• الرئيسية
  • مواد مميزة
  • "كيف ندعم حماس رغم الخلافات المنهجية؟".. "الشحات": من قام بطاعة شكرناه عليها ونصحناه في الوقت المناسب

"كيف ندعم حماس رغم الخلافات المنهجية؟".. "الشحات": من قام بطاعة شكرناه عليها ونصحناه في الوقت المناسب

الذي يهمنا وما نخاف منه من دعم الشيعة لحماس هو الانبهار الذي تمرر به البدعة أو الطعن في عرض أمهات المؤمنين

  • 497
الفتح - المهندس عبد المنعم الشحات، المتحدث الرسمي باسم الدعوة السلفية

علق المهندس عبد المنعم الشحات، المتحدث الرسمي باسم الدعوة السلفية بمصر، على من يتساءل "كيف ندعم حماس وبيننا وبينهم خلافات فكرية ومنهجية وما إلى غير ذلك من هذه الأمور"؟ قائلًا: مما يميز أهل السنة والجماعة أنهم بفضل الله تبارك وتعالى يدركون أن كل أحد طالما حقق أصل الإيمان، فمن الوارد أن يقع في معصية، فيقولون: يجتمع فيه إيمان وعصيان، ومن ثم يوالون كل مطيع على طاعته، ويتبرأون من معصيته، حماس أو غير حماس.


وأضاف "الشحات" -في حوارٍ له عبر فضائية "الرحمة"-: لنتحدث عن الصورة الأفدح وهي "حزب الله اللبناني"، فبلاشك أن الخلاف العقدي كبير جدًا؛ لأنهم فرع من إيران، وإيران يمكن أن تعطينا كلامًا معسولًا في أنهم راجعوا مواقفهم من الصحابة، لكن نجد الكتب يُنشر فيها الطعن في أمهات المؤمنين، والطعن في الخلفاء الراشدين. أو على الأقل واحد مثل ياسر الحبيب أو غيره مدعوم منهم. ولننتبه أن الشيعة عبر تاريخهم كانوا يتحالفون مع الكفار ضد أهل السنة، من أول أنهم باعوا بغداد للتتار، وباعوها مرة أخرى للأمريكان في العصر الحديث، ومع هذا فنحن أهل السنة لا نعاملهم كذلك، أهل السنة يعرفون الحق ويرحمون الخلق، أهل السنة يراعون مصلحة الإسلام ككل.

وتابع: لو أن "حزب الله" دخل في المعركة حتى يخفف الضغط على فلسطين أو على غزة، وضرب صواريخ على إسرائيل سنقول لهم "جزاكم الله خيرًا". و"جزاكم الله خيرًا" ليس من معناها أننا راضون عن باطلهم، وإنما نقول لهم "جزاكم الله خيرًا ويا ليتكم تتوبوا من الباطل الذي عندكم".

مستطردًا: هل سنقول هذا في نفس الجملة، أم سنقوله في جملة أخرى؟ هذا أمر آخر. أما الذي يهمنا وما نخاف منه هو الانبهار بأي دور بطولي من أن أُمرر البدعة أو أُمرر الطعن في عرض أمهات المؤمنين -رضي الله عنهن-، فالبعض يتصرف أن هؤلاء طالما ساعدوني بصاروخين أو بعشرة أو بعشرين أو بألف أو بألفين، فأنسى أنهم يطعنون في عرض أمهات المؤمنين! لا لن أنسى هذا لهم.

وأما عن التحالف العسكري مع إيران، فاستبعد "الشحات" فرصة وجود تحالف عسكري من الأصل، ولكن الخلاف العقدي لا يمنعنا أن نقول أنه قلبيًا هم أقرب إلينا من الكافر الأصلي. وخصوصا إذا دخل ليخفف الضغط عني.


