تقرير يستعرض تداعيات التقارب الروسي مع الحوثيين في البحر الأحمر على الأمن العربي القومي

  • 41
الفتح - التقارب الروسي مع الحوثيين

أشار تقرير بحثي إلى أن روسيا في الصراع الجاري باليمن لعبت دورًا مختلفًا تمامًا عن دورها في سوريا وليبيا؛ إذ جاء في التقرير أنه في سوريا، انضمت موسكو إلى إيران ومختلف المليشيات الحليفة لها؛ للدفاع عن نظام بشار الأسد ضد خصومه، وفي ليبيا وهو صراع يبدو أن إيران غير متورطة فيه إلى حد بعيد، أرسلت موسكو قوات عسكرية خاصة من مجموعة فاغنر لدعم الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر وحلفائه مصر والإمارات، على عكس ذلك، لم تشارك روسيا عسكريًّا في الصراع الجاري باليمن، الذي تدعم فيه إيران الحوثيين.

وتحت عنوان "تداعيات التقارب الروسي مع الحوثيين في البحر الأحمر على الأمن العربي القومي" نشر مركز "رواق للأبحاث والرؤى والدراسات" تقريرًا يبين أنه على الرغم من انتهاج روسيا لسياسة محايدة خلال سنوات الصراع في اليمن، وحفاظ موسكو على علاقاتها السياسية مع الإمارات والسعودية، والدول العربية، فإنه في الفترة الأخيرة، بدا أن الموقف الروسي تجاه اليمن يتغير؛ إذ وفي ظل الصراع الجاري بين روسيا والغرب، تحاول موسكو البحث عن مناطق نفوذ الاتحاد السوفيتي السابق، العسكرية والاقتصادية في العالم، بما في ذلك اليمن؛ لتعزيز مكانتها الدولية.

وأوضح التقرير أنه مع تصاعد حدة الصراع في منطقة الشرق الأوسط، والقصف الأمريكي والبريطاني ضد الحوثيين باليمن، وعرقلة الحوثيين للمصالح الغربية، ومعها العربية في البحر الأحمر؛ تحاول موسكو الدخول إلى المشهد، ولعب دور مختلف هذه المرة في صراع البحر الأحمر، إذ تفيد تقارير إعلامية بتقارب روسيا مع الحوثيين باليمن، ومحاولات موسكو الحصول على قاعدة عسكرية على الساحل اليمني.

وأضاف التقرير أنه كان للاتحاد السوفيتي السابق، قاعدة عسكرية بجزيرة سقطرى اليمنية خلال الحرب الباردة، إضافة إلى العديد من المصالح والشراكات المختلفة مع اليمن الجنوبي سابقًا، ومع تفكك الاتحاد السوفيتي، والوحدة اليمنية، خلال تسعينيات القرن الماضي؛ فقدت موسكو مناطق نفوذها المختلفة في جميع أنحاء العالم، ومن بينها اليمن؛ ولذلك ومع زيارة وفدٍ من الحوثيين إلى موسكو، ومحاولات الحوثيين التقارب مع روسيا، بدأت الأنباء تتصاعد نقلًا عن عسكريين روس سابقين، عن محاولات موسكو العودة إلى البحر الأحمر من جديد، عبر قاعدة عسكرية لها في اليمن، والاعتراف بسلطة الحوثيين وإقامة علاقات سياسية معهم، في محاولة روسية لكسر حاجز العقوبات، والعزلة المفروض عليها من قبل الغرب، منذ بدء الحرب الروسية الأوكرانية، وهو ما تحاول مليشيات الحوثي استغلاله لمصلحتها.