندما اتهم ووجهت له اتهامات في أكثر من 34 قضية ما بين (فيدرالية وجنائية وعادية كالتهرب الضريب واتهامه فيما يخص اقتحام البرلمان وغيرها) وحُدد له موعد مع الادعاء العام، فإلى حد كبير جدًّا عُطلت تلك القضايا بالإنكار وستأخذ فترة زمنية طويلة وأصبح ترامب مؤهلًا بشكل أو بآخر لأن يكون مرشحًا رئاسيًّا، وترامب بإمكانياته المادية وصعود جزء كبير من اليمين داخل الولايات المتحدة الأمريكية؛ فالعديد من أبناء الشعب الأمريكي سيرفض أن يكون ترامب مرشحًا، وترامب لديه ثأر مع بايدن ويريد أن يرد له صفعة خسارته في الانتخابات الماضية.

وأشار إلى أن الرؤية الأمريكية لقضايا الشرق الأوسط الرئيسة لن تتغير على الإطلاق مهما اختلفت الوجوه؛ فهذه المشكلات أثبتت فشل المجتمع الدولي والإقليمي في إيجاد حل لها، وواشنطن لن تنصر العرب على حساب الكيان المحتل مهما كانت مصالحها مع العرب؛ فأمريكا تدرك أن الضغوط العربية غير مؤسسة بناء على منظومة الأمن القومي العربي.

رغم وجود فترة من الزمن تقترب من عام ونصف تقريبًا على هذا السباق، لكنه سيشهد منافسة شرسة لا سيما داخل الحزب الجمهوري على حيازة الترشح نحو كرسي الرئاسة، خصوصًا بين ترامب وديسانتس، وعلى الجانب الآخر هناك تخوف في الاتحاد الأوروبي حال خسارة بايدن وتولي مرشح جمهوري؛ فهذا يعاني بالنسبة لهم مستوى أقل من التعاون والدعم خاصة الدعم المالي والعسكري في أوكرانيا على سبيل المثال.