يضمن السعادة في الدنيا والآخرة.. داعية يوضح مقومات البيت المسلم وكيف السبيل إلى بناءه

  • 23
الفتح _ البيت المسلم

أشار الداعية الإسلامي سعيد محمود إن إصلاح الأهل والذرية يضمن السعادة في الدنيا والآخرة، قال تعالى: "وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُم بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ" (الطور:21)، والبيت المسلم الصالح له مكونات أساسية ثلاثة: زوجة صالحة - زوج صالح - ذرية صالحة إن وُجدت.

 فضل الزوجة الصالحة

وأضاف "محمود" -في مقال له بعنوان "صفات عباد الرحمن(13)صلاح الأهل والذرية" نشرته جريدة الفتح-: من سعادة الرجل في الدنيا والآخرة أن يرزق زوجة صالحة: قال -صلى الله عليه وسلم-: "الدُّنْيَا مَتَاعٌ وَخَيْرُ مَتَاعِ الدُّنْيَا الْمَرْأَةُ الصَّالِحَةُ" (رواه مسلم)، والزوجة الصالحة خير من كنوز الذهب والفضة: عن ثوبان -رضي الله عنه- قال: لما نزلت: "وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ" (التوبة:34)، قال: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- فِي بَعْضِ أَسْفَارِهِ، فَقَالَ بَعْضُ أَصْحَابِهِ: أُنْزِلَ فِي الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ مَا أُنْزِلَ، لَوْ عَلِمْنَا أَيُّ الْمَالِ خَيْرٌ فَنَتَّخِذَهُ، فَقَالَ: (أَفْضَلُهُ لِسَانٌ ذَاكِرٌ، وَقَلْبٌ شَاكِرٌ، وَزَوْجَةٌ مُؤْمِنَةٌ تُعِينُهُ عَلَى إِيمَانِهِ" (رواه الترمذي، وصححه الألباني).


 السبيل إلى الزوجة الصالحة

وأوضح "محمود" السبيل إلى الزوجة الصالحة، بالدعاء فكل شيء بيد الله: "وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا" (الفرقان:74)، ثم اختيار ذات الدين: قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "تُنْكَحُ المَرْأَةُ لأَرْبَعٍ: لِمَالِهَا، وَلِحَسَبِهَا، وَلِجَمَالِهَا، وَلِدِينِهَا، فَاظْفَرْ بذَاتِ الدِّينِ تَرِبَتْ يَدَاكَ"(متفق عليه)، يتبعها التعاون معها على طاعة الله: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ) (التحريم:6).


 فضل الزوج الصالح

أرشد"محمود" من سعادة المرأة في الدنيا والآخرة أن ترزق زوجًا صالحًا: قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "إِذَا خَطَبَ إِلَيْكُمْ مَنْ تَرْضَوْنَ دِينَهُ وَخُلُقَهُ فَزَوِّجُوهُ، إِلَّا تَفْعَلُوا تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الأَرْضِ، وَفَسَادٌ عَرِيضٌ" (رواه الترمذي، وحسنه الألباني)، الزوج الصالح يعدل ولو حصل اختلاف، فكيف به عند الاتفاق والائتلاف؟! جاء رجل إلى الحسين بن علي فقال له: خطب ابنتي جماعة، فمَن أزوجها؟ قال: "زوِّجها التقي؛ فإنه إن أحبها أكرمها، وإن أبغضها لم يظلمها" (شرح السنة للبغوي 9/ 11).


