منها علاج القحط والعقم والفقر.. "أحمد فريد" يوضح فوائد الاستغفار

  • 24
الفتح - أرشيفية

قال الدكتور أحمد فريد، مستشار مجلس إدارة الدعوة السلفية: الاستغفار هو طلب المغفرة من الله -عز وجل- والمغفرة هي ستر الذنوب مع محو عقوبتها، وكثيرًا ما يقرن بين الاستغفار والتوبة في الكتاب والسنة، فإذا قرن بينهما يكون الاستغفار هو: طلب المغفرة من الله -عز وجل- باللسان، والتوبة: الإقلاع عن الذنوب، والندم على فعلها، مضيفًا: وكان النبي -صلى الله عليه وسلم- يكثر من الاستغفار، ويأمر بالاستكثار منه، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "وَاللَّهِ إِنِّي لَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ فِي اليَوْمِ أَكْثَرَ مِنْ سَبْعِينَ مَرَّةً" [رواه البخاري].

وأشار "فريد" -في مقال له بعنوان "فوائد الاستغفار" نشرته جريدة الفتح- إلى أن أفضل الاستغفار: ما تضمن اعتراف العبد بذنوبه، واعترافه كذلك بنعم الله -عز وجل- عليه، فعن شداد بن أوس عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي لاَ إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ، خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ، وَأَنَا عَلَى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا صَنَعْتُ، أَبُوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ وَأَبُوءُ لَكَ بِذَنْبِي، فَاغْفِرْ لِي فَإِنَّهُ لاَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ" [رواه البخاري]، فقوله: "أَبُوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ" أي: أعترف بنعمتك عليَّ. وقوله: "وَأَبُوءُ لَكَ بِذَنْبِي" أي: أعترف بذنبي.


فوائد الاستغفار:

وعدد مستشار مجلس إدارة الدعوة السلفية فوائد الاستغفار على النحو التالي:

1- الاستغفار استجابة لأمر الله -عز وجل-: {وَاسْتَغْفِرِ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا} [النساء: 106]، واستجابة لأمر النبي -صلى الله عليه وسلم-: "وَاللَّهِ إِنِّي لَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ فِي اليَوْمِ أَكْثَرَ مِنْ سَبْعِينَ مَرَّةً" [رواه البخاري]، موضحًا أنه ليس شيء أنفع للعبد في العاجل والآجل من امتثال أوامر الله -عز وجل- وأوامر رسوله -صلى الله عليه وسلم-.

2- ومن فوائد حصول المطلوب بالاستغفار من مغفرة الله -عز وجل- للعبد، والمغفرة: ستر الذنوب مع محو عقوبتها، وقد وعد الله -عز وجل- بالمغفرة لمن استغفره، فقال -تعالى-: {وَمَن يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَّحِيمًا} ([النساء: 110].

3- موافقة الملائكة مِن حملة العرش ومَن حوله في الاستغفار للمؤمنين، كما قال تعالى: {الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا} [غافر: 7]، قال العلماء: درء المفاسد أولى من جلب المصالح، اختارت الملائكة ما هو أنفع للمؤمنين، وهو الاستغفار لهم، وقالت الملائكة كذلك: {وَقِهِمُ السَّيِّئَاتِ وَمَنْ تَقِ السَّيِّئَاتِ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمْتَهُ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} [غافر: 9].

4- الاستغفار تحقيق لتوحيد الأسماء والصفات، مضيفًا: فلولا أن العبد يعلم أن مِن أسمائه -عز وجل-: الغفار والغفور، وأنه -عز وجل- وصف نفسه كذلك بأنه: "غافر الذنب"، وأنه: "واسع المغفرة"، وأنه: "خير الغافرين"، لما اجتهد في طلب المغفرة من الله -عز وجل- على كثرة ذنوبه وخطاياه.

5- الاستغفار وقاية من عذاب الله -عز وجل-: قال الله تعالى: {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ} [الأنفال: 33].

6- الاستغفار علاج للقحط والعقم والفقر، قال تعالى حاكيًا عن نوح -عليه السلام-: {فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا . يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا . وَيُمْدِدْكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا} [نوح: 10-12]، وروي عن الحسن البصري -رحمه الله-: أن رجلًا شكا له الجدب، فقال: استغفر الله، وشكا إليه آخر الفقر، فقال: استغفر الله، وشكا إليه آخر عدم الولد، فقال: استغفر الله، ثم تلا عليهم هذه الآية.

7- الاستغفار سبب للقوة والرزق وزوال الهم، قال الله -عز وجل- حاكيًا عن هود -عليه السلام- أنه قال لقومه: {وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ وَلَا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ} [هود: 52]، وعن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "مَن لزم الاستغفار جعل الله له مِن كل ضيق مخرجًا، ومن كل هم فرجًا، ورزقه من حيث لا يحتسب" [أخرجه الترمذي، وضعفه الألباني].

8- الاستغفار فيه علاج لفقر العبد وحاجته: قال النبي -صلى الله عليه وسلم- عن رب العزة -تبارك وتعالى-: "يَا عِبَادِي إِنَّكُمْ تُخْطِئُونَ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ، وَأَنَا أَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا، فَاسْتَغْفِرُونِي أَغْفِرْ لَكُمْ" [رواه مسلم].