عاجل

إثيوبيا تواصل الاعتداء على سيادة الصومال.. ومصر لن تسمح بتهديد أمن أشقائها

حاولت منع الرئيس الصومالي من حضور قمة الاتحاد الإفريقي.. ومخطط كبير لاقتطاع جزء من أراضيه

  • 41
الفتح - إثيوبيا والصومال

تصاعدت التوترات بين الصومال وإثيوبيا خلال الأسبوع الفائت بعد اتهام الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود بأن قوات الأمن الإثيوبية حاولت منعه من حضور قمة الاتحاد الإفريقي في أديس أبابا، ويأتي هذا التوتر على محاولة أديس أبابا التعدي على سيادة دولة الصومال عبر إقامة علاقات مع أرض الصومال الانفصالية، تهدف منها إلى الحصول على منفذ بحري على البحر الأحمر. 

وفي حديثه للصحفيين قبل قطع رحلته، قال الرئيس الصومالي إن تصرفات القوات الإثيوبية كانت جزءًا من مخطط كبير لرئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد لضم جزء من أراضي بلاده، مشددًا على أنّ إثيوبيا لا تحترم المشاركين في قمة الاتحاد الإفريقي.

وفي نهاية المطاف، تمكن الرئيس الصومالي من الوصول إلى الاجتماع، حيث دخل مع الفريق الأمني ​​لرئيس جيبوتي إسماعيل عمر جيله.

وأدت تصريحات الرئيس الصومالي إلى تصعيد التوترات التي كانت متصاعدة بالفعل بسبب الاتفاق الموقع بين أديس أبابا ورئيس أرض الصومال موسى بيهي، الذي من شأنه منح إثيوبيا "الحبيسة" إمكانية الوصول إلى خليج عدن لبناء قاعدة بحرية. وفي المقابل، وفقاً لأرض الصومال، ستعترف إثيوبيا باستقلالها. 

ووقّع إقليم أرض الصومال ما أسماه "مذكرة تفاهم" مطلع العام الجاري، تُمنح بموجبها إثيوبيا حق استخدام واجهة بحرية بطول 20 كيلومتراً من أراضيه لمدة 50 عاماً، عبر اتفاقية إيجار. وتسعى إثيوبيا الحبيسة، لتأمين منفذ بحري حُرمت منه منذ 30 عاماً بعد استقلال إريتريا عنها عام 1993. لكن حكومة مقديشو، ردّت بأنها ستتصدى لهذه الاتفاقية بكل الوسائل القانونية وعدّتها عدواناً وانتهاكاً صارخاً لسيادتها.

مصر تساند الصومال

وفي ظل توتر الأزمة، يمم الصومال وجهه نحو مصر، التي وقفت منذ اللحظة الأولى محذرة من مغبة التعدي على سيادة أرض عربية شقيقة، وقد حذر الرئيس عبد الفتاح السيسي، إثيوبيا من المساس بسيادة الصومال والتدخل في شؤونه، مشددًا على رفض الاتفاق الموقّع بين إقليم أرض الصومال وإثيوبيا أخيراً بشأن الاستحواذ على ميناء في البحر الأحمر.

وشدد الرئيس السيسي، خلال مؤتمر صحفي مشترك في وقت سابق مع شيخ محمود، على دعم الصومال، ورفض التدخل في شؤونه والمساس بسيادته، مؤكداً أن الاتفاق بين أرض الصومال وإثيوبيا غير مقبول لأحد، وأن بلاده لن تسمح لأحد بتهديد أو المساس بأشقائها، خصوصاً إذا طلبوا منها التدخل.

كرة النار للخارج

من جهته قال أحمد حسني، الباحث في الشؤون الإفريقية، إنّ محاولة أثيوبيا الاعتداء على سيادة الصومال، يعكس رغبتها في التصعيد في ظل الأوضاع الجارية بمنطقة الشرق الأوسط، خاصة في ظل تداعيات المواجهات في البحر الأحمر، وإمكانية توسيع رقعة الصراع في ظل استمرار الحرب الإسرائيلية على غزة.

وشدد حسني على أنّ آبي أحمد الذي يعاني من صراع طاحن بين الإثنيات والعرقيات داخل بلاده، يريد خلق أزمة جديدة تلف الأنظار الداخلية إلى خطر خارجي أو مصلحة قومية، مثل حصول إثيوبيا الحبيسة على منفذ على البحر الأحمر، خصوصا وأن مسألة المنفذ على البحر الأحمر تمثل ضربة موجهة لأديس أبابا منذ استقلال إريتريا التي حرمته من ميناء عصب.

يذكر أن إثيوبيا والصومال لديهما تاريخ طويل من التوترات، بل وخاضتا حربًا سابقة، وفي السنوات الأخيرة، تمتعت الدولتان بهدوء نسبي، وتنشر إثيوبيا حاليًا قواتها في الصومال داخل وخارج إطار الاتحاد الإفريقي.