 السبيل إلى الزوج الصالح

أوضح الداعية الإسلامي: أن السبيل للحصول على زوج صالح أيضًا، الدعاء والسؤال لله -عز وجل- الذي يملك كل شيء: "وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا" (الفرقان:74)، يليه اختيار صاحب الدين: قال تعالى: "قَالَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْن" (القصص:27)، يتبعه التعاون معه على طاعة الله: قال تعالى: "فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ" (النساء:34)، وعن أبي هريرة: قيل للنبي -صلى الله عليه وسلم-: أَيُّ النِّسَاءِ خَيرٌ؟ قال: "التِي تَسُرُّهُ إِذَا نَظَرَ إِليهَا، وَتُطِيعُهُ إِذَا أَمَر، وَلا تُخَالِفُهُ فِي نَفسِهَا وَلا فِي مَالِهِ بِمَا يَكرَهُ" (رواه أحمد والنسائي، وقال الألباني: حسن صحيح)، كانت المرأة من نساء السلف تقول لزوجها إذا خرج من بيته لرزقه: "اتقِ الله فينا ولا تطعمنا إلا حلالًا؛ فإنا نصبر على جوع الدنيا، ولا نصبر على نار الآخرة".


فضل الذرية الصالحة

 أضاف"محمود" الذرية الصالحة من خير متاع الدنيا ونعيم الآخرة: "الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا" (الكهف:46)، وقال -صلى الله عليه وسلم-: "إِذَا مَاتَ الْإِنْسَانُ انْقَطَعَ عَنْهُ عَمَلُهُ إِلَّا مِنْ ثَلَاثَةٍ: إِلَّا مِنْ صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَه" (رواه مسلم)، وقال: "إِنَّ الرَّجُلَ لَتُرْفَعُ دَرَجَتُهُ فِي الْجَنَّةِ فَيَقُولُ: أَنَّى هَذَا؟ فَيُقَالُ: بِاسْتِغْفَارِ وَلَدِكَ لَكَ" (رواه أحمد وابن ماجه، وصححه الألباني)، وبالذرية الصالحة تكتمل سعادة المسلم في الدنيا والآخرة: "وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ" (الفرقان:74)، "وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُم بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ" (الطور:21).


السبيل إلى الذرية الصالحة

أكد الداعية الإسلامي على أهمية الدعاء في طلب الذرية الصالحة فخير الناس سألوا الله ذلك: "قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا وَلَمْ أَكُن بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا . وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِن وَرَائِي وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا فَهَبْ لِي مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا . يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا (مريم:4-6) ثم اختيار الأم الصالحة: "وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَالَّذِي خَبُثَ لَا يَخْرُجُ إِلَّا نَكِدًا"(الأعراف:58).


تابع: كذلك التربية الإسلامية من جهة الوالدين معًا: قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "أَلاَ كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، فَالإِمَامُ الَّذِي عَلَى النَّاسِ رَاعٍ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ عَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ، وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ عَلَى أَهْلِ بَيْتِ زَوْجِهَا، وَوَلَدِهِ وَهِيَ مَسْئُولَةٌ عَنْهُمْ، وَعَبْدُ الرَّجُلِ رَاعٍ عَلَى مَالِ سَيِّدِهِ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْهُ، أَلاَ فَكُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ" (متفق عليه)، ويكون ذلك بتعليمهم الأحكام والآداب بحسب مراحل حياتهم: (صلاة الجماعة - حفظ القرآن - تعليم الأذكار - توقير الكبار - صلة الأرحام - إكرام الضيف - صدق القول - التصدق على الفقراء - الدعوة إلى الخير - وغير ذلك... ).


قيمة البيت المسلم يوم القيامة

اختتم "محمود" كلامه موضحًا أن صلاح الأهل والذرية مطلب مادي وشرعي: "وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا" (الروم:21)، "وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ" (الفرقان:74)، وبالفعل سيعلم الجميع قيمة بناء البيوت وتربية الأولاد على الدِّين، يوم الدِّين والجزاء: "وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُم بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ" (الطور:21)، "إِنَّ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ الْيَوْمَ فِي شُغُلٍ فَاكِهُونَ. هُمْ وَأَزْوَاجُهُمْ فِي ظِلَالٍ عَلَى الْأَرَائِكِ مُتَّكِئُونَ. لَهُمْ فِيهَا فَاكِهَةٌ وَلَهُم مَّا يَدَّعُونَ. سَلَامٌ قَوْلًا مِّن رَّبٍّ رَّحِيمٍ" (يس:55-58).