زيلينسكي يعلن مقتل 31 ألف جندي أوكراني خلال الحرب مع روسيا

  • 12
الفتح - الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي

 أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مساء أمس الأحد مقتل 31 ألف جندي من قوات بلاده في الحرب مع روسيا، منتقدًا بوتين "والشخصيات الكاذبة" التي تتحدث عن أرقام أخرى. واعتبر هذه الحصيلة "خسارة كبرى". وتشتكي كييف من تأخر توصيلها بالأسلحة من الغرب. 

وقال زيلينسكي في تصريح رسمي نادر من نوعه بشأن الخسائر العسكرية التي تكبدتها بلاده خلال الحرب المتواصلة منذ عامين، خلال مؤتمر صحفي في كييف: "قتل 31 ألف جندي أوكراني في هذه الحرب، ليس 300 ألف أو 150 ألفًا أو أي عدد آخر يتحدّث عنه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والشخصيات الكاذبة المقربة منه، لكن كلا من هذه الخسائر تعد خسارة كبيرة بالنسبة لنا".

تأخر في توصيل الأسلحة

من جهته، أعلن وزير الدفاع الأوكراني رستم أوميروف أمس الأحد أن نصف الأسلحة التي يعد الغرب بتوريدها إلى أوكرانيا تُسلّم متأخرة، في حين تحثّ كييف حلفاءها على إرسال أسلحة وذخائر لتجنّب سقوط خسائر بشرية ولتفادي هزائم في مواجهة الروس.

وقال أوميروف خلال منتدى بمناسبة الذكرى الثانية لبدء الغزو الروسي لأوكرانيا: "في الوقت الحالي التعهّد ليس مرادفًا للتسليم، 50% من الالتزامات لم يوفَ بها في الوقت المحدد"، وبسبب هذا التأخير "نخسر أشخاصًا وأراضي". 

 وانسحب الجيش الأوكراني الذي يواجه وضعًا صعبًا للغاية على خط الجبهة من بلدة أفدييفكا (شرق)، بعد أشهر من القتال العنيف بسبب نقص في العدة والعتاد.

في المقابل، تضغط روسيا بقوة أكبر على الجبهتين الجنوبية والشرقية.

تردد غربي

ويبدي الحلفاء الغربيون الذين يعد دعمهم ضروريًّا لكييف ترددًا في الأشهر الأخيرة بشأن المصادقة على مساعدات جديدة.

ويعرقل الكونجرس الأمريكي مساعدة بقيمة 60 مليار دولار، في ظل الانقسامات السياسية بين الجمهوريين والديموقراطيين، بينما تأخرت المساعدات المقدمة من الاتحاد الأوروبي رغم المصادقة عليها أخيرًا في فبراير الجاري.

ورغم هذه الإشارات المثيرة للقلق، أعرب رئيس الحكومة الأوكرانية دينيس شميغال عن اقتناعه بأن الولايات المتحدة "لن تتخلى" عن كييف في مواجهة روسيا، وستوافق على المساعدات في نهاية المطاف.

 وحث الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي حلفاءه الغربيين مرات عدة في الأيام الأخيرة على تسريع إمداد بلاده بالمساعدات العسكرية، مطالبًا بالذخيرة وبالمزيد من أنظمة الدفاع الجوي والطائرات المقاتلة.

وقال أول أمس السبت خلال قمة لمجموعة السبع التي وصل عدد من قادتها إلى كييف بمناسبة الذكرى الثانية لبدء الغزو الروسي: "تعلمون جيدًا ما نحتاجه لحماية سمائنا ولتعزيز قواتنا البرية، وما نحتاج إليه للحفاظ على نجاحاتنا في البحر ومواصلتها، وتعلمون جيدًا أننا بحاجة إلى ذلك في الوقت المحدد، ونعتمد عليكم".

وتسعى أوكرانيا إلى تطوير صناعتها الدفاعية، وهي مهمة تبدو شاقة لكن وزير الصناعات الاستراتيجية أولكسندر كاميشين شدد على أن الصناعة الدفاعية الوطنية ازداد إنتاجها "ثلاثة أضعاف" في عام 2023 مقارنة بعام 2022. مشيرًا إلى أن أوكرانيا "زادت كثيرًا من إنتاج الذخيرة". وأشار أوميروف إلى أن أوكرانيا تأمل في تحقيق "اختراق" في عام 2024، وقال: "لدينا خطة بالفعل"، متعهدًا تحقيق "نتائج".

واعتبر الرئيس الأوكراني أن التأخير في تسليم الأسلحة كان أحد العوامل التي أدت إلى فشل الهجوم المضاد الذي شنته كييف في صيف العام الماضي.

وقال يوم الجمعة: "العام الماضي خلال تنفيذ الهجوم المضاد كانت لدينا الكثير من المعدات المفيدة للغاية، والكثير من المعدات المهمة جدًّا، لكن لم تصل جميعها في الوقت المحدد".

 بدورها، دعت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك التي تزور جنوب أوكرانيا إلى "عدم الاستهانة بهذه المساعدات" التي يقدمها حلفاء أوكرانيا.

المساعدات تنقذ الأرواح

وقالت "بيريوك" من مدينة ميكولاييف: إن هذه المساعدات "تنقذ الأرواح كل يوم"، معتبرة ذلك دليلًا على أنه يجب "الاستمرار في تقديمها". وكانت قد أعلنت في اليوم السابق أن أوكرانيا تفتقر للأسلحة اللازمة للدفاع عن نفسها، خصوصًا الأسلحة بعيدة المدى.

وتطلب كييف من برلين تزويدها بصواريخ "توروس" التي تعد من الأحدث والأكثر فعالية في سلاح الجو الألماني.

في هذه الأثناء تتواصل الضربات على الأراضي الأوكرانية التي تُستهدف يوميًّا بالصواريخ والطائرات المسيرة الروسية.

وخلال ليل السبت الماضي أدى هجوم روسي على كوستيانتينيفكا (شرق) إلى إصابة شخص واحد وإلحاق أضرار بالعديد من المباني المدنية، بما في ذلك محطة قطار ومحال تجارية ومبانٍ سكنية، وفقًا للشرطة الوطنية.

وفي نيكوبول الواقعة في جنوب البلاد، ألقت مسيّرة روسية متفجرات على سيارة؛ ما أدى إلى مقتل رجل يبلغ من العمر 57 عامًا كان بداخلها، حسبما أفاد حاكم منطقة دنيبروبيتروفسك سيرجي ليساك.