عاجل

أجواء رمضان تجمع المسلمين في أوروبا

برامج خاصة تشمل إفطارًا جماعيًا وختمة قرآن ودروسًا مترجمة

محمد علاء الدين

  • 26
الفتح - أرشيفية

يمثل شهر رمضان فرصة كبيرة للمسلمين في أوروبا للتواصل، خاصة مع صلاة التراويح، إذ يتم إيفاد الأئمة من الدول العربية الإسلامية تحديدًا، فتجمعهم المساجد على طاعة الرحمن، خاصة من لا يستطيعون العودة.

وبحسب آخر الإحصاءات، يشكل عدد المسلمين في أوروبا 4.9٪ من تعداد سكانها، وتعد فرنسا صاحبة أكبر عدد من المسلمين في أوروبا بنحو 6 ملايين، وتضم ألمانيا 5 ملايين مسلم يمثلون 6.5% من عدد سكانها، كما يوجد 2.5 مليون مسلم في إسبانيا يمثلون 4.5%، وفي إيطاليا يقدر عددهم بنحو 1.800 مليون بنسبة بلغت 4%، أما في هولندا فإن العدد تجاوز مليون مسلم أي 6% من عدد السكان، وفي بلجيكا يتجاوز عدد المسلمين هناك 750 ألف مسلم بنسبة تصل 7%، وفي الدنمارك يقدر عددهم بنحو 400 ألف مسلم، أي 5%، أما في اليونان فيتراوح عددهم بين 150 إلى 500 ألف يمثلون 1.5 إلى 5% من إجمالي السكان.

واستطلعت "الفتح" آراء عدد من أعضاء الجاليات المسلمة التي استقرت في أرجاء أوروبا، لتتعرف أكثر على الأجواء الرمضانية هناك، وكيف يقضي المسلمون هناك أيامهم في مواسم الخيرات والطاعات؟

وقال القارئ محمد السعدني، إمام أحد المساجد في مدينة فرانكفورت بألمانيا، إنه رصد خلال وجوده هناك حرص الجاليات المسلمة على أداء الصلاة في أوقاتها، إضافة إلى صلاة التراويح حيث تندب الجاليات المسلمة كل عام الأئمة من الدول العربية وخاصة مصر لإحياء تلك الليالي الطيبة.

وأكد "السعدني" في تصريحات خاصة لـ "الفتح"، أن الجاليات تعد بشكل سنوي برنامجًا رمضانية لتثقيف المسلمين وإسعادهم بتلك الليالي الكريمة حيث يشمل البرنامج بشكل يومي محاضرة عقب صلاة الفجر، ومقرأة للقرآن بين العصر والمغرب ثم إفطارًا جماعيًا بشكل يومي، وصلاة التراويح يعقبها درس بسيط.

وأشار إلى أن أيام العطلات نهاية الأسبوع يكون هناك درس مترجم إلى اللغة الألمانية، وختمة أسبوعية، لافتًا إلى أن الجاليات المسلمة حريصة على تعليم أولادهم القرآن قراءة وتجويدًا وحفظًا، والتعريف بالثقافة الإسلامية حتى لا يتأثروا بالثقافات الغربية.

المهندس إبراهيم أنور، أحد الوافدين إلى باريس، كشف عن أنه كان متخوفًا من أن يكون رمضان بلا طعم؛ لكنه فوجئ بحجم تماسك الجاليات العربية بروحانياته، إذ يقيمون إفطارات جماعية بشكل يومي، ويتبادلون الزيارات العائلية.

وأوضح "أنور" في تصريحات خاصة لـ "الفتح"، أنه يفتقد بشكل كبير جدًا إلى سماع الأذان، حيث يمنع رفعه في أوروبا إلا أن الله عز وجل يعوضنا بشعور لا يمكن وصفه؛ فتجد الأجواء مميزة.

وأكد المهندس المصري أن إقبال المسلمين على صلاة التراويح كبير وملحوظ، وأنه رصد أعدادًا مهولة، لدرجة أنهم لجأوا إلى نقل الصلاة إلى الاستاد بسبب تزايد الأعداد. 

ولفت إلى أنه شهد الأجواء الرمضانية في لندن وباريس، ووجد اختلافًا كبيرًا بين الدولتين؛ فرغم انتشار الإسلام بقوة في فرنسا، ففي كل صلاة جمعة تجد شخصًا يدخل الإسلام جديدًا، ولهذا تجد تضييقًا كبيرًا في إظهار شعائر الإسلام، إلا أن الأمر في لندن مختلف وهناك حرية إلى حد ما.

واختتم: "رمضان يأتي في أوروبا ليذكر المسلمين بالله وتقاليدنا وعادتنا وإسلامنا من جديد، والمولى عز وجل يقذف في قلوبنا خشيته وتعظيم شعائره من غض بصر والمحافظة على الصلاة وسط انتشار الفتن والمحرمات لأننا في النهاية نعيش في مجتمع أوروبي؛ لكنه على الجانب الآخر يجد تمسكًا كبيرًا من الجاليات المسلمة بقيمها". 

من جهته، قال سامح عبدالرحيم، مهندس برمجة، إن إمام المسجد الذي يصلي فيه يحاكي في قراءته للقرآن الشيخ محمد خليل الحصري ما جعله يستعيد ذكريات رمضان في مصر، وكانت بالنسبة له جبر خاطر وخاصة في المواسم التي لها طابع خاص في مصر.