• الرئيسية
  • أخبار المسلمين
  • أكاديمي فلسطيني لـ"الفتح": الكيان المحتل يستهدف كلَّ ما هو فلسطيني.. ونتنياهو يطيل أمد الحرب وفق مصالحه الشخصية والسياسية

أكاديمي فلسطيني لـ"الفتح": الكيان المحتل يستهدف كلَّ ما هو فلسطيني.. ونتنياهو يطيل أمد الحرب وفق مصالحه الشخصية والسياسية

  • 18
الفتح - د. أحمد غنيم المحلل السياسي الفلسطيني

قال الدكتور أحمد غنيم، الأكاديمي الفلسطيني المتخصص في الشؤون السياسية الدولية: لا شك في أن المجزرة التي حدثت بشارع الرشيد غرب مدينة غزة -تحديدًا على دوار النابلسي- مروعة بكل ما تحمله الكلمة من معنى، خاصة أن الذين استُهدفوا كانوا من المدنيين ولم يكونوا من حاملي السلاح ولا أي شيء يهدد جنود الاحتلال الذين كانوا قريبين من المكان؛ وهذا يثبت مجددًا أن الحرب الإسرائيلية المستمرة منذ خمسة أشهر على قطاع غزة تستهدف كلَّ ما هو فلسطيني؛ فهم يستهدفون الرجال والنساء والشيوخ والأطفال والرضع والشجر والحجر.

وأكد غنيم في تصريح خاص لـ"الفتح" أن هذه الحرب تستهدف جميع مكونات الشعب الفلسطيني خصوصًا أن المستهدفين –نحتسبهم عند الله شهداء- وصل عددهم لنحو 140 شخصًا من المدنيين وكانوا ينتظرون مرور المساعدات كي يحصلوا عليها ويسدُّون رمقَ جوعهم وعطشهم بسبب الحصار الغاشم الشديد المفروض عليهم من الاحتلال شمال مدينة غزة؛ لأنه يمنع دخول الماء والغذاء والدواء حتى ألبان الأطفال، وسكان هذه المنطقة يعانون نتيجة لذلك أشد المعاناة. 

وبسؤاله عن الرد المتوقع على هذا العدوان، قال: على المستوي الداخلي يوجد رفض شعبي لهذا العدوان السافر الذي تعرض له المدنيون في شمال قطاع غزة، المستمر منذ خمسة أشهر، وهو حلقة متواصلة من سلسة الاعتداءات الإسرائيلية على سكان قطاع غزة عمومًا وسكان مدينة غزة خصوصًا. منوهًا بأن الاحتلال دومًا كعادته ينفي ويكذِّب ما يُنشر بخصوص جرائمه؛ فقد زعم بشأن تلك الواقعة أن سبب قتل عدد كبير من المدنيين هو التدافع نحو شاحنات المساعدات التي تسببت في قتل الفلسطينيين؛ مؤكدًا أن هذه رواية إسرائيلية كاذبة حاول تسويقها أفيخاي أدرعي الناطق باسم الجيش الإسرائيلي، لكن الحقيقة أن جل الوفيات كان بسبب رصاص قوات الاحتلال أو صواريخ طائراته المسيرة.

وبالنسبة للرد الخارجي على هذا العدوان، قال: قدمت عدة دول بيانات استنكار وتنديد بالجريمة الإسرائيلية، وقدمت مصر وقطر والإمارات والسعودية والأردن -وحتى أمريكا- مذكرة اعتراض وتنديد بهذه الجريمة النكراء التي تعرض لها المدنيون العزل في شمال قطاع غزة.

وأردف: لا توجد أي وسيلة للضغط بها من أجل إيقاف آلة القتل والتدمير؛ فقد صدرت بعض القرارات من مجلس الأمن بضرورة وقف الحرب وكذلك الجامعة العربية، وطالبت عدة دول عربية بوقف إطلاق النار ووقف الحرب والإبادة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني. لافتًا إلى أن هذه الحرب مستمرة بسبب سياسة نتنياهو الذي يقود الدولة الآن وفق مصالحه الشخصية، وهو يعلم جيدًا بأنه فور انتهاء تلك الحرب سيذهب إلى السجون الإسرائيلية وسيُحاسب بتهمة الإخفاق وبمسؤوليته عما تعرضت له قوات الاحتلال خلال السابع من أكتوبر الماضي على أيدي المقاومة الفلسطينية؛ لذلك يحاول إطالة أمد الحرب خدمةً لمصالحه الذاتية والسياسية الضيقة، وهو يعلم جيدًا أيضًا أن هذه الحرب قد انتهت من الأساس بعدم تحقيق قواته أي شيء.

وختم تصريحه بأن إسرائيل وضعت عدة شروط وأهداف للانتصار في تلك الحرب لكنها لم تحقق أيًّا منها حتى الآن؛ فقد قالت يوم السابع من أكتوبر إنها ستقضي على المقاومة وستستعيد أسراها لديها، وبعد مرور خمسة أشهر لم تستطع القضاء على المقاومة، ولا إنقاذ أي أسير بقوة السلاح أو عبر المعلومات الاستخباراتية، بل من أُفرج عنهم كان بالتفاوض وبإرادة المقاومة؛ لذلك أدرك الاحتلال جيدًا أنه لن يستطيع تحرير أي أسير إلا من خلال صفقة تبادل مع المقاومة الفلسطينية، بجانب إدراكه عدم استطاعته القضاء على المقاومة طالما أن هناك رجلًا وشابًّا وشيخًا وطفلًا وامرأة فلسطينية على هذه الأرض.