الشتاء الـ13 يهدد حياة 5.5 ملايين سوري

مأساة النازحين في المخيمات تتأجج أمام صمت دولي مخزٍ

  • 40

مع دخول فصل الشتاء الثالث عشر، لا يزال أكثر من 5.5 ملايين لاجئ سوري خارجها، 66% منهم من الأطفال والنساء، و6 ملايين نازح خارج مناطق سيطرة النظام، منهم 4.5 ملايين في الشمال، يعيش منهم 1.9 مليون في المخيمات 80% منهم من الأطفال والنساء.

ويحتاج هؤلاء النازحون لمساعدة إنسانية مستمرة وفق الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) إذ إن أغلب خيام النازحين في الشمال السوري وحتى اللاجئين على حدود تركيا ولبنان وسوريا غير صالحة للحياة وأهلكتها الثلوج والأمطار بلا دفء ولا غذاء، يواجهون البرد والأمراض والجفاف وعواصف الثلوج وعصابات السرقة، وتؤكد الأمم المتحدة أن المساعدات انخفضت بشكل كبير بسبب انخفاض الدعم وتوجيه المعونات لمناطق الحروب والنزاعات بجانب الرفض الروسي لفتح المعابر ودخول المساعدات للنازحين

وبات الدعم الأممي يُقدم فقط إلى 2.5 مليون نازح من أصل 5.5 ملايين، كما انخفضت المساعدات من وجبتين إلى وجبة واحدة يوميًا، وقررت الأمم المتحدة إعطاء الأولوية لغير القادرين على البقاء، هذا بالإضافة إلى 14 مخيمًا شمال شرق سوريا غير مدرجين لدى قوائم الأمم المتحدة.

وقال ملهم الخن المعارض السوري، ورئيس مجلس أمناء مؤسسة سوريا الغد للإغاثة، إن النازحين يعيشون مأساة تزداد وطأتها مع اقتراب كل شتاء بسبب شح الطعام والدفء والدواء وسط الصقيع والثلوج وانتشار الأمراض المزمنة، لافتًا إلى أن النازحين واللاجئين في المخيمات يجمعون يوميًا ما يمكن تخزينه من ورق الأشجار والنفايات والقمامة لحرقه وتدفئة الأطفال.

 وفي هذا السياق، تأسف المهندس سامح بسيوني الكاتب والداعية الإسلامي، على حال اللاجئين والنازحين السوريين في مواجهة البرد والصقيع القارس بل والثلوج، تزامنًا مع دخول الشتاء الـ13، مضيفًا أن السوريين فقدوا كل شيء تقريبًا بداية من الحياة الآمنة والأسرة والوطن وحتى الطعام والشراب والدفء وسط جدران منازلهم وباتت أقصى أمانيهم مخيمات تحميهم من البرد وقطعة خبز تشبعهم.

وأوضح بسيوني في تصريح لـ"الفتح"، أن الفقر ونقص الغذاء يسود المخيمات، وأن حياة السوريين باتت مأساة في ظل الارتفاع الجنوني في أسعار الغذاء والدواء وكأن السوريين لا حياة ولا اعتبار لوجودهم الإنساني، مضيفًا أن المجتمع الدولي غربًا وشرقًا لا يأبه بمعاناة النازحين واللاجئين، وكلًا من موسكو وواشنطن يحميان مصالحهما ويتلاعبان بمصائرهم.

 ودعا إلى ضرورة تدخل الأمة الإسلامية والعربية لمد السوريين بما يحتاجونه في المخيمات مع دخول فصل الشتاء، وإمداد اللاجئين والنازحين بالمستطاع من المساعدات الغذائية والدواء والوقود، لحماية الأطفال والنساء والشيوخ.

وقال عبدالرحمن ربوع الكاتب السوري، إن النازحين في شمال سوريا يعيشون ظروفاً معيشية قاسية بسبب ندرة الغذاء والدواء وأزمات الجفاف والبرد ونقص المحروقات، مضيفًا أن حياة اللاجئين في مخيمات الأردن ولبنان، لا تقل سوءًا عن معاناة النازحين شمالًا التي تتحول إلى مأساة كل عام مع دخول الشتاء، مشيرًا إلى أن أكثر من 4 ملايين نازح يعيشون في مساحة لا تتجاوز 10 آلاف كلم مربع يعتمدون بشكل أساسي على المساعدات الأممية القليلة للغاية من الطعام والدواء.

وأكد ربوع في تصريح لـ "الفتح" أن الظروف المعيشية الكارثية والعصابات يؤججها إجرام النظام السوري وإصرار موسكو على غلق المعابر، بجانب معاناة الأطفال الصحية من الأمراض المزمنة.

ويرى المهندس أحمد الشحات، الباحث في الشئون السياسية، أن أزمة النازحين السوريين مكتملة الأركان وتحتاج إلى إرادة عربية ودولية لإنهائها، مشيرًا إلى ضرورة تقديم المساعدات اللازمة للتغلب على الجوع والبرد والمرض في المخيمات.

وطالب بضرورة بذل كل ما يمكن من أجل تخفيف معاناة السوريين وحمايتهم من المجتمع الدولي الذي يدعي الشفافية والعدالة والحقيقة أنه يكيل بمكيالين.