وأما بخصوص حركة "حماس" فالأصل فيهم أنهم أهل سنة، ولكن في الواقع لديهم علاقات مع إيران، كشراء سلاح، أو تدريب، بدرجة من الدرجات. وإيران دائمًا الثمن الأول الذي تطلبه لكل شيء هو تمرير التشيع. وكانت هناك نصائح تأتي حتى من الداخل الفلسطيني من بعض الإخوة في المنهج السلفي، ومن بعض الإخوة في حماس نفسها، ومن الخارج كذلك، وحماس تستجيب لها بدرجة جيدة، ومع هذا فليس الآن هو وقت هذا الكلام، وليس أيضا وقت إلغائه. بمعنى أن تظل هذه قضية فيها رصد ومناصحة، فحماس لدرجة كم تحارب التشيع؟ ترفضه بنسبة معقولة؟ نحن نريدها أعلى.

وأردف: وأما حركة "الجهاد الاسلامي" مثلا، وهم ضمن فصائل المقاومة في فلسطين أيضا، ولكن درجة قابلية الحركة للتشيع أعلى بعض الشيء، فنوجه لهم نصيحة أشد. ومع هذا عندما يأتي يقاتل اليهود أقول لهم "جزاكم الله خيرًا، أحسنت". وليس هناك أي ازدواجية في هذا؛ لأننا نتكلم في موقف محدد، هذا الموقف  طاعة. فلو وجدت رجلا يصلي بالمسجد فهذه طاعة منه، فإذا خرج من المسجد وعمل معصية؛ فهناك ناس إذا وجدت أحدا يصلي وهو يعمل معصية، يقولون له "صلاتك لا تنفع، لا تصلي"! ونحن نقول له: صلاتك لم تنفعك النفع الكامل؛ لأنها لم تغير قلبك، ولا تجعلك تقاوم الفتن، وهكذا. فمثلًا في البيع والشراء إذا لم يكن الإنسان أمينا، سنقول: لو أن صلاتك كانت كما ينبغي لجعلتك تخاف الله عز وجل، لكن لن أقول له "أوقف صلاتك".

وأضاف "الشحات" أنه بلاشك من يُقاتِل إسرائيل الآن نحن نواليهم على هذا، ومن موالاتهم أن نقول لهم: داخل القتال عندكم مشهد الأسير هذا لا يصح، وخارجه: إيران تبيع لكم سلاح؟ اشتروا، تعطيكم منحة؟ خذوها، لكن المهم ألا يكون الثمن عقديا، وتظل النصيحة هذه قائمة.

وقال "متحدث الدعوة السلفية": نحن نقيم ما يحدث الآن، وليس من الممكن أن أكون أمام من يقاتل العدو، وأقول له "أنا متضايق منك في ذلك الأمر"، بل نقول له في هذا "جزاكم الله خيرًا، وأنا معك فيه للنهاية". متابعًا: من المهم أن نحدد ما المشكلة التي تجعلنا نضطر أن نتكلم وننكر.

فلو أن الدنيا مشتعلة وحدثت "بروبوجاندا إعلامية" للترويج بأن إيران هي التي وراء الموضوع، سأضطر أن أدخل لأتصدى لها إعلاميًا أيضًا، ومن دون تمني أن تنعكس الأوضاع ضد المسلمين. أما إذا يتم استعمال الدعاية الإعلامية في نشر أي بدعة فلا بأس، وتظل النصيحة وتكون نصيحة لله، وليست محاولة انتقاص. بالعكس، بل الذي يجود بنفسه وماله في سبيل الله لابد أن يكون عند كل المسلمين في مكانة جيدة، وشعور بالامتنان.


اقرأ أيضًا.. 

يمكن أن ننصح المجاهدين بعد أن نشكرهم.. "متحدث الدعوة السلفية": المستوطنون الصهاينة كلهم عسكريون ويعلمون أنهم مغتصبون

"الشحات": المسلمون أمة واحدة وأحداث غزة الأخيرة برهنت على أن شعور "الجسد الواحد" لم يمت كما أراد الأعداء