عاجل

محذرا من مخالفة الشرع.. متحدث الدعوة السلفية: وقف العمرة لا يحل الأزمة الاقتصادية بل يزيدها

  • 124
الفتح - أرشيفية

قال الشيخ عادل نصر، متحدث الدعوة السلفية: إن هناك بعض الدعوات التي يطلقها البعض ينادون فيها بوقف العمرة لمدة عام كامل من أجل حل الأزمة الاقتصادية التي نعيشها، موضحا أن هذه دعوات بعيدة كل البعد عن الصواب وتزيد الأزمة تعقيدا، كما أنها تخالف الشرع، وينسى أصحابها أو يتناسون أن أعظم الأسباب الجالبة للرزق والخير والتي تكون سببا لتفريج الكروب هي الطاعات واجتناب المعاصي. 

وأوضح "نصر" -في تصريحات لـ"الفتح"- أن العمرة سبب من أسباب جلب الرزق، مستشهدا بقول النبي -صلى الله عليه وسلم- "تابِعوا بينَ الحجِّ والعمرةِ، فإنَّهما ينفِيانِ الفقرَ والذُّنوبَ"، [أخرجه الترمذي (810)، والنسائي (2631)]، موضحا أن المتابعة بين الحج والعمرة من أسباب دفع الفقر، وكذلك الطاعات. 

وحذر متحدث الدعوة السلفية من التسبب في مخالفة الشرع، مستشهدا بقول الله تعالى: ﴿وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ﴾ [النحل: 112]، مؤكدا أن الطاعة هي من الأسباب الجالبة للزرق كما قال الله تعالى: (مَن یَتَّقِ ٱللَّهَ یَجۡعَل لَّهُۥ مَخۡرَجࣰا ۝٢ وَیَرۡزُقۡهُ مِنۡ حَیۡثُ لَا یَحۡتَسِبُۚ..) [سورة الطلاق]، وكما قال رسول -صلى الله عليه وسلم-: "إنَّ العَبدَ ليُحرَمُ الرِّزقَ بالذَّنبِ يُصيبُه" [أخرجه ابن ماجه (4022)، وأحمد (22438)]، مجددا تأكيده أن الذنوب هي التي تحول بين العبد والرزق وبين العبد والخير، أما الطاعة فعكس ذلك، مستشهدا بقول الله تعالى: ﴿فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا* وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا﴾ [نوح: 10- 12].

ويرى "نصر" أنه ينبغي علينا أن ندعو أنفسنا والأمة كلها للتوبة، والعودة إلى الله عز وجل واللجوء إليه؛ لأنه الرزاق ذو القوة المتين، مؤكدا أنه لا ينبغي أبدا أن نغفل عن الأسباب الإيمانية إذ الأرزاق بيد الله عز وجل، موضحا أن  هذا لا يمنع من الأخذ بالأسباب المادية، لكن من غير المقبول أن نوقف الأسباب الإيمانية وأن نخالف الثابت عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، موضحا أن العمرة والحج من الأسباب الجالبة للرزق ووقفهم ليس حلا.

وبين متحدث الدعوة السلفية أن حل الأزمة الاقتصادية يكون من خلال الأخذ بالأسباب الإيمانية؛ فنكثر من الطاعة ونجتنب المعاصي والمحرمات، ومن خلال الأخذ بالأسباب المادية الصحيحة من الاجتهاد في العمل ووضع الخطط الصحيحة السليمة لحل المشكلات من قبل المتخصصين وغيرهم، بالإضافة إلى مقاومة ومكافحة الفساد وغير ذلك مما يؤثر على الشأن العام وغيره، ومن ثم علينا أن نتوكل على الله عز وجل فنأخذ بالأسباب الإيمانية والمادية معا.

ونوه "نصر" بأن هذا هو ما حث عليه الشرع وما يقتضيه التوكل، مشددا على ضرورة أن نستفرغ الجهد في الأسباب المقدورة، وأن نتوكل على الله عز وجل ونفوض الأمر إليه بمزيد من طاعته واجتناب معاصيه، مؤكدا أن هذا هو الصواب وهذا هو الطريق السليم للخروج مما نحن فيه، سائلا الله عز وجل أن يرفع عنا البلاء والغلاء والوباء، وأن يحفظنا من كل سوء إنه ولي ذلك والقادر عليه.