"برهامي": يوم عاشوراء يذكرنا بنجاة المؤمنين وهلاك الطغاة.. ولابد أن يكون عندنا رجاء ونعالج النقص ليمكن الله لنا

الناس تستجيب للدعوة إلى الله.. والمجتمع لا يزال فيه خير كثير ويستجيب لدعوة الخير

  • 47
الفتح - الدكتور ياسر برهامي، نائب رئيس مجلس إدارة الدعوة السلفية

قال الدكتور ياسر برهامي، نائب رئيس مجلس إدارة الدعوة السلفية: في يوم عاشوراء نتذكر ما من الله به على المسلمين بالنجاة من الطغاة، وأن أعداء الإسلام لابد أن يخيب مكرهم ويعود عليهم، قال الله تعالى (وَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ مُوسَىٰ وَأَخِيهِ أَن تَبَوَّآ لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتًا وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ ۗ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ) فهذه واجبات في مرحلة الاستضعاف لابد أن يكون هناك ترابط بين القيادة والقاعدة والتزام صادق.

(تبوآ) يعني: اتخذا بيوتا، فتخيل أن القيادة تقول له انتقل من هنا إلى هناك للسكن وتوجد استجابة (واجعلوا بيوتكم قبلة) حتى تكونوا متجمعين.

وهنا كانت معجزة إدارية؛ أن 600 ألفا من بين إسرائيل كيف تحشدهم دون وسائل تواصل اجتماعي أو غيره ومع ذلك يتحركون في ليلة واحدة بعد الظلام لا يتخلف منهم أحد؟ والاختلاف في الموعد يترتب عليه ضياع الكل، فلا يوجد أمة مترابطة تكون قواعدها مفككة، وأبناؤها غير متماسكين وغير مترابطين. أما بني إسرائيل فقد حدث عندهم ترابط بين القادة والقاعدة.

والمعنى الثاني لقوله تعالى: (واجعلوا بيوتكم قبلة) أي صلوا فيها، فبدون الصلاة والعبادات لا تقوم لنا قائمة، لابد من المحافظة على العبادات لصلاح المؤمنين.

وأضاف "برهامي" -خلال كلمته في الندوة الجامعة للدعوة السلفية، تحت عنوان "وذكرهم بأيام الله - الهجرة وعاشوراء دروس وعبر"، والتي تنشر تفاصيلها كاملة في العدد الورقي من جريدة الفتح، الجمعة-: لابد أن يكون عندنا رجاء في الله، كما قال تعالى: (وبشر المؤمنين)؛ لأن اليأس من أسباب الكفر وأعظم أسباب الإلحاد والانتحار، وأنوار الرجاء تبشر المؤمنين وتذهب درجات اليأس، نبشر المؤمنين بالحق وليس بالباطل، لا أن نقول هناك 100 ألف مقاتل جاهزون ولا يوجد ذلك! لكن أبشرهم بأن النصر يأتي عندما يكون هناك إيمان وعمل، قال تعالى (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَىٰ لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا ۚ يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا ۚ وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَٰلِكَ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ) فيجب أن يكون هناك إيمان وعبادة، ونفي الشرك والخرافة، وأعداء الإسلام يريدون أن يعلوا الخرافيون الدراويش، ولكن الله تكفل بحفظ الدين، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (ليَبْلُغن هذا الأمر ما بلغ اللَّيل والنَّهار، ولا يترك الله بيت مَدَرٍ ولا وَبَرٍ إلَّا أدخله اللهُ هذا الدِّين، بِعِزِّ عَزِيزٍ أو بِذُلِّ ذَليلٍ، عِزًّا يُعِزُّ الله به الإسلام، وذُلًّا يُذِلُّ الله به الكفر).

وشدد "برهامي" على ضرورة البحث عن النقص الذي عندنا، وما الواجب علينا حتى يمكن الله لنا، وتتغير موازين الكرة الأرضية وذلك ليس ببعيد، وانظر إلى الحروب بينهم البعض، وانظر إلى الجفاف والحرائق والأزمات، نعم نحن نتأثر لكنهم أشد تضررًا من تلك الأزمات، ولابد أن تتعود على الضيق وتشعر بصعوبة الطريق، يجب أن تتعود على الصبر، فبنو إسرائيل استضعفوا من قبل موسى وبعده حتى أذن الله له بالهجرة، (وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُوا يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الْأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا ۖ وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنَىٰ عَلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ بِمَا صَبَرُوا ۖ وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُوا يَعْرِشُونَ)، مشيرا إلى إلغاء حفل ترافيس سكوت بعد ضغوط كبيرة لإقامة الحفلة، واعلم أنه الحمد لله، لا زال اسم الإسلام ظاهرا، وحقائق الإسلام مقبولة عند الناس.

وقال نائب رئيس الدعوة السلفية: انظر لاستجابة الناس عند دعوتهم للصلاة، وهذا خير كثير أن ترى أن الشباب يستجيب سريعا لدعوته للصلاة، والمجتمع لا يزال فيه خير كثير ويستجيب لأثر هذه الدعوات، وانظر إلى الغضب العارم في دول الإسلام وغيرها من وقائع حرق المصحف، فالخير في المسلمين، هذا الأمر يحيي العداء للكفار حتى لا تضيع حقيقة الأمر، ويبين ما في قلوب الغرب من عداء وحقد للإسلام، ويعيد تذكير المسلمين بقضية الولاء والبراء، وهذا يذكر بذهاب ملكهم وسلطانهم، قال الله تعالى (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ ۚ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ ۗ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَىٰ جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ)، مشيرا إلى أمر أخير فعله موسى وهو توجيه رباني (الدعاء)؛ فسيدنا موسى -عليه السلام- استحضر الدعاء، قال الله تعالى (وَقَالَ مُوسَىٰ رَبَّنَا إِنَّكَ آتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَمَلَأَهُ زِينَةً وَأَمْوَالًا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا رَبَّنَا لِيُضِلُّوا عَن سَبِيلِكَ ۖ رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَىٰ أَمْوَالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُوا حَتَّىٰ يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ)، لكنا ندعو بما دعى به النبي -صلى الله عليه وسلم-: (اللَّهُمَّ مُنْزِلَ الكِتَابِ، ومُجْرِيَ السَّحَابِ، وهَازِمَ الأحْزَابِ، اهْزِمْهُمْ وانْصُرْنَا عليهم)، ولا بد من نشر العلم وعدم اتباع سبيل من لا يعلمون.