• الرئيسية
  • منوعات
  • آفاق دعوية
  • نائب رئيس الدعوة السلفية: لا تظنوا أن تغير الأحوال ببعيد عن الله فإن أعداء الأمة خائفون خوفًا شديدًا من عودة الروح الإسلامية إليها

نائب رئيس الدعوة السلفية: لا تظنوا أن تغير الأحوال ببعيد عن الله فإن أعداء الأمة خائفون خوفًا شديدًا من عودة الروح الإسلامية إليها

"برهامي": المسارعة في الترف واللهو من أسباب ما يصيب الأمة من بلاءٍ في الدنيا

  • 183
الفتح - الدكتور ياسر برهامي، نائب رئيس الدعوة السلفية

أشار الدكتور ياسر برهامي، نائب رئيس الدعوة السلفية، إلى قول الله تعالى: {ٱعۡلَمُوٓاْ أَنَّمَا ٱلۡحَيَوٰةُ ٱلدُّنۡيَا لَعِبٞ وَلَهۡوٞ وَزِينَةٞ وَتَفَاخُرُۢ بَيۡنَكُمۡ وَتَكَاثُرٞ فِي ٱلۡأَمۡوَٰلِ وَٱلۡأَوۡلَٰدِۖ كَمَثَلِ غَيۡثٍ أَعۡجَبَ ٱلۡكُفَّارَ نَبَاتُهُۥ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَىٰهُ مُصۡفَرّٗا ثُمَّ يَكُونُ حُطَٰمٗاۖ وَفِي ٱلۡأٓخِرَةِ عَذَابٞ شَدِيدٞ وَمَغۡفِرَةٞ مِّنَ ٱللَّهِ وَرِضۡوَٰنٞۚ وَمَا ٱلۡحَيَوٰةُ ٱلدُّنۡيَآ إِلَّا مَتَٰعُ ٱلۡغُرُورِ} [الحديد: 20]، قائلًا: إن لفظ "الكفار" في هذا الموضع منه معنى الزراع، ولكن هذا الذي يقع فيه فعلا الكفار أنهم يعحبون بزينة الدنيا ويغترون بها ويكفرون بسببها. قال تعالى {ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَىٰهُ مُصۡفَرّٗا} فهذا الزرع تراه مصفرًا بعد أن استوى نضجه فيبس، {ثُمَّ يَكُونُ حُطَٰمٗاۖ } فالدنيا آخرها الحطام، {وَفِي ٱلۡأٓخِرَةِ عَذَابٞ شَدِيدٞ وَمَغۡفِرَةٞ مِّنَ ٱللَّهِ وَرِضۡوَٰنٞۚ}، فالعذاب الشديد لأهل التصارع على الدنيا، والمغفرة من الله والرضوان للمؤمنين.

وأضاف "برهامي" -خلال كلمته في الندوة التي نظمتها الدعوة السلفية بمصر بعنوان "فاستبقوا الخيرات"-: إذن القضية ليست كما يتصور البعض، بأن المسابقة إلى الخيرات، خصوصًا في مواسم الخير ليس لها علاقة بأوضاع الأمة، والحقيقة ما يصيب الأمة من هذا البلاء إلا بسبب ضعف المسارعة في الخيرات، وحصول المسابقة على أمور الدنيا من التفاخر والتكاثر واللهو واللعب وأنواع الرفهيات، خصوصًا أن هذا منهج حياة -يشمل كل سكان الأرض إلا المؤمنين، والمسلمون أنفسهم منهم أكثرية يتسابقون إلى الدنيا كذلك-، ونحن عملنا ضعيف وواقعنا أليم، والله سبحانه وتعالى قدر لنا مواسم الخير لكي نتسابق إليه، خصوصا أنها أوقات إجابة كما قال -عز و جل- في وسط آيات الصيام: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌۖ أُجِيبُ دَعۡوَةَ ٱلدَّاعِ إِذَا دَعَانِۖ فَلۡيَسۡتَجِيبُواْ لِي وَلۡيُؤۡمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمۡ يَرۡشُدُونَ} [البقرة: 186].

