صحفي سوداني لـ"الفتح": سيطرة الجيش على مباني الإذاعة والتلفزيون رسالة مهمة للعالم أجمع

  • 53
الفتح - عيسى أحمد مضوي المحلل السياسي السوداني

قال عيسى أحمد مضوي، الكاتب الصحفي والمحلل السياسي السوداني: إن سيطرة القوات المسلحة السودانية على مباني الإذاعة خطوة قوية ومهمة لأنها تعد مرفقًا حساسًا وحيويًّا مهمًّا جدًّا؛ فمليشيا "الدعم السريع" المتمردة استخدمت فيها أكثر من 1124 أسيرًا مدنيًّا، بالإضافة لإحاطتها بقناصة أجانب خصوصًا من مرتزقة "فاغنر" الروسية.

وأضاف مضوي في تصريح خاص لـ"الفتح": بما أن مباني الإذاعة وما يحيط بها من قنوات فضائية مثل قناة "النيل الأزرق" وقناة "الشروق" و"تلفزيون ولاية الخرطوم"، بالإضافة لقناة "الخرطوم الدولية"، بجانب التلفزيون القومي السوداني- تعتبر هذه المباني ذات مساحة شاسعة في قلب أم درمان الجزء الشرقي المطل على النيل، وبها موروث ثقافي سوداني عريق يحوي التراث السوداني الثقافي؛ لذلك تعاملت القوات المسلحة السودانية باحترافية عالية حفاظًا على المدنيين الذين استخدمتهم المليشيا المتمردة كدروع بشرية بجانب المحتوى الثقافي الذي تحويه مبانيها.

وبسؤاله عما يرمز إليه هذا الحدث، قال: إن الرمزية من سيطرة القوات المسلحة على مباني الإذاعة والتلفزيون السودانية هو إيصال صوت ونبض الشارع السوداني لكل العالم، والقضاء على المليشيا المتمردة المتمركزة في هذا المرفق الحيوي المهم، بالإضافة إلى إعلان القضاء على التمرد في كل مدينة أم درمان التاريخية والحيوية؛  باعتباره التمكن من قطع خط إمداد المليشيا نهائيًّا نظرًا لارتباط أم درمان بخطوط ارتباط المليشيا بدول (تشاد، وليبيا، والنيجر، ومالي) والحدود الغربية من السودان.

وتابع: أنه بخصوص عودة الأوضاع إلى ما كانت عليه، يعد هذا الأمر من المبكر الجزم به لأن هذه المليشيا عملت على تدمير وتخريب كل ما يرمز إلى الدولة السودانية، خصوصًا ما يتعلق بالبنية التحتية؛ فالتدمير طال الموروث الثقافي وبصورة أقذر في الجانب الاقتصادي، بل حتى النسيج الاجتماعي استهدفته المليشيا المتمردة، لكن تحرير القوات المسلحة السودانية لمباني الإذاعة والتلفزيون في حد ذاته يعد أمرًا يسهم كثيرًا في تغيير مسار المعركة لصالحها؛ لأنها استطاعت أن تنتصر في إحدى المعارك المهمة والمفصلية في سير الحرب ميدانيًّا بكل ما تحمله المعركة من تعقيدات.