وتابع: الصحابة كانوا يخصصون النصف الثاني من رمضان بالقنوت على الأعداء، يعني القنوت المعتاد في وتر كل ليلة يُفعل ويُترك في النصف الأول من رمضان فكانوا يقنتون فيه بـ"اللهمَّ اهدِنا فيمَن هدَيت، وعافِنا فيمَن عافيت وتولَّنا فيمَن تولَّيت، وباركْ لنا فيما أعطيت، وقِنا شرَّ ما قضيت، إنك تَقضي ولا يُقضى عليكَ، إنه لا يَذِلُّ مَن والَيت، ولا يَعزُّ مَن عاديت، تباركت ربَّنا وتعالَيت" [أخرجه أبو داود وصححه الألباني]، وفي النصف الثاني يزيدون بعد الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- "اللهمَّ قاتلِ الكفرةَ الذين يُكذِّبون رسلَك ويصدون عن سبيلِك واجعلْ عليهم رِجزَك وعذابَك اللهمَّ قاتلْ كفرةَ الذين أوتوا الكتابَ إلهَ الخلقِ" [مجمع الزوائد: 6/124]، موضحًا أن هذه أصل الرواية؛ لأن أهل الكتاب صاروا كفارًا لا يلتزمون بتوراة ولا بإنجيل ولا حتى يؤمنون بهما، كعامة أوروبا وأمريكا، لا علاقة لهم بالدين يقولون: من يقول "إن هناك شيء في التوراة عن قوم لوط مثلا" فإنهم يحاكمونه.

واستطرد "برهامي": هناك وزيرة قالت لهم نحن نفعل شيئا يغضب ربنا وأتت لهم بآية من التوراة في قوم لوط؛ ففصلوها من الوزارة وحاكموها بسبب أنها تدخل الدين في السياسة، بل في شؤون الحياة؛ لأنها معترضة على اللواط، وأنه ليس من حقها أن تقول "إنها ترى أن اللواط والسحاق الذي تفتحون له كل الأبواب خطأ"، والعياذ بالله؛ لذلك نقول "اللهم قاتل الكفرة"، سواء كانوا أهل كتاب يهود ونصارى يقاتلون المسلمين أو ليسوا أهل كتاب، مثل: الهندوس، والبوذيين، والملحدين الذين لا ملة لهم؛ ولذلك هذه قضية عظيمة الخطورة والأهمية، ولابد أن نستشعر أن هناك ارتباط في رمضان بين العبادة والدعاء وأحوال المسلمين في القتال مع الكفار.

وتوجه داعيا: فاللهم قاتل كفرة أهل الكتاب الذين يصدون عن سبيلك ويكذبون رسلك ولا يؤمنون بوعدك وخالف بين كلمتهم وألق في قلوبهم الرعب وألق عليهم رجزك وعذابك اللهم آمين يارب.

ونبه "برهامي" إلى أنه لابد من أن نستغل مواسم الخير المقبلة بإعداد جيد للقلوب. إعداد للقلوب حتى تسمو وترتفع بآيات الله. وشهر شعبان شهر عمل صالح لإصلاح القلوب والألسنة والأبدان قبل رمضان حتى يأتي رمضان والقلوب قد تطهرت واستعدت فيأتيها من أنواع الخير، ومن ذلك إجابة الدعوات ولا يوجد مسلم يبخل بالدعاء إلى إخوانه الذين لا يستطيع أن يدفع عنهم إلا بذلك، ومن أعانهم بشيء يسدون به بعض جوعهم أو يسترون به بعض عوراتهم أو يتقون به بعض برد الشتاء ومطره الشديد فذلك والله لا يكفي، ولكن الدعاء من أعظم الأسلحة وأقواها، بإذن الله.

واختتم نائب رئيس الدعوة السلفية حديثه قائلًا: لو أن فينا من استجيبت دعوته لتغيرت الأحوال والله على كل شيء قدير. ولا تظنوا أن ذلك بعيد فإن الأمة أعداؤها خائفون خوفًا شديدًا لعودة الروح الإسلامية التي قد يسمونها بالأسماء المنفرة أو يخصونها ببعض الناس، فبعض البلاد يقولون الروح "الحماسية" بحلم تدمير "إسرائيل" أو "الغزيين" الذين لا يقبلون بوجود "إسرائيل". مع أن كل مسلم يعتقد اعتقادًا جازمًا أن أرض فلسطين أرض إسلامية، واسمها فلسطين وليس "إسرائيل" حتى لو كانت هناك معاهدات فلن تغير عقيدتنا أن القدس لنا وستعود لنا، بإذن الله، والمسجد الأقصى اسمه المسجد الأقصى وليس هيكل سليمان، فسيدنا سليمان بنى المسجد الأقصى ولم يبن هيكلًا للشرك بالله قطعًا.